زراعة القات تزاحم البن مجددا في اليمن بالعديد من العوائق والتحديات (تقرير)
- صنعاء - خاص الخميس, 26 أكتوبر, 2023 - 06:27 مساءً
زراعة القات تزاحم البن مجددا في اليمن بالعديد من العوائق والتحديات (تقرير)

[ مخاطر زراعة القات في اليمن ]

ينتج المزارع "صالح جراد" من مديرية الحيمة الداخلية في محافظة صنعاء، من 800 كيلو إلى طن سنويا من البن في مساحة تقدر بـ 30 إلى 40 لبنة، يأتي الحصاد بعد جهود شاقة وعمليات زراعية مكلفة من سقي وتسميد وتقليم وحراثة إلى المعضلة الأكبر بحسب المزارع جراد التسويق.

 

يوضح المزارع جراد، أن زراعة البن تحتاج رعاية واهتمام مضاعف أكثر من أي محصول آخر بالإضافة إلى التنبه من الأمراض والآفات الحشرية، يقول: نقوم بعمليات السقي كل 18 يوم، ونواجه في اغلب المواسم شحة المياه واجتياح الآفات والأمراض أشجار البن مسببة بيباس أجزاء من الشجرة وتآكل حبات البن.

 

في حديثه لـ "الموقع بوست" أكد جراد أن "أسعار البن غير مجزية وهي الحلقة الأصعب، حيث كنا نبيع في العام الماضي بـ 2200 وتفاجأنا بانخفاض سعر كيلو البن هذا العام إلى 1700 ريال، وننتظر مسارعة الجهات المختصة لتسويق محاصيلنا من البن بأسرع ما يمكن علما أننا ننتج أفضل أنواع البن".

 

تسويق مجتمعي

 

رئيس جمعية التطور التعاونية للبن أحمد المعطري، قال إن الجمعية استقدمت شركات وتجار بُن بغرض تسويق محاصيل المزارعين بأسعار شبه مرضية، وتقوم الجمعية حاليا بالتنسيق بين التجار والمزارعين.

 

 

يضيف، نفذت الجمعية حملات توعوية للمزارعين في عزلة الجدعان ووادي حنيش وبيحان، وفي أودية أخرى في محافظة صنعاء بهدف الحفاظ على شجرة البن، لأن هذه الأودية تشتهر بزراعة البن منذ القدم، إلا أنه في السنوات الأخيرة حاول بعض المزارعين قلع أشجار البن واستبدالها بالقات. ودعا الجهات المعنية للتنبه من خطورة هذه الظاهرة.

 

يستطرد "جمعية التطور تضم 200 مزارع للبن سعيا للانتشار بمحافظة صنعاء، بشكل خصوصا في المناطق التي اشتهرت بالبُن منها البُن المطري والحرازي الإسماعيلي، والحيمي، وأيضًا اليافعي، حيث يعد الإسماعيلي من أفضل وأجود البن في اليمن بل على مستوى العالم، عدة متغيرات ميزت البن اليمني عن غيره، منها التضاريس والتربة والمعاملات الزراعية الصحيحة.

 

زيادة لا ترى بالعين المجردة

 

بحسب عبدالسلام العتمي نائب مدير إدارة البن في وزارة الزراعة والري في صنعاء، فإن كمية الإنتاج مؤخرا زادت عن عام 2015 حتى الآن الضعف، حيث كانت كمية الإنتاج 20 ألف طن فقط، وأصبحت حاليا أكثر من 41 ألف طن، وبمساحة تقدر 37 ألف هكتار، على مساحة 15 محافظة يمنية.

 

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يؤكد العتمي أن الصعوبات التي تواجه المزارعون، في التسويق تتطلب توحيد الجهود ولملمة شتات كل الجهات المهتمة بالبن للخروج برؤية تسويقية محليا وخارجيا تضمن للمزارع عائد مجزي، واضمن إذا وجد التسويق العادل للبن أنه سيكون البديل لشجرة القات الخبيثة.

 

وعن صعوبات مزارعو البن في المياه وشحتها يقول نائب مديرة إدارة البن في وزارة الزراعة والري في صنعاء: شحة المياه نستطيع حلها بتكاتف الجميع الحكومي والمجتمعي بتفعيل المبادرات المجتمعية لإنشاء السدود والحواجز خصوصا في المناطق المهددة بالجفاف كمديريات محافظة صنعاء.

 

ضعف أداء الجمعيات

 

محمد عثمان رئيس اتحاد جمعيات البن يقول إن 95 بالمئة من إنتاج البن لازال خارج إنتاج البن المختص الذي يتم إنتاجه بعناية بممارسات زراعية سليمة، وأن الـ 95بالمئة من البن لازال بحاجة لعمل وجهود موحدة بين أطراف سلسلة القيمة لتوعية المزارعين بالممارسات الصحيحة وتسهيل مصادر الري وايجاد بيئة تسويقية مناسبة للمزارعين.

 

 

وعن دور جمعيات البُن يقول: لدينا 24 جمعية على مستوى اليمن للبن تقدم الإرشاد والتوعية للمزارعين، وتعمل بلا رأس مال يمكنها من تنفيذ مشاريع للمزارعين والتدخل معهم مباشرة في سلاسل الإنتاج.

 

ينهي محمد عثمان رئيس إتحاد جمعيات البُن كلامه بالقول "رغم أصالة اليمن التاريخية في زراعة البن وتفردها به منذ القدم، حيث كان اليمنيين أول مُصدر للبن للعالم، إلا أن العالم سبقنا الآن بإنتاج منظم للبن وكميات أكبر، وبقي اليمن يمتاز بجودة الإنتاج بكميات قليلة وضعف التسويق، ومزارعون يعودون بخفي حنين من مزارعهم، ينتابهم الشعور بالخوف والقلق من الاستمرار في زراعة البن.


التعليقات