طبيبة إيرلندية عملت في تعز تكشف واقع الصحة في اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الأحد, 29 يوليو, 2018 - 10:13 صباحاً
طبيبة إيرلندية عملت في تعز تكشف واقع الصحة في اليمن (ترجمة خاصة)

[ الطبيبه الإيرلندية نيام أوبراين ]

كشفت طبيبة إيرلندية عن الوضع الصحي في اليمن ومحافظة تعز خصوصا من خلال عملها في المحافظة خلال الفترة الماضية من الحرب.

وقالت الطبيبة نيام أوبراين، إنها عادت مؤخراً من "الحوبان"، حيث عملت في مستشفى للولادة والطفل تديره منظمة أطباء بلا حدود.

وذكرت الطبيبة الإيرلندية في مقال لها نشرته صحيفة (eveningecho)، وترجمه "الموقع بوست"، أن الحرب في اليمن التي دامت أكثر من ثلاث سنوات، تركت ملايين الناس دون دخل كافٍ لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مشيرة إلى أن تدهور الأحوال المعيشية وانهيار الخدمات والتجارة وسبل العيش لها آثار مدمرة على السكان.

وتقول أوبراين: "لقد عدت للتو إلى أيرلندا بعد أن أمضيت ثلاثة أشهر ونصف في اليمن للعمل كطبيبة في منظمة أطباء بلا حدود بالقرب من مدينة تعز، الذي كان على بعد على بعد 5 كيلومترات فقط من الخطوط الأمامية.

وتضيف، وفقا لترجمة "الموقع بوست"، "في فترة وجيزة من عمري هناك، استطعت أن أرى عواقب العنف في كل مكان، لا سيما في المرضى وفي الحياة اليومية لزملائي اليمنيين".

وأشارت إلى أن ثلاث سنوات من الصراع، تسببت في الحصار المفروض على السلع الأساسية والضربات على المستشفيات أدى ذلك إلى انهيار النظام الصحي اليمني بشكل أساسي.

وأوضحت أن الحكومة لم تدفع للممرضات أو الأطباء منذ حوالي عامين، والآن هناك مستشفيات خاصة فقط حيث يعتبر العلاج غير مجاني.

وتشير إلى أن كثير من الناس لا يستطيعون ببساطة دفع تكاليف الرعاية الصحية لأن أسعار السلع الأساسية ارتفعت بشكل كبير.
 
وتقول الطبيبة الإيرلندية "الاحتياجات الصحية كبيرة للغاية لدرجة أننا تفوق قدرتنا أحياناً مما يجعلنا أحياناً نتوقف عن قبول طلبات جديدة".
 
وذكرت أن زملاءها في العمل كانوا حوالي 420 موظفًا يمنيًا وكان هناك خمسة أوثمانية موظفين دوليين. كان من الرائع العمل مع العديد من المهنيين المحليين المؤهلين تأهيلاً عالياً والمتخصصين.
 
وتشير إلى أن هناك أحد أطباء الطوارئ في فريقي، ذات مرة، كان قد أكمل للتو نوبة ليلية وعاد إلى منزله ليكتشف أن منزله قد تعرض للقصف. لحسن الحظ، لم يكن لديه قدر كبير من الضرر ولكن كان عليه استبدال الكثير من النوافذ. هذا لم يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة له وعاد للعمل بإبتسامة.

وتذكر أوبراين قصة أخرى، فتقول "وكانت طبيبة أخرى حامل في شهرها السادس وسافرت بعيداً فترة العطلة. وعندما كانت عائدة من السفر اشتد القتال في الخطوط الأمامية فاضطرت إلى تحويل طريق رحلتها إلى مسار يستغرق سبع ساعات. وأتت للعمل في اليوم التالي".
 
وتابعت "يمكنك رؤية آثار الصراع في المرضى الذين يصلون إلى المستشفى. نظرًا للحصار، يعد ثمن الوقود باهظًا جدًا، لذا لا يستطيع الكثير من الناس السفر، بينما يتعين على الآخرين الانتظار حتى يخمد القتال قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى بأمان".
 
وتضيف "هذه العوامل تعني أن الناس غالباً ما ينتظرون حتى يشعروا أنه من الضروري للغاية الحصول على الرعاية الطبية. وصل الكثير من الناس إلى مستشفانا وقد فارقوا الحياة".
 
وأوضحت أن "الأطفال الموتى والأمهات الموتى، هذا كان شائعا بشكل مثير للصدمة. فالوقود الغالي، والقتال النشط، والمسافات الكبيرة للسفر، كلها عوامل تجعل من الصعب على الناس الوصول إلى الرعاية الصحية التي يحتاجونها بشدة".
 
وتذكر أنه على الرغم من المشاكل، ما زلنا قادرين على القيام بالمساعدة للعديد من مرضانا. لدينا كل الأدوية والمعدات والموظفين الموهوبين الذين نحتاجهم. كل شهر قمنا بتوليد حوالي 800-1000 طفل وعالجنا 5000 شخص في قسم العيادات الخارجية.

وتقول أوبراين "دم الناس غير قادر على التجلط ولهذا ينزفون بكميات هائلة، كما أنهم يعانون من عدوى متكررة. يحتاج الناس إلى عمليات نقل دم متكررة. وحتى مع العلاج، فإن المرض يقتل 50٪ من المصابين به".

وختمت حديثها "وبخلاف التفاني المدهش لموظفينا اليمنيين، فإن معاييرهم الفنية كانت استثنائية. وكان لشرف كبير أن أكون جزءاً من هذا المستشفى الكبير والمستدام وأنه من المريح أن نعلم أنه إذا كان كل الموظفين الدوليين سيغادرون، فإن الموظفين المحليين يمكن أن يتحملوا علاج مواطنيهم الذين بأمس الحاجة إلى مساعدتهم".


التعليقات