رايان غوسلينغ.. أقوى أفلام النجم الكندي كاريزمي الحضور والأداء الذي يعبر عن هموم الشباب
- الجزيرة نت الجمعة, 20 نوفمبر, 2020 - 07:45 صباحاً
رايان غوسلينغ.. أقوى أفلام النجم الكندي كاريزمي الحضور والأداء الذي يعبر عن هموم الشباب

[ قدم ريان غوسلينغ 16 عملا تلفزيونيا، و28 فيلما سينمائيا في رحلة فنية قصيرة (مواقع التواصل) ]

بدأ النجم الكندي "رايان غوسلينغ" (Ryan Gosling) مشوار النجومية طفلا منذ عام 1993، بالظهور في أعمال تلفزيونية، ثم اقتحم مجال السينما بـ3 أفلام في الفترة من 2001 إلى 2003. إلى أن فتح له الفيلم الرومانسي "دفتر المذكرات" (The Notebook) في 2004، باب الشهرة والتميز ليحقق ما لم يحققه نجم آخر في جيله من مواليد الثمانينيات، بترشيحه لجائزة أوسكار أفضل ممثل عن فيلم "نصف نيلسون" (Half Nelson) في 2006.

 

ويحتفل غوسلينغ بعيد ميلاده 40 في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بعد أن حصد في الجولة الأولى من تجربته الفنية ترشيحين لجائزة أوسكار، و37 جائزة أخرى، و151 ترشيحا لجوائز مختلفة.

 

بعد 16 عملا تلفزيونيا، و28 فيلما سينمائيا قدمها غوسلينغ، سنتناول أكثر 4 منها جسدت القاسم المشترك لأعماله، والمتمثل في "التعبير عن فئة الشباب" من خلال التركيز على معاني النهوض بعد الفشل، ومصارعة الحياة ومواجهة الشر، وبث الأمل، والبحث عن الحب، وإطلاق العنان للطموح والخيال.

 

التأرجح بين الحياة والموت

 

في الفيلم الدرامي "نصف نيلسون"، الذي كتبه وأخرجه الأميركي ريان فليك، عام 2006. بطولة رايان غوسلينغ وشاريكا إيبس، ورُشح لأوسكار أفضل ممثل لدور رئيسي، جعل النقاد يشهدون "أنه أحد أفضل الممثلين في زمانه".

 

أبدع غوسلينغ -الذي كان عمره 25 عاما وقتها- من خلال أدائه لدور المدرس الشاب "دان"، في تفنيد أخطر فكرة يصطدم بها الشباب في مقتبل العمر، وهي أن العالم لا يسمح بالأخطاء والعيوب البشرية، ولا يعترف بغير الأسود أو الأبيض، فالأشخاص المعيبون والمحبطون السيئون في جانب ما، من المؤكد أنهم سيئون في كل شيء.

 

"دان" مدرس واعد وجيد جدا؛ لكنه متورط في إدمان المخدرات، نراه مستلق في ملابس رثة، يستيقظ بصعوبة ليتوجه إلى عمله ساحبا جسده الهزيل على الدرج، وعيناه الزرقاوان المصابتان بالكدمات زائغتان؛ لكن بمجرد أن يبدأ شرح التاريخ لتلاميذه، فإنه ينبض بالحياة، ثم سرعان ما يغادر ليعود إلى عالم الموتى الأحياء مرة أخرى.

 

لكن هذا لا يمنعه من مساعدة طلابه، وخاصة "دراي" (شاريكا إيبس)، الطالبة المتحمسة، التي ينصحها قائلا "حاولي أن تستفيدي من أقوالي، ولا تقتدي بأفعالي"، ويضع لتلامذته شعارا يقول "فكر عالميا، واعمل محليا"، متحديا الفشل، ومصرا على أن يجمع بين الفكر والعمل في المكان نفسه، داخل رأس شخص بائس.

 

خوض الوحل مضطرا

 

"درايف" (Drive) فيلم حركة كتبه البريطاني الإيراني حسين أميني، عن رواية بالاسم نفسه للأميركي جيمس ساليس، وأخرجه الدنماركي نيكولاس ويندينغ ريفن، عام 2011.

