المونيتور: الدور العماني في اليمن يصطدم بالتعنت السعودي الإماراتي (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الاربعاء, 24 أبريل, 2019 - 07:17 مساءً
المونيتور: الدور العماني في اليمن يصطدم بالتعنت السعودي الإماراتي (ترجمة خاصة)

[ صورة تجمع قادة في دول مجلس التعاون الخليجي ]

قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن الدور الدبلوماسي المتزايد لسلطنة عمان في اليمن قوبل برد فعل متباين في دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا بأنه من أجل تلميع أوراق اعتمادها كوسيط، اتبعت عمان إستراتيجية للتواصل البناء مع الحوثيين.

 

وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير أعده الصحفي صموئيل راماني، وهو مرشح دكتوراه في العلاقات الدولية في كلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، بالقول: "منذ بدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن في مارس 2015، حاولت مسقط أن تضع نفسها كوسيط حاسم في النزاع، على عكس نظرائها من مجلس التعاون الخليجي"، مشيرا إلى أن عمان حافظت باستمرار على موقف الحياد في اليمن.

 

وقال التقرير: "لقد أثمرت هذه السياسة ثمارها حيث نجحت سلطنة عمان في التفاوض على إطلاق سراح العديد من المعتقلين المحتجزين في سجون الحوثيين، ودعمت جهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في الحديدة من خلال استضافة جلسات حوار موازية داخل اليمن، وساعدت الولايات المتحدة في إخلاء سفارتها في صنعاء بعد انقلاب الحوثي".

 

وأضاف: "تأمل عمان في إقناع الحوثيين بإنهاء احتلالهم للحديدة، كما يتطلب اتفاق ستوكهولم، ولعبت دورا رئيسيا في طموحات جريفيث لضمان السلام في اليمن، بالإضافة إلى ذلك، تم اعتبار سلطنة عمان كوسيط فعال بين الفصائل المتحاربة في اليمن من قبل العديد من المحللين البارزين، بما في ذلك السفير الأمريكي السابق في تونس، جوردون جراي".

 

وتابع المونيتور في تقريره: "على الرغم من هذه التقييمات المتفائلة للدور الدبلوماسي العماني، فقد حظيت مناورة مسقط للوساطة باستقبال متباين في اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي"، مشيرا إلى أن من بين الفصائل اليمنية، دعم الحوثيون والعديد من أعضاء تحالف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جهود التحكيم في سلطنة عمان، في حين أن المجلس الانتقالي الجنوبي ينظر إلى تورط مسقط بحماس أقل.

 

وأشار المونيتور إلى أن السعودية والإمارات تتقاسمان التحفظات بشأن جهود الوساطة في سلطنة عمان، حيث ينظر البلدان إلى نوايا مسقط بشبهة، بسبب علاقتها الوثيقة مع إيران، وعمليات النقل المزعومة للأسلحة إلى الحوثيين.

 

وتوقع التقرير أن هذا الاستقطاب قد يؤدي إلى تقويض طموحات عُمان للوساطة في اليمن وتقليل مصداقية مهمة مسقط المزعومة المتمثلة في تعزيز "التفاهم والاستقرار والتغلب على الاختلافات" في الحوار مع جيرانها.

 

يقول كاتب التقرير: "نظرًا لأن عُمان حافظت على علاقات طبيعية مع الحوثيين منذ بدء الحرب ودعمت تحول الحوثيين في نهاية المطاف إلى حزب سياسي شرعي، فإن الحوثيين هم المؤيدون الرئيسيون لتوسيع دور مسقط الدبلوماسي في اليمن".

 

ولفت إلى أن هذه التصورات الإيجابية عن عُمان ترسخت في أوائل عام 2018 حيث ساعدت الجهود الدبلوماسية التي بذلتها مسقط على منع المؤيدين الموالين لحزب المؤتمر الشعبي العام على عبد الله صالح من الدخول في صراع مفتوح مع الحوثيين، بعد اغتيال الرئيس السابق.

 

وذكر أن الثقة التي يتمتع بها الحوثيون في عمان تجلت بإصرار كبار المسؤولين الحوثيين على استخدام الطائرات العمانية لأغراض دبلوماسية وقبول مسقط للحوثيين الذين يحتاجون إلى علاج طبي.

 

يضيف التقرير: "يُنظر إلى عُمان أيضًا على أنها وسيط فعال من قبل شخصيات بارزة في ائتلاف هادي"، مشيرا إلى أن حكومة هادي تتقبل مبادرات الوساطة في عمان.

 

وأردف: "التوترات المتزايدة بين عمان والتحالف السعودي الإماراتي يمكن أن تخفف من فعالية طموحات مسقط للوساطة في اليمن".

 

وقال الأكاديمي العماني عبد الله باعبود للمونيتور إن السعودية والإمارات يمكن أن تقوضا طموحات عمان في مجال الوساطة، لأنهما لا تثقان في مسقط بسبب شراكاتها مع قطر وإيران، نظرًا لأن العديد من الأحزاب المتحاربة الرئيسية في اليمن موالية للرياض وأبو ظبي للحصول على الدعم.

 

واستطرد التقرير أن التوترات المكشوفة علناً بين عُمان والإمارات بشأن اليمن قد تجاوزت قبضة مسقط مع الرياض، مشيرا إلى أنه في 19 فبراير اعترف وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بأن عمان لا تتفق مع سياسة الإمارات العربية المتحدة تجاه اليمن، لأن مسقط لا "تدفع وتسبب الحروب والنزاعات".

 

ونقل المونيتور عن عبد السلام محمد، مدير مركز أبعاد للدراسات في صنعاء، ان عُمان أجرت مناورات عسكرية مشتركة مع بريطانيا في أكتوبر 2018 للإشارة إلى معارضتها للأنشطة العسكرية لدولة الإمارات بالقرب من المهرة وتجاهلها لإعاقة أبو ظبي للسلام في اليمن.

 

"على الرغم من أن عمان قد أرست أسس الحوار اليمني البناء وحققت نجاحات دبلوماسية ملحوظة في مفاوضاتها مع الحوثيين، إلا أن تأكيد مسقط المتزايد كحكم دبلوماسي قد أثار جدلاً داخل دول مجلس التعاون الخليجي"، وفقا للتقرير.

 

وختم المونيتور تقريره بالقول إن "النجاح طويل الأمد لجهود الوساطة العمانية في اليمن يعتمد على تخفيف حدة التوتر في مسقط مع السعودية والإمارات، حيث يواصل البلدان ممارسة النفوذ الحاسم على المسار السياسي المستقبلي لليمن".

 

*يمكن الرجوع للمادة في المونيتور هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات