لاقت دعوة السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون لصحفيين وشخصيات سياسية يمنية لمأدبة إفطار تقيمها السفارة في الرياض ردود فعل متباينة في أوساط اليمنيين.

ودعا السفير البريطاني صحفيين وشخصيات سياسية لوجبة الإفطار التي ستقيمها السفارة الأحد القادم في الرياض.

وتوالت ردود فعل اليمنيين بين مؤيد ومعارض لمأدبة الإفطار، خاصة بعد تصريحات سابقة للسفير البريطاني مؤيدة لانسحاب الحوثيين الأحادي من موانئ الحديدة.

وانتقد السفير البريطاني في تغريدة بحسابه على تويتر، من أطلق عليهم "المتهكمين اليمنيين"، الذين ينتقدون كل ما يفعله الطرف الآخر حتى لو كان إيجابياً، في إشارة إلى ميليشيات الحوثي.

وجاءت تغريدة آرون كتأييد لما أعلنته جماعة الحوثي عن اعتزامها البدء في الانسحاب من الحديدة وموانئها من طرف واحد، وسط شكوك بجديتهم، ووصف الحكومة الشرعية لذلك الإعلان بـ"المسرحية الهزلية".

وتحت هاتشاج #لن_أحضر_مأدبة_إفطار_السفير_البريطاني، اعتبر عدد كبير من المغردين دعوة آرون لمأدبة إفطار بأنها شراء صمت العديد من اليمنيين تجاه السياسات المفضوحة التي تتبناها بلاده بدعم استمرار الحرب من خلال التواطؤ مع الحوثيين.

وفي سياق حملة المقاطعة عبر السفير البريطاني آرون عن خيبة أمله وقال "فوجئت وخاب املي لرؤية مثل هذه الحملة خلال شهر رمضان المبارك".

كلام السفير البريطاني جاء ردا على تغريدة للناشط اليمني هشام العميسي الذي انتقد المقاطعة، وقال في تغريدته إن "مقاطعة حضور مأدبة إفطار السفير البريطاني حملة طفولية وصبيانية"، مضيفا "شيء واحد أن نختلف وآخر لمحاولة وتشويه سمعة بريطانيا التي عملت بلا كلل من أجل السلام في اليمن".

وفي السياق دعا ملحق شؤون المغتربين بالسفارة اليمنية بالقاهرة إبراهيم الجهمي لمقاطعة حضور مأدبة الإفطار التي دعا لها السفير  البريطاني.

وقال الجهمي: "احترامي لكل الإعلاميين والصحفيين الذين قاطعوا دعوة السفير البريطاني للإفطار تعبيرا عن رفضهم لمواقف بلاده الرخوة مع الانقلابيين".

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح: "السفير البريطاني المحنك جداً مايكل أرون يريد أن يسلم موانئ الحديدة للحوثيين، ويشتري سكوت اليمنيين بوجبة إفطار لبعضهم.؟! اقترح أن تنشر أسماء الشخصيات التي تلبي دعوته ضمن القائمة السوداء".

وأضاف جميح: "ارفضوا تلبية دعوة السفير مايكل أرون لحضور وجبة إفطار، يريد بها أن يسكتكم عن تعرية موقف حكومته من الانقلاب الحوثي"، متابعا: "بريطانيا أم الديمقراطيات الغربية، لكن أرون يريد لنا أن ننضوي تحت سيطرة مليشيات".

وقال: "أرون يخيرنا بين استمرار الحرب أو استمرار الانقلاب".

من جهته أعلن الصحفي أكرم الفهد، وهو أحد المدعويين، عن عدم حضوره اللقاء ومأدبة الإفطار بالسفارة البريطانية، وأرجع ذلك لأن بريطانيا -وفق تعبيره- أثبتت أن الدم اليمني رخيص وأنه لا يهمها اليمن بقدر ما يهمها مصالحها فقط.

وكتب الإعلامي أسامة المحويتي: "بعد خمسين سنة سنخبر أطفالنا أن أباءهم المناضلين الأبطال رفضوا عزومة إفطار في الرياض".

