الناجية الوحيدة.. دراما فريدة تاهت في كثرة تفاصيلها
- الجزيرة نت السبت, 08 مايو, 2021 - 06:14 مساءً
الناجية الوحيدة.. دراما فريدة تاهت في كثرة تفاصيلها

[ "الناجية الوحيدة" تحبس الأنفاس في السباق الرمضاني الخليجي ]

أبطال المسلسل الكويتي "الناجية الوحيدة" (مواقع التواصل الاجتماعي)

شهد موسم رمضان 2021 سباقا بين الكثير من الأعمال الخليجية تتراوح بين الكوميدي والاجتماعي، ويأتي المسلسل الكويتي "الناجية الوحيدة" في مقدمة هذا السباق في الإطار الاجتماعي الذي يمتاز بالإثارة والتشويق. وهو من بطولة هدى حسين وجمال الردهان ولمياء طارق محمد العلوي وفاطمة الطباخ، ومن تأليف منى النوفلي وإخراج هيا عبد السلام.

 

هذا هو العمل الثالث إجمالا للمؤلفة منى النوفلي التي يعرض لها مسلسل آخر في نفس الموسم الرمضاني؛ ألا وهو "بيت الذل" ويدور في إطار دوائر انتقام أيضا، والذي كان من المفترض عرضه في رمضان الجاري، ولكن توقف تصويره بسبب جائحة كورونا.

 

تعاونت النوفلي مع الفنانة هدى حسين بمسلسلها الأول "غصون في الوحل" الذي عرض عام 2019. وهي المرة الأولى التي تلتقي كلتاهما مع المخرجة هيا عبد السلام، ورغم أن المحاور الثلاثة الرئيسية للعمل نسائية، فإنهن أكدن أن الأمر من قبيل المصادفة لا أكثر، ولم يكن مقصودا أن يكون العمل نسويا.

 

يدور المسلسل حول زوجة رجل أعمال شهير، يندلع حريق هائل في منزلها فيقتل زوجها وأبناؤها الثلاثة، وتكون هي الناجية الوحيدة من هذا الحريق، ولكنها تفقد الذاكرة إثر إصابتها، وتتوالى الأحداث بين تساؤلات حول الفاعل، وحقيقة فقدانها للذاكرة، لتبدأ من بعدها دوائر انتقام لا تنتهي.

 

حبكة جيدة أرهقتها التفاصيل

 

تبدأ الإثارة منذ الحلقة الأولى للمسلسل، ويظل المسلسل يدور في نفس الفلك لمدة 10 حلقات تقريبا، وهو فلكُ حرقِ المنزل والبحث عن الفاعل وفقدان الذاكرة للناجية الوحيدة من الحريق، لينتهي هذا الفرع من القصة وتبدأ أحداث فرع جديد، وبداخل الفرع الجديد توجد قصة انتقام جانبية، وهكذا يظل المسلسل يدور حول قصص انتقام كبيرة وصغيرة، بعضها طبيعي ومنطقي وبعضها الآخر مفتعل ولا يمكن التفاعل معه.

 

يمكن القول إن مؤلفة العمل منى النوفلي كان لديها بالفعل قصة جيدة، ولكن كثرة التفاصيل غير الضرورية والصراعات الجانبية جعلها تفقد القليل من ترابط الأحداث وتفاعل المشاهدين.

 

هناك على سبيل المثال خط كامل غير مربوط جيدا بباقي خطوط العمل، وهو خط "شهد" ابنة نواف والتي تمثل شخصيتها نوف السلطان، وتحمل الشخصية ماضيا وتفاصيلا وتجري لها أحداث مهمة، ولكنها بلا فائدة درامية للمسلسل أو لشخصياته، وكان من الممكن إزالتها بالكامل من المسلسل دون أن يتأثر.

 

كذلك هناك بعض الأحداث غير المنطقية، منها هروب "ليالي" من الغرفة المحترقة، لا يمكن لليالي -التي استنشقت الكثير من الدخان- و"نواف" صاحب الجسد العجوز أن يتحركا بهذه السرعة قبل أن تلمحهما "وصايف". أما الحدث الأكبر غير المبرر فهو حرق المنزل نفسه، لا يوجد أي مبرر للشخص الذي تسبب متعمدا في هذا الحريق أن يقوم بهذا الفعل، خاصة أنه ليس بقاتل.

 

بطلة لا يمكن التعاطف معها

 

للمخرجة هيا عبد السلام بصمتها الإخراجية الحديثة والتي ظهرت في المسلسل بمشاهد الترقب والمواجهات، وهي نفس المشاهد التي أبدعت فيها هدى حسين بأداء تمثيلي قوي، ولكن حمل المسلسل كذلك بعض العيوب، مثل بعض مشاهد الفلاش باك "استرجاع الماضي" في أوقات غير مهمة لشرح أحداث مفهومة.

 

كذلك عاب السيناريو عدم التعاطف مع البطلة الرئيسية للعمل، فهي في النهاية شخص قاتل وطماع واستغلالي، رغم أنها أم فقدت كل أطفالها في لحظة واحدة، ليس هذا فحسب؛ بل ماتوا محترقين وهي تسمع صراخهم وعاجزة عن مساعدتهم، ولكننا لم نشعر بالتعاطف مع شخصية "وصايف" ولو للحظة.

 

تألق الردهان وتواضع الشطي

 

أبدع عدد من الممثلين بقيادة هدى حسين، وكان على رأسهم محمد العلوي في دور عدنان الذي أدى دور الشاب الرومانسي ذي الأخلاق بشكل جيد وسلس، قابله على الجهة الأخرى أداء متواضع من أوس الشطي في دور طلال، فمن المفترض أن يكون طلال شابا حزينا لأنه نشأ بدون أم، ولكن ليس كل من نشأ بدون أم بالضرورة عاش طفولة تعيسة، وخاصة أن والده كان طيبا كما يتذكره طلال دائما، لذا فإن الوجه الحزين المبالغ فيه -الذي أطل علينا به طلال في كل المشاهد- كان وجها متعبا غير موفق ولا يثير التعاطف.

 

أما جمال الردهان في شخصية نواف، فقد أدى شخصيته اللعوب بمنتهى السلاسة وكأنها شخصيته الحقيقية، كان أداء الردهان متلونا كالحرباء وفاعلا مثل ورقة الجوكر في أوراق اللعب، فقد استطاع اللعب مع كل الأطراف المتحاربة باتزان وبدون أن يقع في أي خطأ، وبمنتهى البساطة استطاع أن يقنع كل الأطراف في معارك الانتقام ومكائد الشر الدائرة أنه في صفها، ليس هم فحسب، ولكنه -في كل مرة كان يَظهر فيها للمشاهدين تواطؤه مع أحد الأفراد- كان يثير الدهشة والتعجب.

 

في النهاية يعد مسلسل "الناجية الوحيدة" مسلسلا جيدا به العديد من العناصر الناجحة، عابه بعض الأمور ولكنه يظل في النهاية مسلسل مليء بالإثارة والتشويق ويستطيع أن يجذب المشاهد إلى النهاية لمعرفة ما ستؤول إليه الأحداث.


التعليقات