ثورة سبتمبر في ذكراها الـ61.. احتفاء يمني لافت رغم محاولات طمس معالمها (تقرير)
- خاص الإثنين, 25 سبتمبر, 2023 - 06:44 مساءً
ثورة سبتمبر في ذكراها الـ61.. احتفاء يمني لافت رغم محاولات طمس معالمها (تقرير)

[ احتفاء يمني واسع بذكرى ثورة 26 سبتمبر ]

توسعت بشكل لافت احتفالات اليمنيين في الداخل والخارج بثورة 26 سبتمبر في ذكراها الـ61 هذا العام، مع محاولة الحوثيين لطمس معالمها واستبدالها بذكرى اجتياحهم للعاصمة صنعاء قبل تسع سنوات، وصولا إلى منع السبتمبريين بالاحتفال بثورتهم المجيدة وسط تهديدات للمحتفلين بهذه الثورة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

 

وبين المحافظات في الداخل والجاليات اليمنية بالخارج، ارتفعت أصوات الاغاني وصدحت الأعلام الوطنية ابتهاجا بقدوم ذكرى ثورة سبتمبر المجيدة مع تكثيف التحضيرات للاحتفال بهذه المناسبة، في مسعى لكبح جماح التحشيدات الحوثية للاحتفال بمناسبات طائفية وعقائدية.

 

وضاعفت جماعة الحوثيين عام بعد أخر من تضييقها على المناسبات الوطنية وعلى رأسها 26 سبتمبر، في مسعى لتهميشها من ذاكرة اليمنيين، ما دفع اليمنيين لتوسيع الاعتزاز بهذه المناسبة التاريخية التي جاءت الجماعة لتعيد البلد الجمهوري إلى أحضان الإماميين الجدد.

 

الاحتفال والرد الأمثل

 

ويعتبر استاذ علم الاجتماع السياسي عبدالكريم غانم زيادة احتفالات اليمنيين بعيد ثورة 26 سبتمبر عامًا بعد آخر، هو الرد الأمثل على محاولات الحوثيين طمس الهوية اليمنية، بما تتضمنه من أعياد وطنية ورموز ثورية، من خلال المبالغة في الترويج لمناسباتهم الطائفية وفرضها على اليمنيين بالقوة، وإحلال زعمائهم الطائفية المتطرفة محل رموز الثورة اليمنية.

 

ويعد التوسع في الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر وسيلة لتعزيز مكانة هذه المناسبة الوطنية في الوجدان الشعبي والوعي الجمعي لليمنيين، بأجيالهم الحاضرة والمستقبلية، في مقابل المساعي الممنهجة لطمس الهوية اليمنية، بما تتضمنه من مناسبات وطنية ونقاط تحول كبرى في تاريخ البلاد، يقول غانم لـ"الموقع بوست".

 

ويضيف أن ثورة 26 سبتمبر نقطة الضوء الأهم والأبرز في تاريخ الحركة الوطنية في اليمن، بينما تأمل جماعة الحوثيين إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، مشيرا إلى أنهم "متناسين أن من ذاق طعم الحرية يستحيل إعادته إلى بيت الطاعة، كما يستحيل تكميم فمه، وتغييب وعيه".

 

ويؤكد أن معظم اليمنيين في وقتنا الحاضر لم يعاصر استبداد الحكم الإمامي، لكن جماعة الحوثيين استخدمت عندما اجتاحت صنعاء في21 سبتمبر2014، أبشع صور الاستبداد والقمع والقهر والفساد، ما دفع بهم إلى التجلي بعظمة ثورة السادس والعشرون من سبتمبر ونبهاءها، وتعزيز الاحتفاء بها على هذا النحو التلقائي والواسع. 

 

ردت فعل مناسبة

 

ويقول المحلل السياسي ياسين التميمي إن مبالغة الحوثيين في الاحتفالات بمناسباتهم، استدعت ردت الفعل الكبيرة من الشعب اليمني الذي يرى ان ما يقوم به الحوثيون هو تغيير كامل في الهوية السياسية والعقائدية للدولة اليمنية، مشيرا إلى أن الشعب في حالة مواجهة شاملة مع أعدائه الاماميين الطائفيين.

 

ويضيف "التميمي" لـ"الموقع بوست" أن اليمنيين من خلال احتفالاتهم الواسعة يقومون بعملية تصحيح شاملة للأخطاء التي ارتكبت خلال الفترة الماضية وسمح بإعادة تمكين اعداء الجمهورية في ظل انانية سلطوية قاتلة مارسها نظام صالح واتباعه تجاه الشعب اليمني.

 

كما يؤكد أنهم يشعروا الآن وأكثر من أي وقت مضى أن المؤامرة على على اليمن ووحدته ونظامه الجمهوري بأنها تمضي في مراحلها الاخيرة وتتجلى في المفاوضات التي تجري بعيدا عن إرادة الشعب اليمني ويراد لها أن تثبت وقائع يرفضها الشعب حملة وتفصيلاً.

 

وكانت ثورة 26 سبتمبر 1962 أكبر لحظة تحول في تاريخ البلاد، ما يعني أن انتكاستها اليوم تمثل ردة تاريخية خطيرة، لا سيما أن تطور أدوات القمع والعنف والإرهاب والتي تتوفر لدى مليشيات الحوثيين ولم تكن متوفرة للإمامة السلالية.

 

تعد ثورة 26 سبتمبر 1962 أول ثورة عربية تتعرض للانتكاسة من بين ثورات التحرر العربية التي اندلعت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كما أنها تعد أطولها زمنيا كون الحرب التي تلتها بين الجمهوريين والملكيين استمرت سبع سنوات، وها هي في انتكاستها المتمثلة في عودة الإمامة ما زالت الحرب بين الجمهوريين والإماميين مستمرة منذ تسع سنوات، وكل ذلك نتيجة الأخطاء في صفوف الجمهوريين التي يتشابه بعضها في كلتا الحالتين، بل فبعض الأخطاء تتكرر اليوم بشكل أكثر فداحة وخطرا على النظام الجمهوري، خصوصا ما يتعلق بالانقسامات والخلافات البينية، وبطء الحركة الثورية، والاستسلام لإملاءات الخارج وتنفيذ رغباته.

 


التعليقات