قتل اليمنيين في أمريكا .. جرائم بدوافع وأسباب متعددة (تقرير خاص)
- خاص الجمعة, 23 أغسطس, 2019 - 07:58 مساءً
قتل اليمنيين في أمريكا .. جرائم بدوافع وأسباب متعددة (تقرير خاص)

[ صورة لمغتربين يمنيين بأمريكا ]

تزايدت حوادث قتل اليمنيين في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل لافت في الآونة الأخيرة في ظل موجة متزايدة من مشاعر العداء للمسلمين في أمريكا شملت أعمال عنف مختلفة موجهة ضد المسلمين في مختلف الولايات الأمريكية.

 

وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك، قُتل المغترب اليمني الشاب شهاب الأشول، أثناء عمله بمتجر ولاية نورث كارولينا على يد مسلح أمريكي من ذوي البشرة السوداء أطلق عليه 14 طلقة نارية في أنحاء متفرقة من جسده.

 

وينتمي الشاب الأشول لقرية ذي الجحب بمديرية الشعر بمحافظة إب (وسط اليمن) وهو وحيد والديه وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمركية مؤخراً بحثاً عن لقمة العيش وأملاً في تحسين وضعه المعيشي.

 

ويأتي مقتل الأشول بعد أقل من أسبوعين من مقتل المغترب اليمني نعمان سالمي، البالغ من العمر 29 عاما، برصاصة في الرأس من قبل مسلح مجهول، وسرقة سيارته بالقرب من شارع وليامز وشارع أتلانتيك، في حي سيبرس هيلز في بروكلين.

 

وأواخر إبريل الماضي، قُتل المغترب اليمني محمد قاسم العطاب على يد مسلحين أمريكيين في محل تجاري يعمل به في مقاطعة هوك في ولاية نورث كارولينا.

 

وخلال السنوات القليلة الماضية، قُتل العشرات من المغتربين اليمنيين في أمريكا بعضهم حاصل على الجنسية الأمريكية في حوادث مماثلة في عدد من مدن الولايات الأمريكية.

 

قتل بدافع السرقة

 

يؤكد الناشط الإعلامي الأمريكي اليمني حبيب الجوفي في حديث خاص لـ"الموقع بوست" أن الأسباب الرئيسية لهذه الحوداث هي السرقة نافياً وجود أي دوافع عنصرية ورائها.

 

ويشتهر الجوفي بتقديم برنامج "مباشر متشجن" الذي يناقش قضايا المغتربين اليمنيين في أمريكا ويطرح مشاكلهم واستفساراتهم على المسؤولين الأمريكيين وكذا الديبلوماسيين اليمنيين الذين يستضيفهم في بث مباشر على فيسبوك.

 

يقول الجوفي أنه وبحسب اطلاعه على الموضوع فإن أغلب مرتكبي هذه الجرائم مدمني مخدرات وأصحاب سوابق لا يستطعون الحصول على عمل بسبب رفض أصحاب الأعمال لتوظيفهم كون أرقامهم الوطنية تكشف كافة المعلومات عنهم مايدفعهم للجوء للسرقة.

 

تجاهل التعليمات

 

ويوضح الجوفي أن غالبية المغتربين اليمنيين في أمريكا يتسببون في وقوع حوادث القتل هذه بسبب عدم التزامهم بتعليمات أصحاب المحلات التي يعملون فيها التي تطالبهم بعدم التصدي لأي لص مسلح يحاول السرقة والمكوث خلف الزجاج المضاد للرصاص والاتصال بالشرطة فقط كون شركات التأمين ستدفع تعويضاً في حال حدوث أي حادث سرقة.

 

ويشير إلى أن المغتربين اليمنيين يتجاهلون تعليمات أرباب الأعمال بالبقاء خلف الزجاج المضاد للرصاص ويشتبكون مع اللصوص محاولين منعهم بالقوة من سرقة المحلات التي يعملون فيها مايسفر عن تعرضهم للقتل في أغلب الأوقات.

