وضعت روسيا شرطا للعودة لاتفاق الحبوب الذي انسحبت منه مؤخرا، في حين تبادلت بولندا وأوكرانيا استدعاء السفراء، وسط توتر أثارته تصريحات مسؤول بولندي بشأن واردات الحبوب الأوكرانية.
فقد نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن الكرملين قوله مساء الثلاثاء إن روسيا مستعدة للعودة فورا إلى اتفاقية تصدير الحبوب لكن بعد استيفاء شروطها.
وكانت موسكو أعلنت قبل نحو أسبوعين انسحابها من اتفاق الحبوب، وبررت قرارها بعدم تنفيذ الجزء الثاني من الصفقة المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، نظرا لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة في طريق تطبيق الاتفاق؛ إذ تعاقب شركات التأمين وخدمات الموانئ السفن التي تتعامل مع روسيا.
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد الثلاثاء إن الولايات المتحدة علمت أن روسيا مستعدة للعودة إلى محادثات اتفاق يسمح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لكننا "لم نر أي دليل على ذلك حتى الآن".
وأضافت غرينفيلد أنه إذا أرادت روسيا نقل الأسمدة إلى الأسواق العالمية وتسهيل المعاملات الزراعية "سيتعين عليهم (الروس) العودة إلى هذا الاتفاق".
وأضافت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة -ومن دون أن تسهب في التفاصيل- "لاحظنا مؤشرات على أنهم قد يكونون مهتمين بالعودة إلى المناقشات، لذا سننتظر حتى نرى مدى احتمال حدوث هذا بالفعل".
ومنذ بدء تطبيقه قبل عام برعاية الأمم المتحدة وتركيا، سمح اتفاق الحبوب بتصدير نحو 33 مليون طن من الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.
توتر بين بولندا وأوكرانيا
على صعيد آخر، استدعت أوكرانيا وبولندا الثلاثاء سفير الطرف الآخر وسط خلاف نشب بين البلدين بعد أن قال مارسين برزيداتش مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي إن على كييف إظهار مزيد من التقدير لدعم وارسو في حربها مع روسيا.
وفي مقابلة مع تلفزيون "تي في بي" العام، قال برزيداتش إن وارسو تعطي الأولوية "للدفاع عن مصالح المزارعين البولنديين" عبر المطالبة بتمديد القيود على واردات الحبوب الأوكرانية.
وأضاف "تلقت أوكرانيا كثيرا من الدعم من بولندا، وسيكون من الجيد أن تبدأ الشعور بالامتنان للدور الذي أدته بولندا لمصلحة أوكرانيا في الأشهر والسنوات الماضية".
وردت كييف باستدعاء السفير البولندي إلى مقر وزارة الخارجية الثلاثاء. وجاء في بيان أوكراني أن "التصريحات حول جحود الأوكرانيين المزعوم حيال المساعدة التي قدمتها جمهورية بولندا لا تعكس الواقع، وبالتالي فهي غير مقبولة".
ثم ردت بولندا باستدعاء السفير الأوكراني إلى وزارة الخارجية في وارسو.
وذكر الأخير في بيان أن الاستدعاء ناجم عن "تصريحات أدلى بها ممثلو السلطات الأوكرانية".
وتعد وارسو واحدة من أقرب حلفاء كييف منذ الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في فبراير/شباط 2022، لكن توترات بين الجارتين ظهرت لأن بولندا تعارض واردات الحبوب الأوكرانية، وأثار ذلك احتجاجات المزارعين البولنديين.
ودعت الحكومة البولندية الاتحاد الأوروبي مؤخرا لتمديد الحظر على واردات الحبوب الأوكرانية، الذي ينتهي في 15 سبتمبر/أيلول المقبل، مهددة بالإبقاء عليه من جانب واحد.