في تعز .. الباروت يحول تكتك إلى جمعية خيرية متنقلة (صور)
- تعز - محمد أمين الشرعبي الخميس, 03 مارس, 2016 - 08:15 مساءً
في تعز .. الباروت يحول تكتك إلى جمعية خيرية متنقلة  (صور)

 
بدأت حكاية هذا التكتك عام 2013م عندما قرر محمود الباروت تدشين فكرته الخيرية الانسانية في أرض الواقع بمدينة تعز، وكانت البداية هي تنبي رعاية المختلين عقليا، وهم بالعشرات في مدينة تعز.
 
وبالفعل بدأ محمود حملته الاولي، في هذا الجانب وقام من خلال برنامج إنساني حصر هؤلاء الناس، ورعايتهم ومحاولة علاج البعض ممن حالته مازالت في البداية.
 
وقد وجدت الفكرة تعاون من بعض الخيرين، واستمر محمود بكل روح إنسانية محبة للخير في هذا الجانب، فقام بحملة واسعة جمع فيها كل المختلين عقليا، وقام بكسوتهم وتنظيفهم بشكل مستمر منذ عام 2013حتى الآن.
 
طبعا قبل عمل محمود الإنساني الخيري من خلال التكتك، كان صاحب قلم صحفي مهتم بالجانب الانساني وكان يكتب عن مختلف القضايا الإنسانية، في ملحق الانسان في صحيفة الجمهورية الرسمية التي تصدر من تعز.
 
يطرق قلوب الفقراء بالفرحة
 
لم يقتصر فكرة عمله الخيري الإنساني، على رعاية المختلين عقليا، وإنما كان له فكرة خيرية أخري، وهي مشروع "عز النعمة".
 
وتتمحور الفكرة الأساسية للمشروع، بحسب محمود الباروت، حول التواصل الدائم مع المطاعم والفنادق والمخابز والأعراس لأخذ ما تبقى من الطعام الفائض لديهم وتجهيزه في المنظمة بشكل صحي ولائق ومن ثم توزيعه على المحتاجين من المستهدفين، ومن ثم توزيعه بشكل يومي لأسر محتاجة.
 
كما أن محمود كان من خلال عربة "التكتك" التابعة لـ"مشروع عز النعمة "، يستقبل أيضا التبرعات من الناس، والتي هي عبارة عن ملابس، أو غيرها من الأشياء العينية، التي قد تستفيد منها الأسر الفقيرة في المدينة، حيث يقوم بعد الحصول عليها، بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
 
فكرة مشروع "عز النعمة"، وجدت استحسان الكثير من الناس الذين ساهموا في هذا إنجاحها، حتى أن تجول "تكتك عز النعمة"، في شوارع المدينة، لتقديم المساعدة الإنسانية، أصبح محل إشادة واعجاب من الناس، إذ أن محمود نذر نفسه ووقته، وبعزيمة قوية، لخدمة مجتمعه من خلال هذا المشروع البسيط، وهذه المؤسسة الخيرية البسيطة، والتي هي عبارة عن مؤسسة متنقلة يصل خيرها وأثرها إلى الكثير من أبناء المدينة الفقراء.
 
برفقة تكتك الخير
 
اتصلت بمحمود وطلبت منه أن أرافقه ضمن يوميات "تكتك مشروع عز النعمة"، وبعد أن وافق، انطلقنا صوب المدينة القديمة، وكان برنامجه في ذلك اليوم، هو زيارة أربعة أطفال أيتام، يسكنون في غرفة شعبية في المدينة القديمة بتعز.
 
أخذ محمود كل المعلومات عنهم لكي يضيفهم ضمن قائمة أسماء الأسر الفقيرة التي يوزع لها لحوم كل جمعة ضمن برنامجه الإنساني.
 
خرجنا إلى شارع محمد على عثمان، توقف محمود ونزل من على "التكتك"، كان هناك عجوزة طاعنة في السن تجلس في محاذاة الشارع، أوضح لي أنها " تعاني من حالة نفسية وهي وحيدة"، .. واصلنا بعدها المسير حتى الجولة في نفس الشارع، وهناك توقف محمود أمام أحد المختلين عقليا، وأخرج من جيبه مقلمة أظافر، ثم بدأ بتقليم أظافره، وبعدها قام بإعطائه الأكل.
 
تحدث إلينا محمود قائلا: "كوننا منظمة إنسانية تعنى بالمرضى النفسيين، ومن يعانون من اختلال في قدراتهم العقلية، فنحن بعون الله نقوم دورياً بجمعهم من الطرقات والشوارع تحت مسمى مشروع نظافة وكساء حيث نقوم بغسلهم وقص شعرهم وتقليم أظافرهم والباسهم الملابس الجديدة بشكل دوري".
 
