أحمد الشلفي في حوار مع برنامج "بعد أمس": ما الذي ينبغي فعله لوقف الحرب في اليمن؟
- فريق التحرير الإثنين, 22 فبراير, 2021 - 07:32 مساءً
أحمد الشلفي في حوار مع برنامج

[ أحمد الشلفي في حوار مع الإعلامية خديجة بن قنة في برنامج بعد أمس "بودكاست" ]

قال أحمد الشلفي محرر الشؤون اليمنية بقناة الجزيرة الإخبارية إنه لا يمكننا الجزم بأن  المساعي الأمريكية لحلحة الأزمة باليمن ستؤتي ثمارها بصورة عاجلة.

 

وأضاف في إطار حوار أجرته معه المذيعة خديجة بن قنة في برنامج "بعد أمس" "بودكاست" أن الحديث عن الحرب في اليمن ليس محصوراً بصراع الداخل ولا صراع الإقليم وحسب، وإنما هي حرب لها أطراف دولية الأمر الذي يتوجب من خلالها حضور ظروف معينه في ملف الحل السياسي الذي تقترحه الولايات المتحدة الأمريكية، لإنجاز حل سياسي لملف اليمن المعقد والشائك والذي بدأ في عهد الرئيس أوباما.

 

وأوضح الشلفي أن سلوك الديمقراطيين مختلف بالتعامل مع الملف اليمني حيث إن إدارة بايدن منذ الأسبوع الأول بدأت بإيفاء التزاماتها تجاه الحرب في  اليمن من خلال الإعلان عن اعتزامها إيقاف الحرب.

 

ولفت إلى الإجراءات الأمريكية الأخرى كوقف التسليح والعمل الاستخباراتي الذي تقدمه للسعودية في اليمن.

 

وأكد أن القوات الأمريكية كانت متواجدة في الحد الجنوبي للسعودية ومنخرطة في دعم الأعمال القتالية هناك منذ بداية الحرب.

 

 

 وقال الشلفي إن قيام الإدارة الأمريكية الجديدة برفع مليشيات الحوثي من قائمة الإرهاب وتعيين مبعوث أمريكي خاص باليمن لأول مرة يدل على أنها تريد أن تكون فاعلة  في الملف اليمني.

 

وأكد أن جو بايدن يسعى من خلال تحركاته لحلحلة الحرب في اليمن أن يبرهن على نجاحه في الملفات الخارجية من خلال تركيزه على حل قضية مركزية، مضيفاً أنه على الرغم من ذلك ليس من الممكن فصل الحل اليمني عن الملف النووي الإيراني.

 

وأشار إلى أن الحوثيين يعتقدون أن الإدارة الأمريكية تشبه بعضها في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، الأمر الذي جعلهم يستمرون بالتصعيد ضد السعودية وضد المدن اليمنية، حتى بعد إدراجهم في قائمة الإرهاب ورفعهم من القائمة  لاحقا.

 

وأفاد أنه لا يوجد تواصل مباشر بين أمريكا والحوثيين إلى جانب انقطاع التواصل السعودي الحوثي منذ فترة.

 

ولفت الشلفي أنه ومنذ ست سنوات لم يحقق الحوثيون تقدماً في مأرب كما يحدث اليوم رغم محاولاتهم الحثيثة حينها، مستدركاً أنه بالمقابل هناك محاولات من الحكومة اليمنية لإمداد الجبهات من مناطق كثيرة وأن المعركة لم يحسمها طرف حتى الآن.

 

وفيما يخص توجه الولايات المتحدة والإدارة الجديدة للحلول الدبلوماسية في المنطقة أشار الشلفي إلى أن البنتاغون أصدر تصريحاً يقول فيه إن حل مشاكل الشرق الأوسط مفتاحها الملف النووي الإيراني.

 

 

وذكر أن إيران استثمرت في الملف اليمني من خلال ربطه بملفها النووي أكثر من الإمارات والسعودية حيث الإمارات تأتي في المرتبة الثانية بسيطرتها على الموانئ والنفط وتجنيد مليشيات، فيما السعودية هي الأقل استفادة ودفعت ثمنا كبيرا للحرب في اليمن.

 

وأشار إلى أن جذور الصراع في اليمن هي أكبر من أن تصنفها أمريكا في حل إقليمي بين إيران والسعودية، مستطرداً "ليس هناك من حل إقليمي أو دولي يمكن أن يصمد إذا لم تكن الأطراف المحلية والداخلية قادرة على التعامل والتفاوض وبناء سلام مستدام".