 

واشترك غوسلينغ في بطولته مع كاري موليغان وبراين كرانستون وألبرت بروكس، مغيرا جلده من الهدوء إلى الديناميكية، فذكرنا بكاريزما وتمكن أداء ستيف ماكوين في فيلم "بوليت" (Bullitt) عام 1968.

 

نحن أمام سائق سيارة مرتزق ليس لديه عائلة ولا تاريخ، تمزقه مشاعر عميقة وولاءات متضاربة يحاول أن يخفيها تحت سطح شخصية تنبئ ببطل شاب طائش يصارع من أجل البقاء.

 

إنه "درايفر"، الذي اشتهر برشاقته تحت الضغط، وهو يشق طريقه وسط شبكة من سيارات الشرطة والطائرات المروحية للهروب بذكاء نادر، مستغلا معرفته الدقيقة بالشوارع، ومعللا صنيعه بأنه يقود فقط، ويقوم بتهريب المجرمين مضطرا ليكسب عيشه، دون أن يلوث نفسه بجرائمهم.

 

يخضع لمخاطر هائلة مقابل القليل من المكاسب، لذا يبدو مُكرها مكبوتا، يبذل قصارى جهده ليرد بإيماءة واحدة على أي أحد في هذا العالم الفاسد.

 

دعوة إلى الحب

 

في الفيلم الموسيقي "لا لا لاند" (La La Land)، الذي كتبه وأخرجه الأميركي داميان شازيل، عام 2016، وحصد 6 جوائز أوسكار، و237 فوزا آخر، و288 ترشيحا، من بينها الترشيح الثاني لجائزة أفضل ممثل لـ"رايان غوسلينغ"، الذي تقاسم البطولة مع إيما ستون.

 

في هذا الفيلم غير غوسلينغ جلده مرة أخرى، وتخلص من المشاعر المكبوتة في "درايف"، واستسلم لشلال من المشاعر القوية جدا، وكأنها قصيدة كلاسيكية لم تسعفها الكلمات، فتحولت إلى مسرحية موسيقية سخرت كل الطاقة والوقت للموسيقى والغناء والرقص.

 

تألق فيها بتناغم مبدع، عازف البيانو سيباستيان (غوسلينغ)، والممثلة ميا (إيما ستون)، بمرونة سلسة وجذابة، وكأنهما راقصين بالفطرة. ليقدما عرضا مبهرا للرومانسية الشابة الحقيقية، على شكل تحفة موسيقية غارقة في الشمس، تذكر بنجمي الغناء الاستعراضي التاريخيين جين كيلي وفريد أستير.

 

تقول للمشاهد "من السهل أن تدع العالم يحبطك؛ لكن الحب سيظل موجودا، والأفلام ما تزال ساحرة، وبإمكانها أن تجعلك ترى جمال الحياة من حولك" على حد وصف الناقد بريان تاليريكو.

 

أن تكون إنسانا

 

على مدى أكثر من 163 دقيقة، من المتابعة الأنيقة المذهلة، وبلغة سينمائية قوية وواثقة تخطف الأنفاس بصريا، يستحوذ عليك فيلم الخيال العلمي "عدّاء الشفرة 2049" (Blade Runner 2049)، الذي أخرجه الكندي دينيس فيلنوف عام 2017 عن سيناريو هامبتون فانشر ومايكل جرين، وحصد جائزتي أوسكار، و97 جائزة أخرى، بالإضافة إلى 160 ترشيحا.

 

يتقاسم رايان غوسلينغ -الذي استرد شخصيته الجذابة وقدم أحد أفضل العروض في مسيرته- بطولته مع هاريسون فورد وآنا دي أرماس. وصنفه بريان تاليريكو "واحدا من أكثر أفلام الخيال العلمي فلسفة وتحديا في كل العصور".

 

ففيه يقودنا فيلنوف إلى لوس أنجلوس عام 2049، لنتعرف على غوسلينغ كوكيل معروف باسم "كيه"، مهمته هي تعقب النسخ القديمة التي كانت مبرمجة بالذكاء الاصطناعي لتكون خاضعة، حيث يبدأ بتتبع شخص مكرر يحاول أن يعيش في سلام كمزارع، لكن "كيه" يُصر على حل لغز ماضي وتاريخ النسخ المتماثلة؛ ليفهم ما يعنيه أن يكون المرء إنسانا لديه خيال وتفكير حر.

 


التعليقات