في منعطف عسكري جديد.. استعمال الحوثيين للدرون البحري لأول مرة يفاقم مخاطر الأساطيل الحربية الغربية في البحر الأحمر
- القدس العربي الاربعاء, 21 فبراير, 2024 - 10:56 صباحاً
في منعطف عسكري جديد.. استعمال الحوثيين للدرون البحري لأول مرة يفاقم مخاطر الأساطيل الحربية الغربية في البحر الأحمر

رغم الضربات الأمريكية والبريطانية ضد المواقع الحوثية لوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر وباب المندب، أقدم الحوثيون في تطور عسكري مقلق على استعمال الدرون البحري ضد السفن، مما يفاقم قلق شركات الشحن البحري الدولي بل وحتى الأساطيل الحربية الغربية.

 

في هذا الصدد، كان الاعتقاد بأن الهجمات الجوية التي تنفذها القوات الأمريكية والبريطانية على مواقع عسكرية للحوثيين ستعمل على تقليص عملياتهم العسكرية التي تستهدف السفن في البحر الأحمر أو ربما ستضع حدا لها. وتأتي الهجمات الجوية بعد قرار الحوثيين استهداف إسرائيل بسبب حربها ضد قطاع غزة من خلال استهداف سفنها البحرية التي تمر من البحر الأحمر، ثم لاحقا استهداف جميع السفن التي تقصد إسرائيل والسفن البريطانية والأمريكية. وكان هذا من المفاجآت الكبرى لطوفان الأقصى.

 

ويعلن الحوثيون بين الحين والآخر تنفيذ هجمات ضد سفن ومنها ضد سفينتين مساء الاثنين من الأسبوع الجاري، غير أن الخبراء يرصدون العمليات  العسكرية النوعية التي تبرز مدى جاهزية الحوثيين وتوفرهم على أسلحة متطورة.

 

في هذا الصدد، من أبرز التطورات العسكرية هو استعمال الحوثيين يوم 17 من الشهر الجاري لدرون بحري، وفق ما جاء في بيان للقيادة العسكرية الوسطى الأمريكية يوم الأحد الماضي. وأكد البيان العسكري تدمير الدرون البحري علاوة على صواريخ مجنحة. ووصف الموقع العسكري الفرنسي “أوبكس 360” استعمال درون بحري بالتطور الملفت والخطير.

 

ولا يعرف بالضبط هل نجح الدرون البحري في إصابة سفينة ما أو جرى تدميره في نقطة الانطلاقة، ذلك أن البنتاغون لا يقدم معطيات دقيقة حتى لا يستفيد منها الطرف الآخر. وعموما، يشكل الدرون البحري تحديا أكبر بكثير من الطائرات المسيرة أو الدرون الجوي، لسببين، الأول صعوبة رصد الدرون البحري مقارنة مع الجوي، وثانيا لأن السفن الحربية الغربية تصبح عرضة لتهديد أكبر ولن تستطيع القيام بدور الحماية والحراسة البحرية يشكل عادي.  وسيكون الدرون البحري أخطر على السفن الحربية الأوروبية لأنها لا تتمتع بأنظمة دفاعية مثل الأمريكية.

 

وفي تطور آخر، نجح الحوثيون مجددا هذا الاثنين في إسقاط درون أمريكي متطور وهو “إم كيو 9″، وهو الدرون الذي يمكنه التحليق على ارتفاع 50 ألف قدم، ويحمل صواريخ موجهة. وعسكريا، يمكن القول إن إسقاط الحوثيين لدرون من هذا النوع كان صدفة عسكرية، لكن تكرار إسقاطه يعني توفر الحوثيين على مضادات طائرات متطورة للغاية، قادرة على مواجهة أحدث العتاد الأمريكي.

 

وعادة ما ينظر إلى هذا الأمر من زاوية مختلفة، لا تقتصر فقط على الحوثيين، بل إن نجاح الحوثيين في ضرب السفن وإسقاط الطائرات المسيرة يقدم صورة واضحة عن التقدم الإيراني في مجال الأسلحة، علما أن إيران لا تفوت للحوثيين سوى نسخ ثانية لا ترقى الى النسخ المتقدمة التي يحتفظ بها الجيش الإيراني.

 


التعليقات