دراما رمضان في اليمن التمسك بالبقاء في وجه الحرب.. نجوم يتحدثون عن تجاربهم (تقرير خاص)
- صنعاء - خاص الثلاثاء, 06 يونيو, 2017 - 01:57 صباحاً
دراما رمضان في اليمن التمسك بالبقاء في وجه الحرب.. نجوم يتحدثون عن تجاربهم (تقرير خاص)

[ مسلسل هفة واصل أدائه للعام الثاني على التوالي ]

على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، وما تعرضت له أغلبية وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية، إلا أن الدراما الرمضانية اليمنية لم تغب عن الجمهور، وحرصت أن تقدم شيئًا للجمهور اليمني الذي تعود على هذه الدراما الموسمية، في ظل حرب عاصفة تشهدها البلاد منذ ثلاثة أعوام.
 
كثيرة هي المسلسلات والأعمال الدرامية والبرامج الرمضانية الساخرة التي تم تقديمها وحظيت بجمهور كبير وواسع، وحازت على نسبة عالية من الإعجابات والمشاهدة لدى عامة الناس.
 
من بين تلك الاعمال الدرامية مسلسل "هفة2" الذي يعرض على قناة يمن شباب، وهو من إعداد وإخراج الفنان الشهير صلاح الوافي، وبرنامج "حاوي لاوي" في قناة السعيدة، و"كاميرا في الريف" من إعداد وتقديم الفنان كمال طماح، ومسلسل "الجمرة" الذي يعرض على قناة حضرموت، ويخرجه المخرج الشهير فلاح الجبوري (عراقي الجنسية)، إلى جانب ذلك البرنامج الساخر برنامج "عاكس خط"، الذي يقدمه ويعده الفنان الشهير محمد الربع، وبرنامج "غاغة" الذي يقدمه الفنان محمد الأضرعي ويعرض على قناة سهيل الفضائية.
 
مسلسل هفة2 والمنافسة الحقيقية
 
في تصريح خاص لـ"الموقع بوست" يقول الفنان صلاح الوافي "بالنسبة للدراما اليمنية وما قدمته لهذا العام يأتي رغم الظروف القاسية والمحن والظروف التي تمر بها البلاد، لكن الدراما اليمنية لهذا العام كان لها منافسة كبيرة جدا وأعمال كبيرة، مثل الجمرة، ومسلسل هفة، ومسلسل حاوي لاوي، ومسلسل كله يهون".
 
يضيف الوافي "كثيرة هي المسلسلات التي قدمت والتنافس على ذلك واضح حتى في صفحات اليوتيوب والمواقع الإلكترونية من قبل الجمهور وتعليقاته، والتي تظهر تنافس كبير جدا، وأي نجاح لأي عمل فني نعتبره نجاحا لنا".
 

مسلسل هفة يعرض للعام الثاني على التوالي بمشاركة واسعة لنجوم الدراما في اليمن

وتابع "بالنسبة لمسلسل هفة الجزي الثاني حاولنا هذا العام أن نتلافى جميع الأخطاء التي كانت في السابق، وخرجنا عن نطاق الموقع الواحد باتجاه مواقع متعددة، ويمكن نقول إن مسلسل هفة2 هو الأكثر حضورا بين كل المسلسلات اليمنية لهذا العام في تعدد المواقع، وتعدد الوجوه والشخصيات والنجوم المتواجدين في العمل وكذلك القصة والحبكة".
 
واختتم كلامه بالقول "حاولنا أن نطور قدر الإمكان في التصوير قدر المستطاع رغم الظروف والإمكانات الموجودة والحمد لله كان في مساعدة كبيرة من قبل كل الجهات سواء في صنعاء أو غيرها من الأماكن".
 
رغم الحرب الدراما حضرت
 
من جهته يقول الفنان الكوميدي كمال طماح -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "الدراما في اليمن تأثرت هذا العام بشكل كبير، والسبب الأهم أن الوضع الراهن في البلاد أثر بشكل سلبي على الدراما من عدة جوانب، أهمها غياب العديد من النجوم الذين كانوا يجتمعون في المسلسل الواحد، بحيث كان يظهر المسلسل بشكل قوي، وبالتالي يكون المسلسل قويا، وكذلك تزداد نسبة مشاهدته، ولكن الوضع في البلاد كان له آثر كبير في خروج عدد من الممثلين إلى خارج البلاد".
 

