بينهم محكّم لجائزة الشيخ زايد.. مثقفون مغاربة يقاطعون جوائز الإمارات ويرفضون التطبيع
- الجزيرة نت الخميس, 20 أغسطس, 2020 - 01:58 مساءً
بينهم محكّم لجائزة الشيخ زايد.. مثقفون مغاربة يقاطعون جوائز الإمارات ويرفضون التطبيع

أعلن كتاب وروائيون وأدباء مغاربة وجزائريون وتونسيون سحب ترشيحاتهم لجوائز إماراتية، والانسحاب من بعض المؤسسات الثقافية استنكارا لإعلان الإمارات العربية المتحدة التطبيع مع إسرائيل.

 

وبعد إعلان الأكاديمي والناقد المغربي يحيى بن الوليد والروائيين والمترجمين أحمد الويزي وأبو يوسف طه والروائية الزهرة رميج انسحابهم من جائزة الشيخ زايد للكتاب، قرر الشاعر المغربي محمد بنيس الانسحاب من اللجنة المحكّمة للجائزة ذاتها.

 

محمد بنيس

 

ونشر الشاعر المغربي محمد بنيس قراره الموقع الذي يفيد بانسحابه من عضوية اللجنة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب "على إثر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بينهما".

 

ويوصف بنيس بأنه من أبرز شعراء الحداثة في العالم العربي، واعتبر أن ثورات الربيع العربي قلبت بشكل كامل مشروعا تاريخيا وغيرت مساره.

 

وفي عام 1970 انخرط بنيس في اتحاد كتاب المغرب، ثم انتخب في مكتبه المركزي ابتداء من عام 1973، لكنه انفصل عنه عام 1981.

 

ويعود لبنيس الفضل في إعلان اليونسكو عام 1999 يوم 21 مارس/آذار يوما عالميا للشعر، بعدما وجه إليها نداء عام 1998 لإعلان يوم عالمي للشعر.

 

وعرف بنيس بتأسيسه دار توبقال للنشر عام 1985، كما أسس مع عدد من الأدباء والشعراء عام 1996 "بيت الشعر في المغرب"، وبقي رئيسا له إلى 2003.

 

الجزائر

 

قرر شعراء ومثقفون جزائريون الانسحاب من مسابقات إماراتية بعد إعلان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

وكتب الأديب والناقد الجزائري بشير ضيف الله تدوينة عبر حسابه في فيسبوك قائلا "إنه قرر سحب ترشحه لجائزة الشيخ زايد الأدبية"، مضيفا أنه يأمل أن تخرج القضية الفلسطينية من دائرة الشاشات ومواقع التواصل إلى دائرة الواقع والفعل "الملموس".

 

وأكد ضيف الله إيمانه العميق بأن الشعوب وحدها هي من تقرر مصير القدس.

 

بدورها، أعلنت دار ضمة للنشر والتوزيع (جزائرية) عن سحب ترشحها هي الأخرى برواية "رعاة أركاديا" للروائي الجزائري محمد فتيلينة من سباق جائزة البوكر العربية بعد مناقشة الملف مع الكاتب.

 

مؤسسات مغربية

 

لم تقتصر مواقف المثقفين المغاربة على الأفراد، بل امتدت إلى المؤسسات، حيث أعلنت مؤسسة "بيت الشعر في المغرب" الأحد الماضي إدانتها واستنكارها التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.

 

و"بيت الشعر في المغرب" مؤسسة ثقافية مدنية مستقلة وغير ربحية، تأسست سنة 1996 في الدار البيضاء.

 

واعتبرت المؤسسة في بيان أن "اتفاق التطبيع بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني خيانة، ليست لقضية العرب الأولى فحسب، بما أنها واحدة من أنبل قضايا العصر، بل لعدالة كافة القضايا الإنسانية التي لطالما انبرى الشعر للانتصار لها".

 

وأضاف "بيت الشعر في المغرب" أن "الاتفاق جاء ليعمق الجرح الفلسطيني ويكرس سياسة الاستسلام ومباركة النزوع الاستيطاني الذي ينتهجه الكيان الصهيوني".

 

ودعت المؤسسة "كافة المثقفين والكتاب والشعراء المغاربة إلى المزيد من التضامن والالتحام مع القضية الفلسطينية وأفقها النضالي والشعري والإنساني".

 

تونس

 

التونسية أماني بن علي بطلة بلادها في الموسم الثالث لتحدي القراءة العربي (مبادرة إماراتية) نشرت تدوينة على صفحتها في فيسبوك تعلن فيها انسحابها من المسابقة احتجاجا على تطبيع الإمارات مع إسرائيل.

 

وقالت أماني "أدعو كل معارفي وأصدقائي ومتابعيّ للانسحاب من هذه المسابقة انتصارا للقضية الفلسطينية ورفضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، دامت فلسطين نهجنا".

 

رفض التطبيع

 

وعن رأيه في خطوات المثقفين المغاربة، قال عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي) إن "موقف المثقفين المغاربة يعبر عن نبض المجتمع المغربي الأصيل الذي يرفض كل الخطوات الخيانية التي تطعن الفلسطينيين في الظهر".

 

وأضاف هناوي لوكالة أنباء الأناضول أن "موقف المثقفين المغاربة يعبر كذلك عن حيوية وحساسية موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم بالنسبة للمغاربة".

 

وشدد على أن "المواقف المتلاحقة من المثقفين المغاربة إشارة حياة وسلامة للنسيج المغربي، وتأكيد على أن كل من طبّع قد خان القضية الفلسطينية".

 

بدورها، قالت الإعلامية المتخصصة في الشأن الثقافي سعيدة شريف إن مواقف الكتاب المغاربة "ليست مفاجئة، وتعكس العلاقة الوجدانية والتاريخية التي تجمع المغاربة بفلسطين".

 

وأضافت سعيدة في تصريح للجزيرة نت أن المثقفين والمبدعين المغاربة أعلنوا في محطات كثيرة دعمهم للشعب الفلسطيني، ورفضهم أي خطوات تطبيعية تهضم حقوقه وكرامته.

 

وأشارت إلى أن الانسحاب من جائزة الشيخ زايد ومن مؤسسات ثقافية إماراتية ستليه خطوات أخرى سيعلن عنها النسيج الثقافي المغربي، لرفض كل أشكال التطبيع.

 

ولفتت إلى أن الإمارات تحاول لعب دور "زعامة وهمية" في المنطقة بعدما خسرت حربها في اليمن وليبيا وحاولت التدخل في الشأن التونسي والمغربي، غير أنها فشلت، وما عليها سوى الالتفات إلى بيتها الداخلي الغارق في المشاكل" بحسب تعبير الإعلامية المغربية.


التعليقات