حليمة عدن.. أشهر عارضة أزياء محجبة في العالم
- الجزيرة نت الثلاثاء, 29 أكتوبر, 2019 - 07:47 مساءً
حليمة عدن.. أشهر عارضة أزياء محجبة في العالم

[ حليمة عدن في معرض "هي" للأزياء تؤكد أن حجابها لم يكن عائقا أمام شهرتها (الجزيرة) ]

لم تتخيل يوما تلك الفتاة التي ولدت في معسكر للاجئين في كينيا أن تكون أشهر عارضة أزياء محجبة في العالم؛ فحليمة عدن -التي دفعت الحرب الدائرة في بلدها الصومال أسرتها للفرار إلى كينيا، ومن ثم إلى الولايات المتحدة- قدمت نموذجا لتحقيق الحلم في زمن قياسي.

 

حليمة -التي وقعت لأحدى كبرى وكالات عارضات الأزياء في العالم- لم تكن تعلم يوما أن بإمكان الفتيات المحجبات العمل كعارضات أزياء، وترى أن وصولها لهذه المكانة في عالم الأزياء يمثل رسالة للجميع؛ أنه لا يوجد عائق أمام الفتاة المسلمة التي تنتمي لأسرة محافظة أمام تحقيق أحلامها من دون التخلي عن دينها أو عاداتها أو تقاليدها.

 

وترى حليمة -التي تشارك في معرض "هي" للأزياء العربية في نسخته 16 المقامة في الدوحة حاليا- أن قبول التنوع في المجتمعات هو الجمال الحقيقي الذي يحقق السلام بين الجميع، مؤكدة أن ملابسها جزء من تربيتها، وتشعر بالراحة الكبيرة بارتداء الحجاب والملابس المحتشمة؛ فإظهار الجسد ليس هو الجمال؛ بل المحافظة عليه هو الجمال الأكبر.

 

فرصة ورسالة

 

وتقول حليمة -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت- إن "الحصول على فرصة للظهور بعرض أزياء أسبوع الموضة في نيويورك بالولايات المتحدة، ثم المشاركة في عرض أزياء "ألبرتا فريتي" و"ماكس مارا" بإيطاليا بالحجاب؛ رسالة للفتيات المسلمات مفادها بأن يكن على طبيعتهن ويسعين أيضا وراء حلمهن حتى يتحقق، فلا يوجد عائق أمام الحلم إلا عدم السعي لتحقيقه".

 

حليمة باتت بوابة عروض الأزياء العالمية إلى المرأة المسلمة المحافظة، التي قلما كانت تجد أيا من العلامات التجارية المشاركة في عروض الأزياء مناسبة لها؛ إلا أن وجود حليمة جعل بيوت الأزياء العالمية توظفها في مجال التسويق لمنطقة الشرق الأوسط؛ كون الملابس التي ترتديها حليمة تعبر عن نسبة كبيرة من جموع النساء في هذه المنطقة.

 

بداية حليمة جاءت من منافستها في مسابقة ملكة جمال ولاية منيسوتا الأميركية، وهي مسابقة تديرها منظمة ملكة جمال الولايات المتحدة، والتي كانت مملوكة سابقا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووصلت في تلك المسابقة إلى الدور قبل النهائي رغم إصرارها على المشاركة بالحجاب.

 

وكانت حينها في عمر 19 عاما، لتفتح هذه المشاركة الباب أمام حليمة لدخول عالم عروض الأزياء، لتحدث لتلك الشابة صومالية الأصل خطوات قوية منذ ذلك التاريخ لتدخل بعد بضعة أشهر عالم الشهرة، بوصفها أول عارضة أزياء عالمية ترتدي الحجاب.

 

حلم مؤجل

 

ورغم الشهرة والأموال التي حققتهما حليمة من وراء عملها في مجال عروض الأزياء، فإن حلمها التالي هو أن تصبح سفيرة للأمم المتحدة؛ فالشابة -التي تدرس بجامعة منيسوتا- تؤكد أنها عقب تخرجها ستكرس حياتها للوصول إلى هدفها الجديد، لتعبر مرة أخرى لكل فتيات العالم عن أن البداية المظلمة لن تكون النهاية مع السعي لتحقيق الأهداف.

 

وتتذكر حليمة تلك الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بالمخيم الذي ولدت به، ومعيشتها بين الخيام حتى عمر السادسة بين لاجئين صوماليين وإثيوبيين وسودانيين، مؤكدة أن ذلك المكان علمها أهمية قبول التنوع والاختلاف، وعدم التمييز بين الناس على أساس اللون أو الدين أو العرق.

 

وعن زيارتها لقطر ومشاركتها في معرض "هي"، وصفت حليمة الدوحة "بالمدينة الجميلة الهادئة، التي تتطلع إلى زيارتها مجددا في كل مناسبة تسمح بذلك".

 

وأشارت إلى أن النهضة الموجودة في هذه البلاد لا تخطئها عين؛ كونها ظاهرة لكل من يزورها منذ وصولها المطار، وحتى مغادرته، لتحمل معها ذكريات جميلة عن تلك الفترة التي قضتها بين هذا الشعب الطيب المضياف.


التعليقات