 

ولفت إلى أنه لا بد أن يكون الحل يمني يمني، وتستطيع الولايات المتحدة أن تضغط على  الأطراف التي تتدخل في اليمن بوقف دعم المليشيات عسكريا وماليا والتدخل بشكل مباشر في الملف اليمني.

 

وأوضح الشلفي أن الحل  ممكن في تفاهم الداخل بعد تغير خارطة الصراع العسكري التي لم تعد كما كانت في 2014، فالحوثي أصبح قوة عسكرية قوامها 150 ألف عسكري حسب كشوفات البنك المركزي، فيما الانتقالي 100 ألف عسكري وبدعم كبير من قبل الإمارات إلى جانب ميليشيات طارق صالح في الساحل الغربي وهي قوات تبلغ حسب مصادر 50 ألف عسكري فضلاً عن القوات الحكومية التي تمتلك 200 ألف جندي في جيشها الرسمي.

 

وختم أحمد الشلفي بالقول "إذا كان هناك من تفاؤل لوضع حل في اليمن فهو طبعا سيكون بخصوص وضع حد للأزمة الإنسانية التي بلغت أرقاماً كبيرة"، إذ من الضرورة الحديث عن وقف الغارات ورفع الحصار البري والبحري والجوي وإعادة الإعمار، وفتح المنافذ سواء في تعز أو في غيرها من المدن المحاصرة.

 

نص الحوار:

 

* هل بدأنا فعلاً بالعد التنازلي لنهاية الحرب في اليمن؟

 

** لا يمكن أن نقول بأننا بدأنا فعلاً بالعد التنازلي لأن المسألة معقدة وخارطة الصراع السياسية والعسكرية والإقليمية والدولية معقدة، فأنت حين تتحدث عن اليمن لا تتحدث عن حرب داخلية فقط، ولا إقليمية فقط، ولا عن حرب لها أطراف دولية، عندما نتكلم عن الحرب اليمنية فنحن نتكلم عن ست سنوات من الحرب والسياسة، والمأساة الإنسانية، وبتالي هناك ظروف كثيرة جداً ينبغي أن تكون حاضرة وموجودة في ملف الحل السياسي الذي تقترحه الإدارة الأمريكية الجديدة لحضور حل يمني سياسي لهذا الملف الشائك والمعقد، والذي بدأ طبعاً في عهد الرئيس أوباما، حيث وأن بايدن هو امتداداً لسياسة أوباما والديمقراطيين.

 

* هل سلوك الديمقراطيين مختلف عن الجمهوريين بالشأن اليمني ؟

 

** واضح بأنه سلوك مختلف، فلو قارنا بين إدارة ترامب وإدارة بايدن في التعامل مع السعودية، ومع الحرب اليمنية سنرى طبعاً أمراً مختلفاً.

عندما نتحدث عن إدارة بايدن، أنتِ تتحدثين عن الأسبوع الأول من هذه الإدارة توفي بإلتزامها تجاه الحرب باليمن وتقوم بأربع خطوات.

 

* تقاطعه خديجة .. ما هي هذه الخطوات الأربع أحمد؟

 

** الإعلان عن أنها ستوقف الحرب.

 

* تقاطعه مره أخرى.. النقطة الأولى إيقاف الحرب يعني عدم تسليح السعودية؟

 

** بالتأكيد إذا أعلنت إيقاف الحرب هي تريد أن تعطي مصداقية عن نوعية الحل الذي تقدمه، وبالتالي بالتأكيد واحدة من هذه الخطوات وقف الذخائر العسكرية والعمل الاستخباراتي الذي تقدمه للسعودية في اليمن أو في حدها الجنوبي، فالأمريكيون طبعاً موجودون في هذه المنطقة منذ بداية الحرب سواءً في عهد أوباما، واستمر الدعم في عهد ترامب وهذا لم يكن خافياً على أحد.

 

* قلت ما هي النقطة الثانية إذن؟

 

** النقطة الثانية تتعلق برفع جماعة الحوثي من التصنيف في قائمة الإرهاب الأمريكية الذي بدأ الثلاثاء، ثم تعيين مبعوث أمريكي وهذه سابقة طبعاً وهو تيم ليندر كينغ الذي عينه وزير الخارجية.

 

* لأول مرة؟

 

** لأول مرة بالتأكيد، وهذا طبعاً يلقي الضوء على أن الإدارة الأمريكية تريد أن تفعل شيئاً في الملف اليمني، وفيما بعد سنتحدث حول إمكانية ذلك.

