2022 .. عام مُر في تعز يطوي على ذات الألم والمعاناة (تقرير)
- تعز - وئام الصوفي السبت, 07 يناير, 2023 - 06:43 مساءً
2022 .. عام مُر في تعز يطوي على ذات الألم والمعاناة (تقرير)

حصار يستحكم وقيود تأبى أن تنكسر، ووضع إنساني واقتصادي يتردى وتعهدات أممية ذهبت أدراج الرياح، هذا باختصار هو حال مدينة تعز خلال عام 2022 .

 

جردة الحساب المنتظرة عن عام 2022 مع نهايته لا تبدو أنها تتغير كثيراً عن ما جرى منذ عام 2015 في مدينة تعز، ولكن زادت فيه المعاناة زيادة مهولة في كمية الألم والفقر والعوز في بلاد جميع أهلها محاصرين بالإضافة إلى تدهور الوضع المعيشي والصحي جراء الحصار.

 

عام سيطرت عليه الأزمات بالإضافة إلى حراك سياسي ومفاوضات اممية في مياه ضحلة ليس منها فائدة في مقابل ذلك سيل الدم لم يتوقف جراء قصف مليشيا الحوثي الانقلابية للأحياء السكنية بمدينة تعز.

 

استغلال الهدنة

 

مع بداية العام 2022 وتحديداً في الثاني من أبريل بدأت الهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي مع الحوثيين، وانتهت في سبتمبر، إلا أن الهدنة انتهت كما بدأت حيث رفضت الجماعة فك الحصار على مدينة تعز، فيما استمرت طوال سريان الهدنة بقصف الاحياء السكنية وهجمتها على مواقع الجيش الوطني.

 

وخلال الستة الأشهر من سريان استغلت الجماعة الهدنة والتزام الحكومة لتحرك ترسانتها العسكرية لتعزز قواتها في الجبهات لتحقق مكاسب على الارض، وكثفت ضرباتها وقصفها العشوائي على مواقع الجيش الوطني والأحياء السكنية في تعز.

 

وبعد دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ لم يلتزم الحوثي بالهدنة طيلة الستة الأشهر بل كان هناك خرق انتهاكات للهدنة في ساعة في الدقائق الأولى للهدنة كان في الأيام العادية يقتل الإنسان بينما في أيام الهدنة يقتل الإنسان والأمل الذي كان ربما الحافز أو العامل المساعد لأن يستعيد الناس حياتهم بوجود هدنة ولكن الهدنة كانت كسابقتها.

 

وعقب انتهاء الهدنة أعلن محور تعز أن الجماعة ارتكبت، أكثر من 5 آلاف خرقا للهدنة الأممية في تعز منذ بدايتها في 2 أبريل 2022.

 

وقال قائد محور تعز العسكري اللواء الركن خالد فاضل: :خلال أشهر الهدنة الستة رصد محور تعز 5015 خرقا للهدنة ارتكبتها المليشيات الحوثية، تنوعت بين الأعمال الهجومية واستخدام الطيران المسير وأسلحة المدفعية والقناصة وزرع الألغام".

 

وأضاف  أن قوات الجيش وثقت 2489 عملية استهداف بأسلحة خفيفة ومتوسطة، كما رصدت 598 عملية قنص، و523 قصف مدفعي، و448 استخدام للطيران المسير الاستطلاعي والهجومي، و86 أعمال هجومية، و177 عملية زراعة ألغام وعبوات ناسفة من قبل مليشيا الحوثي.

 

هدنة بنكهة الموت

 

انتهت الهدنة ورفض الحوثيون فتح الطرقات وهذا حال تعز، لم يتغير انتهاكات مستمرة وجرائم متواصلة.

 

في تعز المدينة الوحيدة عندما يسمع سكانها هدنة يستعدون لليالي ماطرة ليس بالمطر الذي نعرفه وانما مطرا من نوع آخر انها قذائف الموت التي ترسلها المليشيا إلى المدينة بصورة مستمرة.

 

وخلال 2022 شهدت مدينة تعز جرائم بشعة ارتكبتها مليشيا الحوثي جراء القصف على الاحياء السكنية وقنص المدنيين.

 

وأبرز تلك الجرائم قصفت الجماعة حي الروضة وحي المطار القديم حيث قصفت في 23 من يوليو حي الروضة ما أسفر عن مقتل وإصابة 11 من الاطفال، كما تسببت في الـ 30 من اكتوبر بمقتل أسره كاملة جراء قذيفة أطلقتها على حي المطار القديم غرب المدينة تعز.

 

تقارير حقوقية

 

كما استمرت عمليات القنص على المواطنين في مختلف المناطق وراح ضحيتها العديد من المواطنين بينهم نساء وأطفال، ووثقت تقارير حقوقية مئات الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية بحق المدنيين.