 وبحسب محمود، فإن عدد المستفيدين من المشروع من المرضى النفسيين والمختلين عقليا، يتجاوز 240 شخص، بينهم 8 نساء، إضافة إلى العديد من المرضى الفارين من مشفى الأمراض النفسية بسبب وضع الحرب التي تشهدها تعز حاليا.
 
 
كانت الساعة الحادية عشر ظهراً وما يزال جدول محمود الباروت، اليومي مكتظ بالعمل، حيث كان لديه موعد، لأخذ بقايا الاكل النظيف لإعادة توزيعه على بعض المعدمين ضمن زيارته الانسانية اليومية موزعين على أحياء المدينة موزعين في المدينة القديمة وباب موسي والنسيرية.
 
تنتهي الجولة اليومية لمحمود الساعة واحدة ظهرا، ليعود إلى منزله، وفي صباح اليوم التالي، يبدأ من جديد جولة أخرى، على متن "تكتك مشروع عز النعمة"، لمساعدة المحتاجين والمختلين والفقراء بمدينة تعز.
 
"فرحة سبغ " مشروع توزيع اللحوم

تمكن محمود الباروت، من تأسيسي عدة مشاريع خيرية إنسانية متنوعة، تتناول مختلف الجوانب الإنسانية، من توزيع الحقائب المدرسية للأطفال الايتام وأطفال الاسر المعدمة، إلى توزيع اللحوم في الأسبوع مرة للأسر المعدمة، وغيرها من المبادرات الإنسانية.
 
وبحسب، إفادته، فإن الأسر المستهدفة  من مشروع توزيع اللحوم، تتجاوز  550 أسرة موزعة في معظم أحياء مدينة تعز، مثل منطقة الحوض المدينة القديم باب موسى النسيرية الحصب الضبوعة وحارة المدرسة وأحياء، لافتا إلى أن هناك أحياء سكنية أخرى، لم يتم الوصول إليها، بسبب شحة الإمكانيات.
 
وأشار إلى أن اللحوم التي يتم توزيعها على تلك الأسر، يقدمها عدد من فاعلي الخير، حيث يقوم محمود بتخصيص، أسبوع لكل حارة، حيث يتم كل يوم جمعة، توزيع اللحوم للأسر الفقيرة والمعدمة، ومن لا عائل لهم وكذلك الإيتام.
 
وأشار إلى أنه في كل حارة، يستهدف ما بين 40 إلى 50 أسرة، كل واحدة تحصل على كيلوا جرام من اللحم، منوها إلى أنه تم إطلاق اسم "فرحة سبغ" على هذه الحملة، كون اللحوم، أصبحت عزيزة المنال عند الفقراء والمساكين، وربما لا يتناولونها إلا في المناسبات.
 
تجربة محل اعجاب
 
كانت تجربة محمود الباروت محل اهتمام وإعجاب الكثير من الناس، بل ووصل الأمر أيضا إلى الإعلام، حيث تلقي الباروت، دعوة من إحدى القنوات العربية لعرض فكرته في برنامج خاص لاستعراض الافكار الإنسانية.
 
يقول محمود، إن لديه طموح، وحلم كبير، يتمثل في إنشاء منظمة عملاقة، تنشئ مستشفيات ومؤسسات على مستوى عالمي لتقديم خدماتها الإنسانية لفقراء والمحتاجين، فضلا عن إنشاء مشافي عملاقة، وبمواصفات عالمية، لرعاية المختلين والمرضى النفسيين، في محافظة تعز والمحافظات اليمنية الأخرى، وعلى غرار مشفى السرطان.
 
واختتم محمود حديثه بالقول: "عموما نحن بإذنه تعالى وكوننا منظمه إنسانيه فنحن وبعون الله وبالخيرين نخدم ونقدم كافة الخدمات الإنسانية للناس الفقراء والمعوزين ولا سيما في هذه الظروف التي تمر بها البلاد فنحن نعمل منذ الوهلة الأولى من اندلاع الحرب ولم نكل أو نمل".
 


- صور :

في تعز .. الباروت يحول تكتك إلى جمعية خيرية متنقلة  (صور)
في تعز .. الباروت يحول تكتك إلى جمعية خيرية متنقلة  (صور)
في تعز .. الباروت يحول تكتك إلى جمعية خيرية متنقلة  (صور)
في تعز .. الباروت يحول تكتك إلى جمعية خيرية متنقلة  (صور)
في تعز .. الباروت يحول تكتك إلى جمعية خيرية متنقلة  (صور)

التعليقات