[ حطام لطائرة يعتقد انها سقطت خلال العملية العسكرية ]
أثارت العملية الأمريكية التي نفذتها واشنطن في اليمن، أمس الأحد، ضد مواطنين يمنيين تتهمهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، مخاوف عديدة لدى الأوساط اليمنية، والتي رأت فيها مؤشرا مقلقا في المنطقة، وفصلا جديدا ينذر بتطورات خطيرة في البلاد.
وشنت قوات أمريكية عملية عسكرية في محافظة البيضاء (وسط اليمن) أسفرت عن مقتل أكثر من 30 فردا بينهم نساء وأطفال.
خطورة التدخل المباشر
أكد الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، نبيل البكيري، أن العملية العسكرية التي نفذها الأمريكان بأنفسهم، تحولا خطيرا، في توجههم للتعامل والتعاطي مع ملف القاعدة في اليمن، الذي كانوا يخوضون حربا ضده بالوكالة عن طريق الانقلابيين.
وأضاف البكيري لـ"الموقع بوست" أن هذا التحول سيعقد الأمور، وسيؤدي إلى زيادة التحشيد والتجنيد لدى أنصار القاعدة، الذين كانوا في مرحلة ضعف كبير في هذا التوقيت.
ويرى البكيري أن العديد من التعقيدات ستساهم في خلط الأوراق، فيما يتعلق بالحروب المستمرة ضد الانقلابيين، مؤكدا أن اليمن مقبلة على تطورات وعمليات خطيرة مشابهة لما حدث اليوم، إذا لم يتم حسمها، وحصرها في إطار السيادة الشرعية للجمهورية اليمنية.
دعم الانقلابيين
من جانبه، أكد المحلل السياسي محمد الغابري أن هناك سياسة أمريكية شبه ثابتة، تتمثل في أن القاعدة عدو مثالي هلامي غير محدد المعالم، يتيح للأمريكان التدخل المباشر، وتجنيد عملاء للبقاء على قرب من القاعدة.
وأوضح الغابري في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جاء من خارج المؤسسات، وسيدير البلد وفقا لما يعتقد، حتى تقنعه تلك المؤسسات بأن هناك مصلحة في وجود القاعدة، بالطريقة التي يريدونها، وليس كما يريد أي طرف تتعارض مصالحه مع الأمريكان.
ومضى الغابري يقول "تحاول جهات أمريكية تقاسم الحوثيين مع إيران، كما هو حال العراق، والمنطلق محاربة الإرهاب، وفي السياق تستخدم القاعدة ورقة للضغط، نحو تسوية تُبقي الحوثي وصالح قوة".
وتوقع الغابري أن يستخدم ترامب ملف الإرهاب بشكل أوسع، وتظل القاعدة ورقة مستخدمة محليا وإقليميا ودوليا، ولصالح قاعدته المنسجمة مع تحالفه مع الحوثيين.
يذكر أن أمريكا، في ظل إدارة ترامب، منعت مواطني عدد من الدول، من بينها اليمن، من دخول الولايات المتحدة، في إطار التدابير الصارمة للحد من الإرهاب، الذي يشكل خطرا يهدد الأمن القومي الأمريكي، كما تقول واشنطن.