بدوره البرلماني محمد ناصر الحزمي سخر من دعوة السفير البريطاني لمأدبة الإفطار وقال: "قولوا له يرجع موانئ البحر الأحمر لليمن وفطوره له"، في إشارة منه إلى دعم بريطانيا للحوثيين في الحديدة.

الناشط السياسي علي البخيتي علق على الأمر من وجهة نظر مختلفة واعتبر مقاطعة مأدبة الإفطار التي دعا لها السفير البريطاني خطأ.

وقال البخيتي: "يفترض أن يحضر دعوة السفير البريطاني جميع من تمت دعوتهم؛ وليواجهوا السفير بأي نقد لسياسة المملكة المتحدة والمبعوث الأممي".

وأضاف: "متى ندرك أن المقاطعات والصراخ من بعيد لا يجدي نفعاً؟ ثم إن أي وسيط يعمل وفقاً لموازين القوى على الأرض؛ و الحوثيون هم من يسيطر على الحديدة وموانئها".

الناشط جمال الشوبلي، كتب ساخرا: "على الإخوة المدعوين لحفل إفطار السفير البريطاني في الرياض يوم الأحد القادم لبس البدلات السوداء والكرفتات الحمراء ووردة حمراء على الجيب تماشياً مع البروتوكول والإتيكيت والظهور بالمظهر المشرف حتى لا يشعر السفير بالازدراء تجاه من يحضرون وهم غير مرتبين".

وأضاف : "الحذر أن تجرحوا مشاعر سعادته بالتعبير عن استياء اليمنيين من تصريحاته الرعناء على صفحات التواصل الاجتماعي وكأنه مفسبك وليس سفيرا لإحدى الدول الأعضاء بمجلس الأمن وماسكة القلم عن اليمن".

طارق الأثوري قال: "برنامج الأرض مقابل الغذاء.. حتى السفير البريطاني يريد شراء موقف اليمنيين بوجبة إفطار للمسؤولين اليمنيين في الرياض".

وأضاف ساخرا: "الإمارات.. الأرض مقابل الروتي، وبريطانيا.. الأرض مقابل التميس"، مشيرا إلى أن "أفضل عرض لحد الآن هو عرض الحوثي.. الأرض مقابل المرق".

وقال الكاتب والصحفي خالد العلواني: "يا سعادة السفير البريطاني ما تفسده مواقف المساندة لمليشيا التمرد والخراب لا يمكن أن تصلحه حملة علاقات عامة ولا وجبة إفطار".

وأضاف: "إن أفضل تحسين لصورتكم في وجدان الشعب اليمني هي المساهمة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن والتخلي عن لعب دور محامي الشيطان".

الكاتب الصحفي عامر الدميني سخر من دعوات الإعلاميين اليمنيين في السعودية لمقاطعة مأدبة الافطار التي دعا لها السفير البريطاني، وقال: "هذا درس سيخلده التاريخ في النضال والحرب العسكرية والدبلوماسية".

وأضاف: "طلعتم بصراحة مدرسة وجبهة إعلامية لوحدكم، وضربتم بريطانيا وسفيرها في الجبهة"، متابعا: "أنتم تقيمون في دولة تتزعم تحالف عسكري ضد الحوثيين، وتعيشون بجوار حكومة تمثل الطرف الثاني في المفاوضات مع الحوثي، وكلا الطرفين (السعودية والحكومة) هما المسؤولان عن إيصال رفضهم وحنقهم لبريطاينا بمواقف دبلوماسية مسؤولة كما يفترض".

وتساءل: "فلماذا اللجوء لهذه الأساليب التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا تصنع أي فارق.. وهل سيرغم هذا السفير وبلده في التراجع عن دعم الحوثيين مثلا؟".

وأردف الدميني قائلا: "مسكين السفير.. الليلة سيحلف يمين ما يزيد يعزم يمني ولا يعمل وجبة فطور في رمضان، وغدا بريطانيا ستطرد الحوثي من الحديدة وترسل لكم بطائرة تستلموا المطار والميناء والمدينة".