[ رافيد كحلاني مع فرقته يمن بلوز ]
من تسريحة شعره الغريبة، إلى رنة هاتفة الصاخبة، إلى الكاريزما التي لا تقاوم على المسرح
تبرز غرائب مؤسس فرقة " يمن بلوز" في كل سمة من سمات شخصيته.
التقينا كحلاني مؤخرا أثناء جولته الصغيرة في أمريكا الشمالية خلال استعداداته لتقديم عرض أمام الجمهور الإسرائيلي.
يقول رافيد كحلاني -وهو مطرب يمني إسرائيلي يبلغ من العمر 39 عاما- "هذا المسرح هو المكان الأكثر راحة بالنسبة لي"، ويرجأ رافيد حضوره القوي والمتميز على المسرح إلى جمهوره، قائلاً إنه يشعر بالذهول المستمر من طاقة الجماهير التي تحضر لمشاهدته.
ويهدف كحلاني إلى إيصال إبداعه إلى الجمهور من خلال جعل كلماته ومواده تؤثر على قلوبهم ويضيف مازحا "أنا أيضا أحب الرقص".
وعلى الرغم مما قد توحي به الفرق البلوزية اليمنية، يدرك الكحلاني تماما أن حياة الموسيقار ليست للمتعة واللعب فقط، ويحرص دوما أن يأخذ مسؤولياته المهنية على محمل الجد، قائلا: "يجب على الفنان أن يكون حساس جدا ودقيقا في الرسالة التي يريد إيصالها لأنه يملك القدرة على تغيير حياة الناس، وعندما يتم استخدام هذه السلطة من أجل الخير، ويعطيها الفنان كل شيء صحيح ومنطقي، فهنا يكمن السحر الحقيقي.
و يلمح أحدهم إلى التنشئة الدينية للفنان : قائلا إنه يستند إلى الأسلوب الديني إلى حد بعيد، حيث نشأ الكحلاني في "بات يام "وفي مستوطنة أرثوذكسية تدعى "إلون مورية"، مع اثنين من الوالدين اليهود التقليديين اليمنيين، وكانت الثقافة اليمنية الدينية جزءا قويا من طفولته، وعلى وجه التحديد الصلوات، التي كانت تغنى بألحان فريدة جدا ومحددة، "على غرار الألحان العربية، ولكن مع تغييرات خاصة بهم.
وعند توجيه سؤال لـ" كحلاني" حول حقيقة وجود حبل مشترك في الجيل الأول من الشباب البالغين في الوقت الحاضر و الذين يثارون في هذه المنطقة الرمادية المعقدة حيث يلتقي ماضي آبائهم القديم مع المجتمع المعاصر في محاولة للهروب من جذورهم العرقية تماما، وما الذي ألهم الكحلاني للحفاظ عليه؟.
وفي معرض رده أوضح " أولا وقبل كل شيء، لم أهرب من كل شيء"، "من سن 18 أو نحو ذلك، كنت أستمع إلى أنواع من الموسيقى الأخرى، و التي تأتي أساسا من المؤثرات الأفرو أمريكية، والتي وجهتني في وقت لاحق نحو الإيقاعات الأفريقية البحتة، أنا أيضا أحب البلوز والفانك.
وبمجرد أن بدأت في الاستماع إلى الموسيقى الأفريقية، أدركت أنها لم تكن مختلفة عن العالم العربي من ناحية البهجة التي تحتويها، وكيف يتم تقديمها، وكيف يتم الشعور بها، مما ساعدني على فهم أن كل شيء مرتبط من خلال التطور، حيث أن كل شيء مجرد نسخة تم بناؤها على نسخة من قبل.
وهذه الارتباطات الروحية، الثقافية، "مسائل موسيقية" هي ما يحاول الحفاظ علية، كما يقول، والتي من شأنها تسهيل عملية التطور.
الموسيقيين من بلوز اليمن - التي أنشئت في عام 2010 عندما انضم الكحلاني مع المخرج الموسيقي عمر أفيتال خلال العمل معا على مشروعه، "ديبكا فانتازيا" - متنوعون مثل الأذواق الكحلانية الموسيقية.
على سبيل المثال، عازف الإيقاع الإسرائيلي روني إيرين، من أوروغواي، ولديه شغف بالموسيقى العالمية، في حين أن عازف البوق في بروكلين إيتامار بوروخوف يضيف لمسات من شمال أفريقيا إلى المجموعة، وهكذا.
يعتز الموسيقيون بأصواتهم الطبيعية من البداية، نتيجة لفهم عالمي للحاجة إلى "خدمة الموسيقى في هذا الوقت الراهن".
شكلت علاقة كحلاني و أفيتال أهمية كبيرة، والتي بدأت من رابطة غير معلنة وصلت إلى أعمق من الموسيقى وحدها، لذلك كانت لحظة مفاجأة إلى حد ما عندما غادر أفيتال المجموعة في عام 2012 لمتابعة مهنة الجاز الخاصة به.
قبل أن ينطلق الثنائي ويذهبا في طريق منفصل، كانا قد قاما بجولة عالمية هائلة، جنبا إلى جنب مع بلوز اليمن، ثم عادا إلى الوطن للعب ما بدا بعد ذلك مثل أي عرض آخر في زابا، تل أبيب.
لم يعرفوا بعد ست سنوات من الضعف، إن هذا العرض الحي سيوقد بمفردة الألبوم الثاني للبلوز اليمني، "يعيش في تل أبيب".
كل شيء بفضل صديقي العزيز وموسيقي نيويورك المجنون شانير عزرا بلومينكرانز"، يقول كحلاني
بلومينكرانز شغل الفراغ الذي خلفه أفيتال، وخلق تسمية جديدة تسمى تسجيلات تشانت التي تطلق الموسيقى من جميع أنحاء العالم، وتغطي جميع الأنواع من الطلائعية الى الروك.
وقال كحلاني: "أخذ هذا الألبوم الرائع الذي لم يصدر مثله منذ ذلك العرض، وجعله شيء مذهل".
."قمنا بذلك العرض، وظهرت الموسيقى في الطلب الذي قمنا به في تلك الليلة، دون أي ضجة
ربما كان هناك القليل من التخطيط في عملية التسجيل هذه المرة، ولكن هناك بعض الإضافات المخططة مسبقا لصوت المجموعة التي وضعت هذا الألبوم على حدة، مثل عازف الجيتار دانيال إورين (17 عاما) (ابن روني) وبعض اللغات غير التقليدية.
وخلال أداء زابا، أدرج الكحلاني اللغات التي تتخطى معجمه اللفظي والشامل، في أعمالي، استخدم اللغة كأداة" يقول الكحلاني " استخدم اللغة التي تتوافق على أفضل نحو مع النغمة الموسيقية، ففي بعض الأحيان العربية أو العبرية لا تتناسب مع الألحان، لذلك اختار الفرنسية أو الكريولية بدلا من ذلك، حتى لو كنت لا أتكلم تلك اللغات، فإنها تغنى بواسطة أصواتهم.
ليس لدي قواعد حول أدائي - فيما ينبغي أو لا ينبغي أن أفعله - إذا شعرت أنه صحيح، أذهب إلية "وفي فبراير ، يخرق الكحلاني القواعد مرة أخرى مع عرض لم الشمل من 20 قطعة في "ريدينج 3"، وسيعرض هذا العرض، الذي يحمل عنوان "مهرجان بلوز اليمن"، تشكيلة ناجحة من الموسيقيين تقريبا الذين لعبوا في الماضي في فرقة بلوز اليمن.
واضاف "أنها ستكون لحظة شخصية حقا بالنسبة لي، الخروج من فترة صعبة جدا في حياتي، لذلك كل أصدقائي قادمون لتقديم دعمهم ومحبتهم، في نهاية المطاف، نحن جميعا هنا من أجل الحب، حتى لو لم نعرف ذلك، معظم التركيز في الموسيقى هو عن الحب، انها المصدر لكل ما نحن عليه.
الجدير بالذكر أن المطرب الموهوب وصاحب الكاريزما، ينحدر من عائلة يهودية متدينة ذات أصول يمنية.
وقد أصدر عام 2011 ألبومه الناجح مدعوماً بنخبة من عازفي موسيقى الجاز والألحان الشعبية من مختلف ربوع المعمورة، حيث أطلِق على الفرقة اسم “يمن بلوز".
وحقق ألبوم آخر للفرقة نجاحاً كاسحاً، وكانت الفرقة قد قدمت منذ ذلك الحين عروضها المكثفة في شتى أرجاء الأرض، انطلاقاً من الشرق الأقصى وصولاً إلى أميركا، لتنال عدداً لا يُحصى من الجوائز وتحصد الإطراءات في أبرز وأرقى الصحف والمجلات.
وتتميز الفرقة بإداء أناشيد تراثية تتردد منذ مئات السنين في المعابد اليهودية اليمنية وتراث الموسيقى العربية التقليدية.
* نشرت المادة في موقع " jpost "ويمكن العودة لها على الرابط هنا
* ترجمة خاصة بـ "الموقع بوست" .