المقبلي يكتب: قبل الجمهورية وبعدها.. اليمنيات في كتاب حياة النساء في اليمن
- محمد المقبلي الأحد, 12 أبريل, 2020 - 07:16 مساءً
المقبلي يكتب: قبل الجمهورية وبعدها.. اليمنيات في كتاب حياة النساء في اليمن

[ الكاتب محمد المقبلي ]

الجزء الأول

لا أنكر أن قراءتي لهذا الكتاب المكون من 153 صفحة مرات عديدة كانت قراءة بالغة الألم والتأثير الكتاب يعد من الاعمال الخالدة للطبيبة الفرنسية كلودي فايا من شهادات صديقتها الفرنسية فرانس هوس التي عرفت بنجيبة بعد زواجها يمني يدعى مهيوب وترجمة الباحث والأديب اليمني بشير زندال الذي بعث لي مشكور نسخة من الكتاب ..

 

لقد تضمن الكتاب نبذة موجعة وموجزة عن عينات من اليمنيات قبل الجمهورية ..

 

تضمن الكتاب مقدمة بقلم علم اليمن الخالد الدكتور عبد العزيز المقالح أشاد بالترجمة باعتبارها شرطا ضروري للتناغم مع العالم من حولنا ولمعرفة كيف تفكير الشعوب الاخرى وكيف تبدع وكيف تنظر الينا وأشار الى ان ترجمة الكتب النثيرية اقل صعوبة من ترجمة الكتب الشعرية من لغة الى لغة أخرى ..

 

شار بترجمة المبدع بشير زندال مشيرا الى أهمية كتاب كلودي فايا الثاني بعد كتابها الأول كنت طبيبة في اليمن كونه يختلف عن سابقه اذ ان كتابته تمت بعد قيام الثورة الجمهورية ومع بدء انفتاح البلاد على الحياة الجديدة ..

 

مقدمة المترجم بشير زندال بدأها بقصة من احدى قرى عنس ذمار عن حاج بالغ من العمر 65 سنة كان يبحث عن الزواج من امرأة لا تنجب تزوج عتيقة التي تزوجت قبل ذلك ولم تنجب ولم يكن يلتقي بها الا اثناء حصد الغلة وعندما شعر ان منيته اقتربت طلقها كي لاترث من أمواله ثم سرد قصة امه التي تزوجت صغيرة وقصص عديدة كانت الحافز لترجمة كتاب حياة النساء في اليمن التي اعتمد فيها أسلوب المطابقة للصيغة والدلالة.

 

مقدمة كلودي فايا بدأتها بالحديث عن فرانس هوس "نجيبة" التي استقرت في اليمن كمترجمة وممرضة وعملت مع كلودي ذاتها اثناء عملها كطبيبة وباحثة انثروبيلوجية في اليمن لتقول كلودي انها دونت 200 شهادة شفهية من خلال استقبال النساء في منزل فرانس هوس وأشارت الى ان معظم من قابلتهن كن يجبن على الأسئلة بثقة وصدق وإخلاص حتى وان كانت حول مواضيع خاصة جداً

 

تضمن الكتاب أربعة عشرة فصلاً وخاتمة وملحق صور كل فصل من الفصول متعلق بحياة النساء وفي كل عنوان فصل غصة رئيسية تتفرع منعا غصص فرعية في الفصل الأول قصص عن الفتيات القاصرات وفي الفصل الثاني قصص عن الضرائر و"الطبائن" والمطلقات وفي الفصل الثالث قصص عن الغيرة وفي الفصل الرابع قصص عن الانتحار وفي الفصل الخامس قصص عن الحب والرحمة وفي الفصل السادس قصص عن أولئك اللاتي رفضن الرجال وسخرن منهم وفي الفصل السابع عن حالات الحمل الغريبة وفي الفصل الثامن قصص عندما يقترب الموت وفي الفصل التاسع قصص عن العين الخبيثة وفي الفصل العاشر قصص عن مرض الشيطان وفي الفصل الحادي عشر عن مسك الجارية القديمة وفي الفصل الثاني عشر عن الامام الأحمد في زيارة للمستشفى بصنعاء 1958 وفي الفصل الثالث عشر عن يوم الثورة وفي الفصل الرابع عشرة عن العصر الجديد ونساء العصر الجديد

 

عندما تتبعت القصص والحكايات كل قصة تستحق ان يكتب عنها حلقة كاملة لتحليل جوانبها وجذوورها النفسية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية لما تتضمنه تلك القصصة من ابعاد وجذور دفينة لكن المنبع الثلاثي لتلك القصص الأليمة كان مثلث الجهل والفقر والاستبداد ثالوث الامامة

 

سأحاول تقديم خلاصات عن القصص بالغة الألم والتأثير عينات مما تضمنه الكتاب الحاوي 200 حكاية في قصص فتيات قاصرات اشارت الكاتبة الى ان النساء اللاي سئلن لا يعرفن اعمارهن بالضبط لكن يعرفن جيدا تاريخ زواجهن مقارنة ببداية العادة الشهرية لديهن وأشارت كيف ان الرغبة المتوحشة والعنف من الزوج أدى الى هروب او فاة العديد من الفتيات الصغيرات..

 

من بين تلك القصص التي تزوجت رجل في منصف العمر قبل سنوات من البلوغ وقصة سعيدة التي تزوجت في عمر عشر سنوات من عامل بناء في الثلاثين من عمره وقصة عليمة التي كانت تصيح في المستشفى بعد ولادتها وهي صغيرة رجعوني عند امي من قصص القاصرات ايضاً كاذية التي تزوجت بعمر تسع سنوات بفتى عمره خمسة عشرة سنة وكانت تحتمي بحماتها في الليل وحكاية زينب التي كانت عمرها تسع سنوات وكانت انخطبت لابن الجيران وسقط من اعلى وظلت حزينه بعد موته وتعتقد الشاهدة انها ماتت عليه من الحزن ..

 

في قصص الضرائر والمطلقات لم تخرج القصص عن المألوف اما في قصص الغيرة كانت قصة تقية قصة مؤلمة للغاية الفتاة التي كانت تعاني من مرض السل كانت جميلة ومدللة ولها زوج غيور جداً ومضطرب وكان لايقبل ان تضحك مع صديقاتها اثناء احضار الماء من المورد ملت تقية منه وذهبت بيت ابوها وفي احد الأيام انتظرها على طريق النبع وقال لها " لاتخافي اريد أقول لك بعض الكلام" رفضت ان تكلمه فأخذه فجأة غضب شديد امام رفضها فضمها بين ذراعية بشدة وعضها في طرف انفها حتى اقتلعه بين اسنانه قائلاً" هكذا أصبحت قبيحة ولن تضحكي ابداً مع الآخرين لقد انتهيت " وترك تقية تصرخ وتبكي ووجهها مغطى بالدم.


التعليقات