 

الأمر الرابع وهو كما قلت لك، وقف العمليات العسكرية والاستخباراتية للسعودية، نحن أمام خطوات.

 

* هل هي إستراتيجية أمريكية؟

 

** ليست إستراتيجية، هذا توّجه.

 

* لماذا تخشى من تسميتهِ بإستراتيجية؟

 

** لأنه ليس هناك إستراتيجية، المبعوث الأمريكي حتى الآن طبعاً قام بالحديث للسعوديين، والتقى بالمبعوث الأممي طبعاً المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث للحديث حول الشأن اليمني، وحتى اللحظة لم يبلور آلية أو إستراتيجية للحل في اليمن.

 

 كيف ستكون هذه الإستراتيجية؟ نريد أن نؤكد أن الحل الأمريكي، جاء إعلان حل الحرب في اليمن يريد بايدن أن يقول إنه يضع قضية مركزية لنجاحه في الجهود الخارجية، لكن الوضع اليمني لا يمكن فصله عن الملف النووي الإيراني، وهذا مؤكد.

 

* والتعثر يبدو ليس فقط بالملف اليمني، شاهدنا ما يحدث في أربيل من ضرب للمصالح الأمريكية، في كردستان العراق، تعثر المفاوضات أيضاً فيما يتعلق بأفغانستان، يبدو أن الوضع عام وبداية أيضاً متعثرة لعهد بايدن، لكن دعني أعود بك أحمد لوضع اليمن والخطوات الأربع التي تحدثت عنها قبل قليل.. كيف تفسر أيضاً إصرار الحوثيين رغم رفع تصنيفهم إرهابيين أو جماعة إرهابية، رغم رفع هذا التصنيف عنهم ما زالوا وبقوة ينفذون غارات وعمليات عسكرية ضد السعودية؟

 

** هذا يتعلق كما قلت لك بالإستراتيجية والآلية، الحوثيون حتى هذه اللحظة وبعيداً عن قرار التنصيف وعلاقة دعم إيران لهم، يعتقدون أن الإدارات الأمريكية تشبه بعضها بالشرق الأوسط ولذلك هم قرروا أن يواجهوا الأمر بهذه الطريقة، لماذا؟ لأنه حتى هذه اللحظة ومن خلال مصادر خاصة ليس هناك تواصل أمريكي مباشر ورسمي (مع الحوثيين)، هناك تواصلات عادية وليست دبلوماسية للحديث عن نوعية الحوار، لكن تواصلاً مباشراً حول الحل باليمن مع الحوثيين كجماعة محلية يمنية لم يحدث حتى هذه اللحظة، وبالتالي الحوثيون يريدون أن يقولوا نحن هنا، يريدون أن يستعرضوا قوتهم، سواءً عندما يهاجمون مأرب القريبة من العاصمة صنعاء والتي يدور فيها قتال شرس الآن، ويتقدمون في بعض مناطقها خلال هذه الأيام، أو عندما يقومون بضرب...

 

* هل هناك خشية من أن يسيطروا على مأرب؟

 

** لا أريد أن استبق الأمر ولكن خلال الفترة الماضية الحوثيون عندما يهاجمون مأرب منذ ست سنوات لم يحدث أن تقدموا في مناطق على شرق المدينة أو غربها، كما حدث الآن، ولكن طبعاً هناك محاولات من الحكومة اليمنية لإمداد الجبهات من مناطق كثيرة ومحافظات كثيرة.

 

* إذن نعود إلى النقطة الرئيسية، هناك تحفظ للحوثيين على القرار الأمريكي؟

 

** نعم، ليس تحفظاً، هم عملياً قالوا بأنه إذا وقفت الغارات الجوية ووقف الحصار، نحن سنؤمن أن هناك حلا وسنقابله بوقف الضربات المسيرة.

 

اليوم نحن نتحدث عن استعراض للقوة، طبعاً توقف الحوار بين الحوثيين والسعودية منذ فترة معينة، الغارات الجوية لا زالت مستمرة حتى هذه اللحظة على جبهات القتال، خصوصاً في المناطق التي يشتد فيها القتال الآن مثل مأرب، ثانياً لأنه لا يوجد حوار أمريكي مباشر حتى هذه اللحظة طبعاً، والوقت ما زال مبكراً، ولكن هذا تعبير عن رؤيتهم، بالإضافة إلى شيء آخر وهذا اعتقادي، أن الحوثيين يريدون أن يقولوا إذا أردتم أن تتحدثوا فتحدثوا إلينا وليس إلى أي جهةٍ أخرى.

