[ النعمان من رواد التنوير في اليمن ]
ﻋﺮﻑ أحمد محمد ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﺎﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻭﺃﻭﻝ ﺭﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻭﺃﺑﺮﺯ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.
ﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺯﺑﻴﺪ، ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ﺍﻷﺟﻼﺀ، ﻭبعد عودته ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ في منطقة ذبحان بتعز أسس "ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ" ﻭ"ناﺩﻱ ﺍﻹﺻﻼﺡ" ﻋﺎﻡ 1934.
ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻗﺮﻳﺘﻪ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ يهربها العمال العائدون ﻣﻦ ﻋﺪﻥ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻣﺪﺍﺭﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻴﻦ ﺭﻭﺍﺩﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻛﺎﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
لقد ﻛﺎﻥ الأستاذ النعمان ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ، ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﻨﺸﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻜﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺒﺎﻗﺎً ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻮﻋﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﻣﺪﺍﺭﻛﻬﺎ، ﺇﺫ إن ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﻭﺍﺟﺒﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ، ﻭﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺣﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﺑﺔ.
ﺛﻢ ﻃُﻠﺐ النعمان ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ، ﻓﺒﻘﻲ ﺷﻬﺮًﺍ ﺗﺤﺖ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺠﺒﺮﻳﺔ، ﻓﺘﺸﺘﺖ ﻃﻼﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻣﺮﻫﺎ.
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1940، ﺗﻌﻴﻦ ﻣﺪﻳﺮًﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ، ﺛﻢ ﺗﻌﻴﻦ ﻣﺪﺭﺳًﺎ ﻭﻣﺸﺮﻓًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻟﻮﺍﺀ ﺣﺠﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ 1950، وبعد ذلك ﺭﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮي، وأصبح ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻣﻨﺬﺋﺬ ﺭﻓﻴﻘﻲ ﺩﺭﺏ ﻭﺍﺣﺪ.
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻓﻲ مصر، ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺷﻜﻴﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ، ﻭﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﺳﺔ ﻭﻣﺜﻘﻔﻲ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﻛﻤﺎ ﺟﻤﻌﺘﻪ ﺑﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺤﺎﻧﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﺻﺪﺍﻗﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﻨﺬ ﺗﺰﺍﻣﻠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮ.
ومن محاولاته ودعواته الإصلاحية، أنه اﺗﺼﻞ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺎﻡ 1935، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺣﺎﻛﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺍﺀ ﺣﺠﺔ، ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺷﻲﺀ.
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻴﺤﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺑﺪﺃ النعمان ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻲ "ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ" و"ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ" ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺘﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭ ﺗﻌﺮﻳﻔًﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﻣﺠﻠﺔ "ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ" ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻭﺭ ﻋﺪﺩﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ.
ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻷﻣﻴﺮ ﺷﻜﻴﺐ ﺃﺭﺳﻼﻥ ﻓﻌﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻓﺘﺮﺓ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﺎﻡ 1941، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﻴّﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﺑﻴﻪ ﺃﻣﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﺍﺀ ﺗﻌﺰ ﺧﻠﻔًﺎ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﻓﺎﺗﻔﻖ النعمان ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﻪ، ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻓﺎﺗﺼﻼ ﺑﻪ، ﻭﺃﻃﺮﻳﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺢ ﺷﻌﺮًﺍ ﻭﻧﺜﺮًﺍ، ﻓﺴﻤﻰ النعمان ﺧﻄﻴﺐ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺳﻤﻰ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺷﺎﻋﺮ ﺍﻟﻴﻤﻦ.
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ، ﻓﻘﺪ ﻫﺪّﺩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﻲ ﺣﻜﻢ ﺃﺑﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻥ النعمان ﻭﺍﻷﺳﺘﺎﺫ اﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺣﺎﺿﺮَﻳﻦ ﻓﻴﻪ، ﻓﻈﻨﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺍﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ، ﻓﻬﺮﺑﺎ ﻣﻌًﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ، ﻭﺃﺳﺴﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ، ﻭﺃنشآ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻭﻣﻄﺒﻌﺔ "ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ"، ﻭﺃﺻﺪﺭﺍ ﺻﺤﻴﻔﺔ "ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻴﻤﻦ"، ﻭﻋﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﻴﻦ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﻲ، ﻭﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺛﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺍر.
بعد ذلك، ﻭﺻﻞ ﺍلمناضل ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺍﻟﻮﺭﺗﻼﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﻴﻦ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﻮﺑﻬﺖ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻓﺄﺛﻤﺮ ﻛﻞُّ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺣﺮﺍﻙ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻨﻪ الثورة الدستورية ﻋﺎﻡ 1948 ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻦ النعمان ﻭﺯﻳﺮًﺍ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ، ﻭﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻧﺠﺎﺓ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﺣﻤﺪ.
ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ النعمان ﻭﻣﻌﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻳﺚ ﻗﻠﻴﻼً، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻀﺢ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﻳﺮﻯ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ.
رضخ النعمان ﻟﺮﺃﻱ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ، ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻓﺎﻋﺘﻘﻞ النعمان ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺫﻣﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻜﻢ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻭﺧﻠﻒ ﺃﺑﺎﻩ ﺍﻟﻘﺘﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﻭﺳﻴﻖ النعمان ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻐﻠﻮﻟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﺠﺔ، ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺪﻡ ﻣﻨﻬﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﻡ، ﻭﺳﺠﻦ ﻣﻦ ﺳﺠﻦ، ﻭﺳﻴﻖ النعمان ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻨﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻷﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻄﺎﺩ ﺑﻪ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ، ﺛﻢ ﺃﻃﻠﻘﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻋﻴﻨﻪ ﻣﺸﺮﻓًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺣﺠﺔ.
وﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎﻡ ثورة 26 سبتمبر 1962، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍلإمامي الملكي، ﺍﺳﺘﺪﻋﻲ الأستاذ النعمان -ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ- ﺇﻟﻰ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﻭﺯﻳﺮًﺍ ﻟﻺﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1963 ﺗﻌﻴﻦ ﻣﻨﺪﻭﺑًﺎ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1964 ﺗﻌﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺷﻮﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛُﻠّﻒ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺛﻢ ﺗﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻳﻀًﺎ ﻋﻀﻮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺟﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ.
ﺛﻢ ﺗﻌﻴﻦ ﻋﻀﻮًﺍ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺎﻡ 1967، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1970 ﺃﻋﻴﺪ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻋﻀﻮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﻭﻓﻲ 1971 ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ، ﻭﻭﺯﻳﺮًﺍ ﻟﻠﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻌﻴﻦ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭًﺍ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﺛﻢ ﻋﻀﻮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1973 ﺗﻌﻴﻦ ﻋﻀﻮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1974 ﻗﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻹﺭﻳﺎﻧﻲ، ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻬﺎ ﻣﻌًﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺍلنعمان ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ.