[ روسيا طلبت بفرض حظر جوي لطيران التحالف على اليمن ]
تزداد الأمور تعقيدا في اليمن أكثر وأكثر، مع اقتراب الشرعية المسنودة من التحالف العربي، من ضرب عمق الانقلابيين، خاصة بعد أن دخلت المحافظة التي تعد معقل الحوثيين" صعدة"، مسرح الأحداث في اليمن بشكل مباشر، فضلا عن تسارع الأحداث مؤخرا حول العاصمة صنعاء، والحديث عن الجهود التي تبذل للسيطرة على كافة الشريط الساحلي لليمن، الذي يستخدمه الانقلابيون للحصول على السلاح، الذي يتم تهريبه لهم من قبل إيران.
وبرزت بعض تلك التعقيدات في ظل مطالبة رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، السفير الروسي فيتالي تشوركين، خلال جلسة مغلقة استمع خلالها المجلس لإحاطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بفرض حظر جوي في اليمن، بمزاعم الحد من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، على غرار ما حدث في سوريا في وقت سابق.
وهو الأمر الذي يقول محللون، إنه يأتي في إطار تصاعد الوضع في سوريا التي تسعى فيه روسيا إلى المحافظة على مصالحها والقاعدة العسكرية التي أنشأتها في مدينة"طرطوس"، وتوسيع نفوذها في المنطقة"الجريحة"، خاصة مع تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم الثلاثاء ل"CNN" التي قال فيها إن موضوع إرسال أسلحة فتاكة للمعارضة السورية، يتم مناقشته مع شركاء الممكلة في التحالف الدولي.
وتزامن هذا التطور مع استمرار روسيا بمواقفها التي تؤيد فيها الشرعية، لكنها في المقابل تقيم علاقات مع الطرف الذي تصفه هي بالانقلابي، إذ استقبل رئيس مايسمى"المجلس السياسي الأعلى" صالح الصماد، يوم أمس الاثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول، للقائم بأعمال سفارة روسيا الاتحادية أندريه تشرنوفولد بالعاصمة صنعاء.
ويرجع مراقبون ذلك إلى تبادل الأدوار الذي تقوم به الدول الكبرى في المنطقة وتحديدا أمريكا وروسيا، فيما يعزوه آخرون إلى ضعف تمثيل بلادنا دبلوماسيا في موسكو، خاصة في هذا التوقت الحرج الذي تمر به البلاد، وهو ما أدى إلى تماهي روسيا بمواقفها تلك، الواضحة رسميا، إلا أن بعض الغموض يلفها.
تجدد الأطماع
ونقلت قناة "TRT" التركية، اليوم الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول، أن وزارة الدفاع الروسية، أعلنت وصول سفن حربية إلى ميناء "بندر إنزلي" الرئيسي لإيران.
وفي إطار الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط واليمن على وجه الخصوص، يرى المحلل السياسي فيصل علي" أن استهداف الحوثيين للمدمرة الأمريكية"مايسو ن" ثلاث مرات متتالية، قد فتح شهية الروس للدخول على الخط، وطالبوا بحظر الطيران في صنعاء، للتخفيف من ضربات التحالف العربي، التي أوشك على القضاء على المخلوع صالح وحلفائه في صنعاء".
وأضاف في تصريح خصه(الموقع بوست) أن السفن الروسية التي وصلت إلى جزر أرتيريا المؤجرة لإيران، ينبئ عن اقتراب المنطقة من لعبة جديدة قد لا تحمد عقباها، ولن يتأخر حدوث هذا كثيرا، حد اعتقاده.
وعن سبب الحضور الروسي المكثف في بعض ملفات المنطقة الشائكة، أشار المحلل السياسي اليمني إلى أن الروس يناورون في اليمن وسوريا، لتثبيت موقعهم في التقسيم الجديد للشرق الأوسط.
تحولات بمسار الحرب
من جهته يقول الخبير العسكري علي الذهب إن" التحركات الغربية والروسية، جاءت بالتزامن مع مجموعة تحولات في مسار الحرب ونتائجها في اليمن، ومن ذلك الشروع بتحديد الأقاليم، وتحرك الجيش الوطني للسيطرة على معقل الحوثيين بصعدة، إضافة إلى واقعة استهداف التحالف لصالة العزاء في صنعاء، التي تشي آثارها أنها كانت أمرا بيت بليل"، حد تعبيره.
ووفقا ل"الذهب" الذي صرح ل(الموقع بوست) فالتطور في الموقف الروسي لا ينفك عن الموقفين الأميريكي والبريطاني؛ إذ أن" جامعهما المصالح الخاصة الراهنة لهم ولحلفائهم في الانقلاب، بالإضافة إلى تعزيز الوجود في اليمن الاتحادي الذي تساق إليه البلاد، والذي لا يختلف عليه كل أولئك".
وعن مطالبة الروس بحظر جوي على صنعاء، أوضح الخبير العسكري أن هذه التحركات ستؤثر على سير العمليات التي ينفذها الجيش الوطني في صعدة وغيرها؛ بحيث يقاتل دون إسناد جوي، فضلا عن تمكين ميليشيا تحالف الانقلاب(الحوثي-صالح) من التحرك بأمان من أي استهداف جوي، واستطرد" لكن المقترح الروسي بالحظر قد يقابل بالرفض، وهذا يعتمد على قوة التحالف في التأثير على مجلس الأمن أو على الأقل، على دولة من دول الفيتو".
وحذر في ختام حديثه من أخذ القتال في صعدة طابعا أيديولوجيا، من خلال نوعية المقاتلين في صف الشرعية، مشددا على ضرورة أن يكون قادة الجيش والجنود لا انتماء فكري لهم سوى الانتماء الوطني، وأن يتولى الصعديون دورا بارزا في المواجهة، بوصفهم من أبناء المنطقة الذين ينشدون العودة لمنازلهم وقراهم ليس إلا.
يذكر أن عمر العلاقات الروسية اليمنية بلغ 88 عاما، وبدأت منذ العام 1928، إلا أن اليمن لا تمتلك سفيرا يمثلها لدى الدب الروسي منذ ما يقارب خمس سنوات.