 

* العنوان الصحيح هو ليس إيران كما فعل غريفيث بزيارته إلى إيران، ولكن بالذهاب مباشرة إلى الحوثيين، هذا ما تقصده؟

 

** بغض النظر عن صدقية ما يقولونه من عدمها أن لطهران يد في التعامل مع الحوثيين سياسياً أو لها القدرة على أنه تجعلهم يؤمنون بالحل فما زال الوقت حتى هذه اللحظة مبكراً للحديث عن هذا الموضوع، لكن هناك نقطة أنا تحدثت عنها في أكثر من مره خلال هذه الأيام وهي البنتاغون أصدر تصريحاً يقول فيه بأن حل مشاكل الشرق الأوسطية مفتاحه الملف النووي الإيراني، فإذن الإدارة الأمريكية تريد أن تبلور حل مركزي.

 

* إذن واضح من كلامك أحمد أن هذه الملفات كلها متشابكة ومترابطة وربما الأساس هو الملف النووي الإيراني كما ذكرت قبل قليل، إذن صندوق البريد الرئيسي هو طهران وليس الحوثيين؟

 

** تنظر الإدارة الأمريكية كما يبدو من خلال تصريح الإدارة الأمريكية الذي ذكرته أن صندوق البريد الحقيقي هو إيران، وأن إيران هي المحور الرئيسي لحل كل مشاكل الشرق الأوسط، وعندما نتحدث عن مشاكل الشرق الأوسط فنحن نتحدث عن اليمن، عن لبنان، عن العراق، عن سوريا، وعن كل الملفات التي تحضر فيها طبعاً إيران، لكن يحتاج الأمريكيون وهم غائبون تفصيلياً عن الملف اليمني داخلياً منذ سنوات إلى إعادة الكره والتفكير مرة أخرى لعمل إستراتيجيات مختلفة، للحديث أيضاً مع الأطراف المحلية، جذور الصراع داخل اليمن هي أكبر من أن تصنفها في حل إقليمي حول إيران والسعودية.

 

أولاً تحتاج أن تحل قصة السعودية والحوثيين، الحد الجنوبي والضربات المسيرة، ثانياً تحتاج أيضاً إلى جمع هذه الأطراف المحلية جميعاً والبدء في وقف إطلاق النار، خفض التصعيد، سلام مستدام، لكن الحديث لطرف إقليمي سينهي الحرب لفترة معينة ثم ستعود الحرب وتتجدد من جديد، ليس هناك من حلٍ إقليميٍ أو دولي يمكن أن يصمد إذا لم تكن هناك الأطراف المحلية والداخلية قادرة على التعامل مع هذا الأمر، وبالتالي نحن لا ننكر أن لإيران علاقة ودور في هذا الملف، إيران، السعودية، أمريكا، أطراف أخرى أيضاً مثل الإمارات وغيرها ولو بشكلٍ أقل بالتأكيد، لأن السعودية هي التي تقود هذا الملف، ولكن من المهم جداً بناء إستراتيجية من ثلاث مستويات، المستوى الدولي، والمستوى الإقليمي، والمستوى المحلي وهو الأهم.

 

* الأصعب هو الحل المحلي (يمني – يمني)؟

 

** بالتأكيد هذا سيستغرق أولاً الجلوس على طاولة واحدة، سيستغرق نزع المليشيات ولاحظي أن خارطة الصراع العسكري في اليمن أصبحت مختلفة منذ 2014.

 

* ذعني كأنك تقول إن الحل يمني يمني؟

 

** لا بد أن يكون يمني يمني، لكن تستطيع الولايات المتحدة أن تلزم الأطراف التي تتدخل باليمن أن تتوقف عن دعم المليشيات والدعم بالأسلحة، والتدخل بشكل مباشر في الملف اليمني، خارطة الصراع العسكري اليوم ليست كما كانت في 2014، نحن لدينا اليوم الحوثي وهو أصبح القوة الأولى في اليمن، وأنا أستطيع أن أقول هذا...

