تطرقت إلى دور المرأة الغائب..
"الآنسي" في حوار مع "الموقع بوست": روايتي "نادينكا" ناقشت تطلعات اليمني الراغب في الخلاص من أغلال الموروث القبلي والعقائدي
- خاص الاربعاء, 02 فبراير, 2022 - 07:41 مساءً

[ الكاتب عبدالرحمن الآنسي ]

صدر حديثا للكاتب اليمني عبد الرحمن الآنسي ثاني بواكير أعماله الأدبية تحت عنوان "نادينكا"، حيث نُشرت عن دار عناوين books اليمنية والمتخذة من القاهرة مكانا لها.

 

تتكون رواية "نادينكا" من ستة عشر فصلا، يتحدث الكاتب فيها بطريقته الجذابة والماتعة عن رحلة الفتاة الروسية "نادينكا" إلى اليمن بمعية زوجها اليمني "أدهم"، والتي تجد نفسها فجأة متورطة وسط صراعات عائلية وقبلية لا نهاية لها.

 

تمكّن الكاتب من حبك روايته بطريقة ملفتة وجريئة، أثار من خلالها قضايا كثيرة هامة يعاني منها المجتمع اليمني، فاستطاع إيصال بعضا من تطلعات اليمني الراغب في الخلاص من أغلال الموروث القبلي والعقائدي والعيش بسلام.

 

تندرج الرواية تحت مذهب الأدب العبثي الفلسفي، فقد تطرقت لقضايا وجودية إنسانية، وتلك التحولات المصيرية التي يواجهها الإنسان بأسلوب فلسفي يُعالج صعوبات القدر الإنساني حول كل الأشياء المهمة في الحياة بشكل عام.

 

وعبد الرحمن الآنسي؛ كاتب يمني من مواليد 1993 في محافظة المحويت مقيم حاليا في تركيا، صدر له رواية بعنوان دموع مقدسة عن منصة كتبنا عام 2020 وتعتبر رواية "نادينكا" ثاني أعماله الأدبية المنشورة. للكاتب أيضا مجموعة قصصية بعنوان "الأعمال القصصية الأولى" نُشرت الكترونيا. كما يكتب عبد الرحمن الآنسي في العديد من الصحف والمجلات العربية.

 

نص الحوار:

 

*"نادينكا" ما سبب اختيارك لهذا العنوان الغريب والمثير؟

 

** لم أختره، فهو من فرض نفسه علي، وأظن القارئ سيلاحظ ذلك عند القراءة.

 

*ما قصة كتابتك لرواية نادينكا؟

 

**قبل ثلاث سنوات عدت إلى اليمن لأتزوج، كنت حينها قد أتممت سنتي الرابعة في أرض المهجر، فقد غادرت اليمن في الأسبوع الذي استولى فيه الحوثيون على صنعاء.

 

 

فور وصولي انصدمت بما وصلت إليه اليمن من تقهقر؛ النظام القبلي السائد، دور المرأة الغائب وحياة القروي البسيط وهو يكدح في أرضه باحثًا عن لقمة عيشه التي بالكاد يحصل عليها. أحداث كثيرة احتشدت أمامي جعلتني أفكر في جمعهم، هكذا اقتدحت فكرة الرواية في عقلي.

 

*أعجبني في الرواية تصويرك البارع لجو الأرياف في اليمن وحياة المزارع القروي البسيط، فماذا يعني الريف لعبد الرحمن الآنسي؟

 

**الريف وحياة القرية أدين لهما الكثير، فمنهما تشكلت تصوراتي الأولى للحياة، مزجاني بالتربة والأرض وخلقا في مخيلتي مسرحًا أستمد منهما الكثير عندما أكتب.

 

*في بداية الرواية قلت فيها : "كانت تلك سنتي السادسة أو السابعة في روسيا، وقد تكون الثامنة، من يدري." بداية قوية، ماذا قصدت بها؟

 

** قصدت أن الغربة قد مزقت أرواحنا وصنعت منا أشباحا لا نعرف حتى حساب أيام عمرنا.

 

لاحظت مشاهد من الرواية قد يعتبرها البعض إيحاءات جنسية، ألا ترى أن تطرقك لها قد بثير حفيظة القارئ العربي الذي يعيش في بيئة محافظة؟

 

لنكن أكثر واقعية، الجنس ليس نشاطًا دخيلا على الإنسان حتى نمقته أو نتظاهر بأنه ليس موجودا. إنه جزء أساسي في حياة الإنسان كالأكل والشرب والهواء ولا يجب على الأديب تجاهله مهما كانت الحجج.  

 

*في الرواية تناولت قضايا فكرية ودينية قد تتسبب ذات يوم في مهاجمتك وربما إيذائك، هل أنت مستعد حقًا لتحمل النتائج؟

 

**الكاتب الذي لا يتحمل نتائج ما يكتبه يجب أن لا يكتب. أما القضايا التي تناولتها فقد رافقت الإنسان منذ فجر التاريخ، وأنا إنسان.

 

*ما هي أكثر الصعوبات التي تواجهك في جانب الأدب؟

 

**ضيق الوقت. أشعر أن وقتي ليس ملكي، بالكاد أحصل على ساعة في اليوم لأقرأ أو أكتب. مرات عديدة حاولت ترك الكتابة ولكني فشلت وكنت أعود في كل مرة إليها وكأن يد تسحبني من ياقة قميصي إليها.

 

طبعًا هناك صعوبات أخرى أظن البقية أمثالي يواجهونها كعدم وجود جهات تتبنى الأعمال الأدبية، ناهيك عن تلك المبالغ الكبيرة التي يجب على المؤلف دفعها لينشر كتابا واحدا، وعدم اهتمام المجتمع الأدبي سوى بتلك الأسماء البارزة متجاهلين الوجوه الجديدة وهذا أعيبه دوما على النقاد والمجتمع الأدبي.

 

أراك في كتاباتك بما فيها رواية "نادينكا"، تتطرق لقضايا فلسفية كالعدمية والعبث، هل يمكننا القول أن ذلك ناتجًا عن تأثرك بالمدرسة الوجودية؟

 

كل كاتب يؤثر ويتأثر، ووجدت نفسي أميل إلى المدرسة الوجودية أكثر من غيرها، كونها أكثرهم عقلانية وواقعية وتحترم العقل والإنسان، فتحترم مشكلاته وتحاول أن تحلها على خلاف التيارات التي توكلها إلى أسباب غير منطقية فتبقي الإنسان غارقا في ذلك السرداب المجهول.

 

*ما الذي تأمل أن تحدثه كتاباتك؟

 

**أكتب دون تفكير بما قد تحدثه كلماتي في المتلقي، إنها استجابة لنداء صوت كامن في أعماقي.

 

*ماذا بعد نادينكا؟

 

**أعمل حاليا على رواية طويلة ظلت فكرتها تنمو في عقلي منذ سنة ونصف، رسمتُ الملامح العامة للشخصيات وشرعت في كتابتها على أمل أن تكون جاهزة خلال السنتين القادمتين.


التعليقات