 

خداع اليمنيين

 

يقوم بعض اللصوص المسلحين بحسب الجوفي، بخداع اليمنيين العاملين في المتاجر حيث يقوم أحدهم بالسرقة بينما ينتظر الآخر خروج العامل من خلف الزجاج العازل وعند خروجه يقوم اللص الآخر باشهار السلاح وتهديد العمل وفي حال قيامه بمقاومتهم يتم قتله.

 

ويبيّن أن بعض اللصوص يسرقون القليل من الطعام أو مبلغاً بسيطاً لايتجاوز الدولار إلا أن العمال العرب وخاصة اليمنيين يقومون بضربهم حينها يقوم من يحمل السلاح منهم بقتل هؤلاء العمال.

 

بدوره يقول الضابط الأمريكي اليمني خليل الرفاعي، وهو ضابط في شرطة مدينة هامترامك بولاية متشجن الأمريكية في تصريح خاص لـ"الموقع بوست" أن حوادث القتل لاتقتصر اليمنيين فقط وإنما تطال العرب ككل وحتى الأمريكيين أنفسهم.

 

وحول تزايد حوادث قتل اليمنيين في الولايات المتحدة الأمريكية يقول الرفاعي أن غالبية العمال في محطات البترول والمراكز التجارية في أمريكا من العرب وعلى وجه الخصوص اليمنيين لذلك من الطبيعي أن يكون غالبية الضحايا من أبناء الجالية اليمنية.

 

تهور اليمنيين

 

ويشير الضابط الرفاعي إلى أن تهور العاملين اليمنيين في المحطات والمحلات التجارية واصرارهم بدافع الكرامة والكبرياء على ملاحقة هؤلاء اللصوص حتى وان كانوا مسلحين تسبب في تزايد أعداد الضحايا منهم.

 

ويؤكد ضابط الشرطة الأمريكي اليمني أن هذه القضايا لا تسجل ضد مجهول إطلاقاً وإنما يضل ملف القضية مفتوحاً حتى معرفة الجاني والقبض عليه ولو بعد عشرين عاماً.

 

لا دوافع عنصرية

 

ويوضح الضابط بشرطة مدينة هامترامك الأمريكية خليل الرفاعي لـ"الموقع بوست" أن غالبية هذه الحوادث تحدث بسبب خروج العمال من وراء الزجاج العازل لمطاردة اللصوص المسلحين فيتعرضون للقتل مؤكداً أن الدوافع العنصرية فيها نادرة ولاتتجاوز 5%.

 

ونصح الآباء والأمهات من أبناء الجالية اليمنية في أمريكا بالإهتمام بتعليم أبنائهم للحصول على فرص عمل أفضل كون العمل في محطات البترول ومحلات السوبر ماركت المنتشرة بشكل كبير في أمريكا مليء بالمخاطر.

 

تحذيرات لليمنيين

 

ودعا العاملين في المحلات التجارية ومحطات البترول إلى عدم الاحتكاك مع الزبائن وخاصة مدمني المخدرات وأصحاب السوابق حتى وإن قاموا بالسرقة، ونصحهم بعدم الخروج من خلف الزجاج العازل حتى لو حدث ما حدث والاتصال بالشرطة  على رقم الطوارئ 911.

 

وأكد الرفاعي لـ"الموقع بوست" أن القانون الأمريكي لايسمح لأي عامل سواء كان مقيم أو مواطن بملاحقة أي شخص حتى وإن سرق عليك مشيراً إلى أن ذلك سيعرضهم للمسائلة القانونية والسجن.

 

وحذر العمال اليمنيين خصوصاً المراهقين منهم من تصوير النقود داخل محطات البترول أو المحلات التجارية التي يعملون بها ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي مؤكداً وجود عصابات تقوم بتحديد مواقعهم خصوصاً عند قيامهم ببث مباشر ما يؤدي الى تعرض محلاتهم للسطو ويعرضهم لخطر القتل.


التعليقات