 

* ماذا عن الحل عسكرياً؟

 

** يكمل عسكرياً طبعاً، الحوثيون الآن لديهم ما لا يقل عن 150 ألف مقاتل بحسب كشوفات البنك المركزي اليمني، الحوثيون لديهم طائرات مسيّرة، لديهم صواريخ سواءً تلك التي يُقال إنها دعم إيراني أو المخزون الذي تركه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

 

* في المقابل قوات الحكومة الشرعية كم تقريباً؟

 

** قوات الحكومة الشرعية تأتي بالمرتبة الثانية أو الثالثة تقريباً، وهي بالطبع بالكشوفات ربما تكون 200 ألف لكنها تعاني نقصا بالتموين العسكري ونقصا في القيادة، خذي لديك أيضاً مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتياً وهذه طبعاً نتحدث عن ما لا يقل عن 100 ألف جندي جزء منهم في عدن، نتحدث عن 50 ألف، وجزء منهم في حضرموت.

 

* 100 ألف من اليمنيين ؟

 

** يكمل من اليمنيين طبعاً، ورواتبهم تسلم...

 

* في البداية كان هناك إماراتيون؟

 

** نعم كان هناك آلاف الإماراتيين، الآن هناك طبعاً المئات من الإماراتيين هم يديرون المليشيات الموجودة.

 

* الأجندة إماراتية والتنفيذ يمني في الجنوب؟

 

** يكمل أحمد الشلفي: ولديكِ أيضاً المليشيات التابعة لطارق صالح...

 

* طارق ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح؟

 

** نعم صحيح، وهي قوات تبلغ حتى الآن حسب مصادرنا 50 ألف وهي مسلحة.

 

* في أي منطقة؟

 

** في منطقة الساحل الغربي، وهي منطقة فيها باب المندب، وفيها البحر الأحمر، وفيها هذه المناطق، وتتبع الإمارات بشكل مباشر، بالإضافة طبعاً إلى قوات من السلفيين وقوات من القبائل، نحن أمام تشكيل خارطة عسكرية جديدة.

 

* هذه الخارطة العسكرية المحلية الداخلية اليمنية، نخرج قليلاً من الداخل اليمني، ونتحدث عن ارتباط الداخل بالخارج، إقليمي أولاً ثم دولي، الإقليمي نتحدث عن إيران، وإيران طبعاً الآن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، الملف النووي الإيراني، وكل هذا طبعاً تمتلك إيران أدوات من ضمنها الوضع في اليمن ودعم الحوثيين، وفي ظل الجمود في المفاوضات فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، والمحلل الإيراني صدقيان قال نحن أمام قصة عناد العشاق من يحمل السماعة أولاً ليراضي الآخر، أو يفتح الحديث أو يكسر الجمود، هذا ما يحصل الآن بين أمريكا وإيران، الآن كيف تستثمر طهران الورقة اليمنية في موضوع الملف النووي؟

 

** هي تستثمرها ليس من اليوم، ولكنها تستثمرها منذ بداية الحرب، والحقيقة أن إيران وجدت مدخلاً في الشأن اليمني بشكل كبير عندما قرر جيران اليمن الخليجيين بأن يتخلوا عن اليمن بشكل أو بآخر، فهي دلفت إلى هذا الباب واستطاعت أن تبني علاقاتها سواءً العسكرية أو السياسية، وبدأت بتهديد المملكة العربية السعودية، ودفعت المملكة الكثير من الأثمان سواءً في حدها الجنوبي أو بضربات الطيران المسير والصواريخ على مدنها الكبرى ومنشآتها النفطية، ولذلك استثمار إيران باليمن أصبح الآن أكبر من استثمار أي بلد آخر كالسعودية، والإمارات، ربما نستطيع أن نقول إن الإمارات استطاعت أن تستثمر كموانئ ونفط ومليشيات تسيطر عليها إلى هذه اللحظة لكن ليس هناك شيء عملي، أما السعودية تبدو الأقل إلى هذه اللحظة على الأقل، وأنا أعتقد بأن الملف النووي الإيراني أو إيران إذا ما أرادت تقدم خطوة تجاه الحل سواءً بالملف اليمني أو بالملفات الأخرى كالعراق وسوريا، وغيرها من الملفات ينبغي أن تبدأ باليمن كما يريد الأمريكيون، لكن ما هي هذه الإستراتيجية؟ الآن الإيرانيون يقولون عندنا ثلاث خطوات للقيام بهذه الإستراتيجية، وقف الحرب، إعادة المنافذ الإنسانية، والجلوس على طاولة حوار.

 

الأمريكيون حتى هذه اللحظة كان هناك من يتحدث عن أن المبعوث الأمريكي سيقوم بمؤتمر صحفي للحديث عن الحل باليمن، ونحن ننتظر ذلك، ولكن لا يعتقد الأمريكيون بأن الحل باليمن على هذا النحو، وكثيرون يقولون بأن أمريكا قوة دولية لديها المصادر ولديها الإيرادات ولديها العلاقات ولديها الدبلوماسية ولكن الوضع اليمني يحتاج إلى حل موفق.