 

وبحسب تقرير منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان فإنه منذ منتصف 2015 وحتى منتصف 2022 تجاوز ضحايا الحصار الحوثي على المدينة 10 آلاف مدني بينهم 2720 قتيلا.

 

وأشارت المنظمة إلى أنها رصدت المعاناة والانتهاكات التي طالت سكان المناطق العالقة في محافظة تعز (المدينة والريف)، وشملت 7 مديريات، هي (صالة- القاهرة- المظفر- جبل حبشي- التعزية- مقبنة- صبر الموادم)، خلال الفترة من مايو 2015م حتى مايو 2022م.

 

وأوضحت أن فرق الرصد الميدانية وثّقت أنواع ضحايا الحصار والاعتداءات الحوثية بمحافظة تعز طوال الفترة التي يغطيها التقرير، والتي بلغ إجمالها (285445) حالة تنوعت بين ضحايا القصف والقنص والألغام والقتل عند الحواجز، إضافة لضحايا انعدام الأوكسجين، وضحايا الحوادث المرورية الناتجة عن سلوك طرق بدائية بديلة، وكذلك وفيات مرضى السرطان والفشل الكلوي الذي تسببت ظروف الحصار في وفاتهم، إضافة لضحايا سوء التغذية الحاد من الأطفال، والذين يمثلون النسبة الكبرى من هذه الإحصائيات المفزعة.

 

ولفت التقرير إلى أن ضحايا القتل والوفاة بسبب الحصار بلغ لدى فئة الرجال الذين تصدروا النسبة الأعلى بعدد 1831 تليهم فئة الأطفال بعدد 470، ثم النساء بعدد 225 امرأة، ثم رابعاً المسنون من الجنسين بعدد 194 حالة قتل ووفاة.

 

وأفاد أن عدد قتلى القصف الحوثي على المدنيين في تعز بلغ 851، منهم 400 رجل و246 طفلا و110 نساء و95 من المسنين، بينما بلغ عدد القتلى نتيجة القنص 669 حالة غالبيتهم من الرجال بعدد 411، يليهم الأطفال بعدد 125، ثم النساء بعدد 69 امرأة، ثم المسنون بعدد 64 حالة قتل.

 

وحول ضحايا الألغام أشار التقرير إلى أن العدد بلغ 262 قتيلاً يتصدرهم الرجال بعدد 151 ثم الأطفال 59 ضحية يليهم النساء بعدد 31 امرأة، ثم المسنون بـ 21 حالة، بينما بلغ عدد ضحايا الوفيات والقتل عند الحواجز 63 حالة، الرجال منهم 37 و10 أطفال، و8 نساء و6 من كبار السن.

 

وعن أعداد الجرحى نتيجة الحصار والجرائم الحوثية في تعز، فقد بلغ 7329 جريحاً ومُصاباً، وهو رقم لا يشمل ضحايا سوء التغذية، وذوي الأمراض المزمنة (سرطان وفشل كلوي)، والبالغ عددهم 3634، المتوفون منهم خلال سنوات الحصار التي يغطيها التقرير 664 حالة وفاة.

 

ولفت إلى أن عدد ضحايا سوء التغذية من أطفال محافظة تعز بسبب الحصار ومن واقع كشوفات رسمية موثقة بلغ (274482) منهم 12 حالة وفاة.

 

وأكد أن الفئة الأكثر معاناة والأسوأ تأثراً بحصار تعز هم ذوو الأمراض المزمنة، إذ تقول الإحصاءات التي وثقها فريق رايتس رادار: إن عدد من توفوا نتيجة انعدام الأدوية وتعطل المراكز المعنية بسبب الحصار 664 حالة تشمل الرجال والنساء، وأن هذا الرقم يتداخل مع ضحايا انعدام الأوكسجين في المرافق الصحية في مدينة تعز، والذين بلغ عددهم 57 حالة، بينهم 18 طفلاًن و7 نساء و6 مسنين.

 

وأشار إلى أن عدد من لقوا مصرعهم من المسافرين عبر الطرق البديلة نتيجة الحصار بلغوا عددهم 142 حالة وفاة.

 

وجددت المنظمة مطالبتها لجماعة الحوثي برفع الحصار المفروض على سكان مدينة تعز، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والمؤن والاحتياجات والبضائع التجارية عبر المنافذ الرئيسية للمدينة وإنهاء كافة أشكال العراقيل والعوائق ومن ذلك منع الجبايات غير القانونية.

 

كما دعت جماعة الحوثي، لفتح المنافذ والخطوط الاسفلتية الرئيسية الشرقية والغربية والشمالية لمدينة تعز المغلقة، والسماح بمرور وانتقال المسافرين والبضائع من وإلى مدينة تعز عبر تلك الخطوط والمنافذ والطرق الرئيسية.

