اكتشف علماء أستراليون جسمًا مجهولا يومض في مجرة درب التبانة، على نحو لم يُعهد من قبل.
ويقول العلماء إن هذا الجسم الدوّار يُصدر قدرًا كبيرا من موجات الطاقة على نحو يستمر مدة دقيقة كاملة كل 18 دقيقة.
وغالبًا ما يتم توثيق الأجسام التي تُصدر طاقة في الكون، لكن غير المعتاد، بحسب الباحثين في أستراليا، هو الاستمرار في الوميض وإصدار الطاقة مدة دقيقة كاملة.
ويعكف فريق من الباحثين على استكشاف المزيد عن هذا الجسم الغريب.
وكان أول من اكتشف هذا الجسم طالب بجامعة كيرتن الأسترالية يدعى تايرون أودوهيرتي.
وتمكن الطالب من اكتشاف هذا الجسم الغامض من خلال استخدام تليسكوب، بالإضافة إلى أسلوب جديد من تطويره الشخصي.
وكان علماء فلك أستراليون قد التقطوا في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 صورًا لمركز مجرة درب التبانة التي نعيش فيها، مستعينين بتليسكوب يطلق عليه اسم "مورشيسون وايدفيلد آري".
ويعمل الطالب أودهويرتي ضمن فريق تقوده عالمة الفلك ناتاشا هيرلي-ووكر، زميلة المركز الدولي لبحوث علم الفلك الراديوي.
وتقول ناتاشا: "ظل (الجسم المكتشَف) يظهر ويختفي لبضعة ساعات أثناء متابعتنا. لقد كان ذلك غير متوقع تماما. كان شيئا غير معهود بالنسبة لعالمة فلك، لأنه لا شيء مما نعرفه في السماء يفعل ذلك".
ولا يُعد وميض الأجسام في الفضاء الكوني أمرًا جديدا على علماء الفلك، الذين يصنفّون هذه الأجسام بأنها "أجرام فلكية عابرة".
لكن "الغريب حقًا"، بحسب جيما أندرسون، زميلة المركز الدولي لبحوث علم الفلك الراديوي، هو استمرار وميض الجسم مدة دقيقة كاملة.
وبالرجوع إلى بيانات سُجّلت على مدى سنوات، تمكن فريق الباحثين من معرفة أن هذا الجسم يبعد عن الأرض مسافة أربعة آلاف سنة ضوئية، مما يدل على أنه يحظى بدرجة لا تصدّق من البريق وقوة المجال المغناطيسي.
ولا يزال الغموض يحيط بالكثير من الأمور الخاصة بهذا الجسم المكتشف، والذي قد يكون شيئا جديدا من الناحية النظرية، غير أنه لم يُرصد من قبل.
لكن باحثين يرون أنه قد يكون نجمًا نيوترونيا، أو قزمًا أبيض (وهو تعبير يُطلق على بقايا النجوم الساقطة).
لكن حتى هذا غير معتاد؛ فنحن لا نعرف غير قزم أبيض نابض واحد، وليس بهذا الحجم"، بحسب ما تقول ناتاشا هيرلي-ووكر من المركز الدولي لبحوث علم الفلك الراديوي.
وتقول هيرلي-ووكر: "المزيد من الكشوفات حول هذا الجسم سترشد علماء الفلك عما إذا كانوا بصدد حدث فريد من نوعه، أم أنه شيء متواتر لكن لم يكن قد اكتُشف من قبل".
وتضيف: "أتطلّع إلى فهم هذا الجسم، وأن يمهد لي ذلك طريقا لمعرفة أكثر شمولا".