 

* إذا تحدثنا عن العامل الداخلي اليمني والإقليمي والدولي أيضاً من خلال زيارة المبعوث الأممي لليمن إلى طهران لحلحة ربما بعض هذه الملفات، تحقق شيء برأيك؟

 

** الوقت لا زال مبكراً إلى هذه اللحظة حتى نقول تحقق شيء أو لم يتحقق شيء، ولكن هناك مجموعة خطوات ينبغي أن تقوم بها هذه الدول التي أعلنت أنها ستقوم بوقف الحرب باليمن، وهي بناء آلية وإستراتيجية حقيقية والحديث مع الأطراق الإقليمية والمحلية للبدء في حوار حقيقي في اليمن.

 

* كلامك يتفق تماماً أحمد مع مقال نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى وهو لثلاثة باحثين يقول إن التسوية السياسية ستكون التسوية الأفضل أو الأقل سوءًا للحرب الوحشية في اليمن، تتفق معه في هذه الخلاصة؟

 

** هذه حقيقة مؤكدة جداً خاصة بعد أن تعبت جميع الأطراف سواءً الأطراف المحلية أو الأطراف الداعمة لها، بعد ست سنوات ينبغي أن يجلس جميع اليمنيين على طاولة حوار واحدة وينبغي أن يجلس داعمو هذه الأطراف المحلية التي تتقاتل باليمن وتنتج الدمار والموت على طاولةٍ واحدة وتتوقف هذه الحرب ويبدأ الحل باليمن.

 

* كيف؟ ماهي البدائل عن هذه الحرب؟ هل يقبل الحوثيون مثلاً أن بتسليم العاصمة للسلطة الشرعية مثلاً؟

 

** لقد تغيرت الآن الأمور للأسف، خارطة الصراع العسكرية هي التي ستحكم الحل باليمن، عندما كانوا يقولون على الحوثي أن يسلم القوة العسكرية والسلاح العسكري ويسلموا صنعاء هذا في بداية 2014 كان يمكن الحديث حول هذا الموضوع لأن الحوثيين كانوا أقل قوة، وأضعف من الآن.

 

* الآن هل الحوثيون هم الطرف الأقوى؟

 

** الآن هم الطرف الأقوى لديهم أوراق سياسية ولديهم أوراق عسكرية ولديهم داعمين محليين ولديهم داعمين إقليمين أيضاً، وبالتالي هناك من يريد أن يرتب شكل التفاوض باليمن وشكل التسوية باليمن على أساس شكل الخارطة العسكرية.

 

* لماذا تقول الداعمين بصفة الجمع من يدعم الحوثيين غير إيران؟

 

** طبعاً أنا عندما أتكلم عن الداعمين، فأنا أتكلم عن داعمي المليشيات بشكل عام باليمن، وهناك مليشيات على طول وعرض الخارطة اليمنية، سواءً نتكلم عن السعودية وإيران، أو عن الإمارات، وسواءً نتكلم عن الانتقالي أو الحوثيين أو الحكومة اليمنية، أو طارق صالح، أو غيره من المليشيات المتواجدة الآن في اليمن، الوضع أصبح مختلفاً بالتالي نحتاج إلى تسوية وتفاوض سياسي مختلف.

 

* كل هذا الكلام أحمد يفتح بالواقع الأمل -طبعاً الكلام أحمد عن الحل- يرفع سقف الأمل بخصوص نهاية المأساة الإنسانية في اليمن ؟

 

** إذا كان هناك من تفاؤل لوضع حل في اليمن فهو بالطبع سيكون بخصوص وضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي بلغت أرقاماً كبيرةً، سواءً نتحدث عن تلك الدوافع الأخلاقية لهذه الدول التي أرادت أن توقف الحرب في اليمن، أو لما يحدث في اليمن عموماً، نتحدث عن وقف الغارات، رفع الحصار البري والبحري والجوي، فتح المنافذ سواءً في تعز أو في غيرها من المناطق، أيضاً المدارس المدمرة، المدن المدمرة، إعادة الإعمار، كل هذا سيفتح نافذة بالتأكيد، ونحن نتحدث عن مجاعة كبيرة، أرقام كبيرة في تدني الخدمات الصحية، وأرقام كبيرة في تدني مستوى المعيشة وارتفاع خط الفقر.


التعليقات