 

زيارات وتخاذل أممي ودولي

 

ويتعامل المبعوث الاممي والوفود الاممية والمجتمع الدولي  مع مدينة تعز المحاصرة منذ 2015 بشكل مستفز لابناء المدينة ويكشف عن التخاذل الحقيقي لمنظمة الأمم المتحدة المتراخي مع مليشيا الحوثي الانقلابية رغم انتهاكاتها الجسيمة وجرائمها البشعة المتكررة ضد المدنيين.

 

وفي هذا السياق ففي 13 يونيو 2022 وصل وفد أممي برئاسة نائب منسق الشئون الإنسانية في اليمن ديجو زوريلا وممثلين لعدد 12 منظمة تابعة للأمم المتحدة، إلى تعز، لبحث سبل زيادة الدعم لتلبية الاحتياجات الطارئة والمستدامة في المحافظة.

 

وأوضح الوفد أن الزيارة تهدف إلى زيادة الدعم الأممي لتلبية احتياجات تعز التي تضررت كثيرا من الحرب ولازالت تعاني من أضرار بالغة، مشيرا إلى أنه سيتم فتح مكتب للأمم المتحدة بالمحافظة لمعرفة ودراسة حجم الاحتياجات وتلبيتها وفق خطة الاستجابة الإنسانية. 

 

وفي الـ10 من ديسمبر وصل إلى تعز وفد أوروبي برئاسة نائبة سفير فرنسا لدى اليمن مليسا رحموني، وسكرتير أول بسفارة هولندا تيسا شولما، وسكرتير أول بسفارة إيرلندا آلان رالف.

 

والتقى الوفد بمحافظ تعز نبيل شمسان، وعقد الوفد لقاءات مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب لفهم أفضل للصعوبات التي يواجهها سكان تعز وخاصة في مجال الطرق والوضع الإنساني وخطوط التماس.

 

خلايا حوثية ومطلوبين أمنياً

 

وفي مقابل ذلك اثبتت الاجهزة الامنية والحملة الأمنية بمدينة تعز قدرتها على تثبيت الأمن خلال عام 2022 عكس الأعوام الماضية وحققت انجازات رغم كل المخططات التي تحاك ضدها في محاولة لعرقلة جهودها ونشر الرعب والفوضى داخل المدينة، لتكون من أبرز عملياتها تمكنها من ضبط خلية إرهابية كانت تخطط لاغتيال شخصيات أمنية وعسكرية ومدنية، ونشر الفوضى في المدينة.

 

وفي 23 أكتوبر 2022 أعلنت شرطة تعز، ضبط خليتين إرهابيتين مرتبطتين مباشرة بمليشيا الحوثي وتعمل لصالحها.

 

وقال مدير عام الشرطة العميد منصور الأكحلي في مؤتمر صحفي حينها "إن الأجهزة الأمنية قبضت على خليتين إرهابيتين مكونتين من ستة أفراد، عقب تورطها في تنفيذ جريمتي زرع وتفجير العبوات الناسفة وسط المدينة".

 

وأضاف "أن الخليتين متسببتان بشكل مباشر في الحادث المتمثل بتفجير طقم عسكري في حي سوق القبة والذي أودى بحياة قاضٍ وطفلة واثنين آخرين من المواطنين، إضافة لحادث تفجير سيارة أخرى في وقت سابق بالقرب من سوق المركزي بشارع جمال والتي أصيب على إثرها ثلاثة مواطنين".

 

وفي 24 أكتوبر 2022 أعلنت الاجهزة الامنية في مدينة تعز، مقتل المطلوب أمنياً "صهيب المخلافي" شقيق غزوان المخلافي خلال مقاومته للسلطات في منطقة زيد الموشكي.

 

وفي السياق ذاته كثفت شرطة محافظة تعز من  الحملات الأمنية وضبط عشرات المطوبين أمنيا، في مختلف القضايا، وحظر سير الدراجات النارية من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحًا ومنع التجوال بالسلاح في شوارع المدينة بهدف فرض الأمن وملاحقة العناصر المطلوبة أمنيًا.

 

وجاءت هذه الإجراءات عقب سلسلة من النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية، آخرها ضبط شحنة أسلحة مهربة تحتوي على 20 قطعة سلاح كانت على متن شاحنة في طريقها إلى منطقة الحوبان التابعة لمليشيات الحوثي.

 

ضبط مهربين مخدرات

 

ولم تقتصر الانجازات الامنية لشرطة محافظة تعز عن ملاحقة المطلوبين أمنياً والقبض على خلايا حوثية ارسلت الى مدينة تعز لزرع العبوات الناسفة والمفخخات فحسب بل تمكنت من ضبط عدد من مهربين المخدرات وبائعيها.

