مبررات مراوغة لشركة بريطانية لتسليح الحرب السعودية في اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 25 مايو, 2019 - 11:44 مساءً
مبررات مراوغة لشركة بريطانية لتسليح الحرب السعودية في اليمن (ترجمة خاصة)

[ أطفال يمنيون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية، مايو 2019 ، شينخوا ]

انتقد باحث بريطاني شركات الأسلحة في بلاده التي تزود المملكة العربية السعودية التي تقود حربا في اليمن بالأسلحة، وتسببت بمقتل آلاف المدنيين.

 

وقال الكاتب سام بيرلو فريدمان في مقال نشره موقع "الديمقراطية المفتوحة" وترجمه للعربية "الموقع بوست": "تسببت حملة القصف المستمرة للتحالف بقيادة السعودية في مقتل الآلاف من المدنيين، بينما دمرت المدارس والمستشفيات والمصانع والأراضي والمنشآت الزراعية"، مشيرا إلى جانب الحصار الذي تقوده السعودية. تدفع حملة القصف باليمن إلى المجاعة حيث تقدر الأمم المتحدة أن إجمالي عدد القتلى في الحرب قد يصل إلى 230 ألف بحلول نهاية عام 2019.

 

وأضاف: "الأسبوع الماضي، قامت مجموعة من نشطاء تجارة الأسلحة بممارسة الشعائر السنوية المتمثلة في النزول إلى قاعدة فارنبورو الجوية لحضور الاجتماع العام السنوي لأكبر شركة أسلحة في المملكة المتحدة “بي أي إي سيستمز”. يمتلك كل واحد منا حصة، مما يسمح لنا بحضور الاجتماع وطرح أسئلة على روجر كار، رئيس مجلس الإدارة.

 

وتابع: "نذهب إلى هذا الاجتماع لأننا نريد محاسبة كبار تجار السلاح في البلاد، لن نسمح لهم بأن يستمتعوا بالحفل السنوي دون وجود إفساد للحفلة وتذكيرهم بالتكلفة الإنسانية مقابل أرباحهم".

 

وأردف: "كانت أسئلتنا حول اليمن، حيث تشكل الطائرات المقاتلة من طراز المصنوعة من قبل "BAE" جزءاً رئيسياً من سلاح الجو السعودي الذي يحدث مثل هذا الدمار المطلق في البلاد".

 

واستطرد: "كان كار قد أعد بعض السطور للدفاع عن "BAE" من التهم الموجهة لها، حيث إنها تساعد وتحرض على هذه المذبحة".

 

وأشار إلى أن أحد الشخصيات في إدارة الشركة كان يتصرف وكأنه سفير سعودي حيث كان مصراً على أن المملكة ليس لديها خيار سوى خوض الحرب في اليمن والدفاع عن شعبها ضد الهجمات الصاروخية الحوثية ومحاربة الإرهاب واستعادة الحكومة الشرعية للرئيس هادي والذي أطاح به المتمردون الحوثيون في عام 2014.

 

يقول فريدمان إن مبررات كار للحرب والتي تصور النظام السعودي كعشاق للسلام وأنها أُجبرت على الحرب التي لم تكن تريدها أبداً، تنهار بناءً على أدنى تحليل للوضع.

 

يضيف الباحث البريطاني: "الحقيقة هي أنها حرب باختيار السعودية وتحالفها، كان الحوثيون غير مرتاحين بشكل كبير من نواح كثيرة، لكنهم لم يهددوا المملكة أو جيرانها. لم تبدأ الهجمات الصاروخية الحوثية على أهداف سعودية إلا بعد أن بدأت حملة قصف التحالف في مارس 2015. والسبب الحقيقي للحرب هو أن السعودية رأت يدا لإيران في سيطرة الحوثيين وعقدت العزم على مواجهة منافستها الإقليمية أيا كانت التكلفة".

 

أما بالنسبة لمحاربة الإرهاب، بحسب الباحث البريطاني، فقد ذُكر أن بعض المليشيات التي تسلحها السعودية والإمارات -وغالباً ما تكون مزودة بأسلحة من الغرب- لها صلات بتنظيم القاعدة وداعش.

 

ووفقا لفريدمان، فقد أفادت التقارير بأن المملكة العربية السعودية قد دفعت بالآلاف من القوات السودانية غير النظامية والمرتزقة لخوض حربها البرية بما في ذلك الجنود الأطفال وكذلك مليشيا الجنجويد السابقة، المسؤولة عن الفظائع الجماعية في دارفور.

 

يتابع: "لكن حتى لو كانت الحرب نفسها عادلة إلى حد ما، فإن هذا لا يسمح باستهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية أو الهجمات التي لا تميز بين الأهداف المدنية والعسكرية".

 

وأشار إلى أن كار رئيس مجلس إدارة "BAE" دافع عن هذا الأمر، وقال: "هناك حروب في جميع أنحاء العالم والحتمية الحزينة هي أن المدنيين يتعرضون للأذى دائمًا، لا هو ولا السعوديون يريدون ذلك".

 

واستدرك: "فظائع مثل قصف حافلة مدرسية في أغسطس الماضي والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 50 تلميذاً والكثير من الحالات المماثلة، ليست سوى حوادث مأساوية".

 

يقول: "إذا كان الأمر كذلك، فإن التحالف الذي تقوده السعودية لديه الكثير من الحوادث المأساوية. وفقاً لمشروع اليمن للبيانات، الذي تابع غارات قصف التحالف طوال الحرب، كان ما يقرب من نصف الهجمات أهدافها مدنية. مثل هذا القصف المستمر والمنهجي للأهداف المدنية لا يشير إلى سلسلة من الحوادث المؤسفة ولكن يشير إلى الفشل التام في التمييز بين العسكريين والمدنيين وتجاهل صارخ على من أو لماذا تم ضرب غاراتهم".

 

يمضي البحث البريطاني بالقول: "شن التحالف مئات الهجمات على أهداف تتعلق بالزراعة وإنتاج الغذاء مثل الأراضي الزراعية ومرافق الري ومكاتب الدعم الزراعي وقوارب الصيد والموانئ ومراكز التوزيع وأكثر من ذلك. العديد من هذه المنشآت بعيدة كل البعد عن أي هدف عسكري وقد تعرض البعض لهجمات متكررة"، مضيفا: "هذا لا يشير إلى وجود خطأ، إنه يوحي بجهد متعمد لتدمير وسائل دعم السكان تحت حكم الحوثيين. ولقد سخر مسؤول سعودي من السجل قائلاً: بمجرد أن نسيطر عليهم، سنطعمهم".

 

وقال: "بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين شركة الأسلحة "BAE" وحكام البلاد وموظفيها البالغ عددهم 6300 موظف في المملكة العربية السعودية، هل يُبذل أي جهد لمعرفة ما إذا كانت طائراتهم متورطة في فظائع واتخاذ خطوات لمنعها من جديد؟".

 

وأضاف: "بمجرد تخطي التهرب الصريح حول أنها تكافح الإرهاب وتحافظ على السلام وأنها كقوة للاستقرار، أعطى كار إجابة واضحة للغاية على هذا السؤال بقوله: لا".

 

لم يكن لدى "BAE" هذه المعلومات ولم تطلب هذه المعلومات، فليس من دور "BAE" معرفة ذلك. وفقًا لـ"كار"، تقوم "BAE" فقط بتزويد المعدات وصيانتها. ما يحدث بعد ذلك ليس له علاقة بهم، كل ذلك يقع على عاتق الحكومة البريطانية والسعودية.

 

* يمكن الرجوع للمادة الاصل هنا

 

* ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات