هل يتحقق فيلم ماتريكس؟.. أكبر شريحة حاسوب في العالم يمكنها محاكاة ما سيحدث في المستقبل
- الجزيرة نت الخميس, 26 نوفمبر, 2020 - 10:40 صباحاً
هل يتحقق فيلم ماتريكس؟.. أكبر شريحة حاسوب في العالم يمكنها محاكاة ما سيحدث في المستقبل

[ شريحة "كاربراس سي إس-1" أثبتت قوتها في تحليل أكثر من مليون متغير من درجات الحرارة إلى حركة الهواء (مواقع التواصل) ]

قال باحثون إن اختبارًا حديثًا لأكبر شريحة حاسوب في العالم وجد أنه يمكنه التنبؤ بما سيحدث في المستقبل "أسرع من قوانين الفيزياء".

 

وتعد شريحة "كاربراس سي إس-1" (Cerebras CS-1)، التي تحتوي على 1.2 تريليون ترانزستور، أسرع 200 مرة من الحاسوب العملاق.

 

وأثبتت الشريحة قوتها في تحليل أكثر من مليون متغير من درجات الحرارة المتقلبة إلى حركة الهواء ثلاثية الأبعاد لدرجة أنها كانت قادرة على إظهار ما يمكن أن يحدث بشكل أسرع من الوقت الحقيقي.

 

وتم تطوير "كاربراس سي إس-1" بالشراكة مع المختبر الوطني لتكنولوجيا الطاقة التابع لوزارة الطاقة الأميركية الذي يوصف بأنه "أقوى نظام حوسبة للذكاء الاصطناعي في العالم". ويبلغ عدد الترانزستورات التي تعمل بالشريحة نحو 22 ضعفًا عن شريحة "نيفادا إيه 100 80 جي بي" (Nvidia A100 80GB) التي تم إعلانها أخيرًا، والمصممة لأحدث أجهزة الحواسيب العملاقة.

 

وذكرت مدونة لشريحة كاربراس أن "هذا العمل يفتح الباب أمام اختراقات كبيرة في أداء الحوسبة العلمية"، وأضافت أن "كاربراس سي إس-1″ هو أول نظام على الإطلاق يُظهر أداءً كافيًا لمحاكاة أسرع من الوقت الحقيقي. وهذا يعني أنه عندما تُستخدم الشريحة لمحاكاة محطة طاقة بناء على بيانات عن ظروف التشغيل الحالية، فيمكنه إخبارك بما سيحدث في المستقبل بشكل أسرع من إنتاج قوانين الفيزياء الطبيعية النتيجة نفسها".

 

وستُستخدم القوة الحاسوبية الهائلة للرقاقة لتدريب الشبكات العصبية، وإجراء عمليات محاكاة عالية الدقة لسيناريوهات العالم الحقيقي، مثل محاكاة أفضل طريقة لهبوط طائرة مروحية على سطح ما عن طريق نمذجة أنماط تدفق الهواء حول مراوحها.

 

وقامت الشركة أيضًا باستغلال شريحة من الجيل الثاني تحتوي على 2.6 تريليون ترانزستور، مما سيمهد الطريق لمحاكاة أكثر تعقيدًا في العالم الحقيقي.

 

ويثير هذا الاختراع مرة أخرى أسئلة عن محاكاة الحاسوب بأسلوب "ماتريكس" (Matrix)، وهو الفيلم الذي تحدث عن وجود شريحة يمكنها محاكاة العديد من الظروف واختيار الأفضل منها، التي يمكنها التكهن بالمستقبل وطبيعة الوجود عبر محاكاة ملايين الاحتمالات.

 

وتنص فرضية المحاكاة، التي وضعها الفيلسوف نيك بوستروم عام 2003، على أنه في المستقبل ستُستخدم كميات هائلة من قوة الحوسبة لتشغيل محاكاة واقعية للكون.

 

وعمّم هذه الفرضية منذ ذلك الحين إيلون ماسك، الذي ادّعى أن هناك فرصة بنسبة 99.99% تفيد بأن الكون الذي نعيش فيه هو محاكاة حاسوبية.

 

وقال ماسك في مؤتمر عام 2016 "قبل 40 عامًا كان لدينا لعبة بونج"، وأضاف "الآن لدينا لعبة محاكاة واقعية ثلاثية الأبعاد مع الملايين من الأشخاص يلعبون في وقت واحد، وهو ما يعني ملايين الاحتمالات.. إذا افترضت قدرة تطبيق هذا على الحياة، عندها ستصبح الألعاب غير قابلة للتمييز عن الواقع".

 

ولا تزال المحاكاة الواقعية على نطاق الكون بعيدة المنال، وقد لا تكون ممكنة باستخدام أجهزة الحاسوب التقليدية. ومع ذلك، فإن التقدم في أجهزة الحاسوب الكمومية فائقة القوة يمكن أن يوفر طريقًا محتملًا لإنشائها.


التعليقات