 

وفي الـ 8 من سبتمبر 2022  ضبطت الاجهزة الامنية كمية من الحبوب المخدرة، وعدد من المشتبه بهم بالترويج لها في منطقة شعب سلمان الغربي شمال مدينة تعز.

 

وأوضحت الشرطة أن الكمية المضبوطة تقدر بـ 6000 آلاف قرص، من أنواع مختلفة، وذلك عقب عملية مداهمة لأحد الأوكار نتج عنه القبض على 3 مشتبهين بالترويج. 

 

وبلغت الكميات المحرزة من المواد المخدرة أكثر من 6400 حبة مخدر من أنواع مختلفة، وتعتبر من أخطر أنواع الحبوب المخدرة، إضافة إلى قطعة حشيش تزن قرابة عشرة جرام.

 

ووفق مركز الاعلام الامني، فقد نفذت المداهمة إدارة مكافحة المخدرات بالتنسيق مع قسم شرطة 11 فبراير لإحدى الشقق التي تستخدم في عمليات ترويج وبيع المواد المخدرة بأنواعها.

 

وفي الـ 15 نوفمبر, 2022 تمكنت قوات الأمن من ضبط  عدد اثنين واربعين الف حبه من مادة (فينوباربيتال) في نقطة الهنجر اثناء محاولة ادخالها الى مدينة تعز على متن سيارة "باص".

 

هجمات حوثية باءت بالفشل

 

تعز في 2022 لا تغيرات في خرائط السيطرة ولا اختلافات كثيرة عن الاعوام السابقة، لم تظهر خارطة النفوذ العسكري  حتى نهاية العام  اي تغير في حدود السيطرة وخطوط التماس بين قوات الجيش الوطني التابعة للحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الانقلابية.

 

وعلى الصعيد العسكري خلال عام 2022 ففي شمال مدينة تعز ، شهدت جبهة الاربعين وعصيفرة والزنوج محاولات تسلل لمليشيا الحوثي الانقلابية باتجاه مواقع قوات الجيش الوطني، الا أن كل تلك المحاولات بات بالفشل.

 

في حين شهدت الجبهة الشرقية لمدينة تعز هجمات متكررة لمليشيا الحوثي الانقلابية قابل ذلك الهجمات تصدي قوات الجيش الوطني ولم تستطع المليشيا تحقيق اي تقدم.

 

وبالتزامن مع ذلك شهدت الجبهة الغربية لمدينة تعز، في الأشهر الاخيرة من عام 2022 وخصوصاً جبهة جبل هان تصعيداً كبيراً لمليشيا الحوثي الانقلابية ضد قوات الجيش الوطني، في محاولة منها قطع طريق الضباب الشريان الوحيد للمدينة الا أن تلك المحاولات بات بالفشل.

 

زيارات مسؤولين حكوميين

 

ولأول مرة منذ انقلاب جماعة الحوثي، شهدت محافظة تعز عام 2022 زيارات لمسؤولين حكوميين إلى محافظة تعز.

 

وفي 16 يوليو وصل وزير الدفاع السابق الفريق الركن محمد علي المقدشي إلى محافظة تعز.

 

وخلال زيارته تفقد المقدشي المواقع العسكرية وعدد من أحياء المدينة القديمة للاطلاع على مستوى استقرار الحياة العامة في المدينة واستتباب الأوضاع الأمنية في مختلف الأحياء السكنية والشوارع.

 

وعبر عن إعجابه بما شاهده لدى الأبطال من معنويات وكفاءة وحرفية عالية، مؤكدا أن تضحيات الجيش والمقاومة في تعز وفي مختلف الجبهات ستبقى وسام شرف على صدر كل يمني ومصدر فخر وإلهام لكل اليمنيين

 

وفي الـ 2 من ديسمبر وصل رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، إلى المحافظة في زيارة هي الأولى من نوعها له منذ بداية الحرب.

 

وقال البركاني إن الزيارة تأتي والبلد تمر بظرف خطير تتكالب عليها القوى من كل جانب، ولذلك نراهن اليوم على تعز في الدرجة الاولى بأن تكون عامل الالتقاء والتوحد على الثوابت الوطنية وليس عاملا للفرقة".

 

إذن هي تعز عام آخر يمضي ويمهد للجديد بلا آمال ولا طموحات لسكانها سواء فتح الطرقات ورفع الحصار عنهم، عام يطوى على ذات الألم والمعاناة من دون أمل، عام يطوي صفحاته الا انه لازالت هناك احلام بالتحرير واهتمام الحكومة ودعم الجيش الوطني في الجبهات.

 

 


التعليقات