مشهد من مسلسل حاوي لاوي الذي تبثه قناة السعيدة

رغم ذلك يستدرك طماح أن "الدراما قدمت شيئًا لا بأس به، ولكن ليس كما اعتاد المشاهد في الأعوام الماضية، وليس بالشكل المطلوب".
 
وأضاف طماح "حتى المشاهد نفسه لم يعد  لديه ذلك الاهتمام بالدراما، لأن همه الوحيد توفير لقمة العيش بسب الظروف التي أنهكته".
 
دراما حضرمية جديد هذا العام
 
يذكر أنه في كل موسم رمضاني، وعلى مدى 22 عاماً، اعتادت الفضائية اليمنية الرسمية على إنتاج وبث مسلسلات كوميدية ودرامية باللهجة الصنعانية فقط، متغافلة إنتاج مسلسلات بلهجات محلية أخرى.
 
وبعد العام 2011 زاد عدد القنوات الفضائية الخاصة، وأدركت تلك القنوات خطأ التلفزيون الرسمي، وعلى إثر ذلك أنتجت مسلسلات كوميدية باللهجات التعزية والتهامية، حازت على مشاهدة الآلاف داخل اليمن وخارجها.
 

الجمرة يعد أول مسلسل يتطرق لقضايا حضرمية على شاشة قناة حضرموت

وقد عانت الدراما اليمنية من تراجع وضعف في الإنتاج والأداء منذ اندلاع الحرب أخيراً، بل إن بعض القنوات توقفت عن إنتاج المسلسلات بشكل كامل.
 
والملفت في هدا العام أيضا والجديد في الدراما، هي الدراما الحضرمية التي أصرت أن يكون لها حضورها في المشهد الدرامي اليمني، وهي إضافة جديدة ونوعية لدراما رمضان.
 
الجديد الدرامي الحضرمي، تمثل في مسلسل "الجمرة"، وأحداث المسلسل تعود إلى ما قبل 150 عاماً.
 
 ويعد "الجمرة" من المسلسلات التي تحكي تفاصيل حياة البدو والقبائل في حضرموت خلال القرن التاسع عشر، وتم تصوير حلقاته في وادي الذهب بحضرموت.
 
المسلسل جاء من بطولة كل من: سالم البكري، وزيدون العبيدي، وفهد القرني، وحسن علوان، وأحلام علي، وسراب عادل، وحسن وحسين مثنى، وأمل إسماعيل، وشروق محمد، بينما الموسيقى التصويرية للمسلسل من تأليف الموسيقار محمد القحوم.
 
عاكس خط كشف الزيف والتضليل للأحداث
 
بعض القنوات حرصت على تقديم عمل فني ساخر، متعلق بالحرب وبما يتم على أرض الواقع من تزييف للحقائق ومن تقديم مبررات للحرب، واستطاعت هذه البرامج الساخرة أن تكشف حقائق وأن تزيل كثيرا من الغموض للحقائق، وتفضح جزءا من التزييف الذي تقوم به بعض أطراف الحرب، وقد نالت هذه البرامج إعجاب أغلبية اليمنيين، فهي مزجت المعناة بالسخرية والنكتة، كما هو تماما برنامج عاكس خط.
 

استمر برنامج عاكس في العرض وأصبح من أكثر البرامج الساخرة شهرة

ويرى الناشط السياسي ياسين العقلاني في حديثه لـ"الموقع بوست" بأن "برنامج عاكس خط يعد برنامجا سياسيا بقالب ساخر، وهذا أحد الأساليب الإعلامية المعمول بها في وسائل الإعلام المختلفة والذي يسمى النكتة السياسية، ومن وجهة نظري فإن هذا البرنامج من أفضل البرامج كونه يعمل على كشف أساليب الخداع والتظليل وتزييف الأحداث وتغييب المجتمع التي اعتمدت عليها وسائل إعلام الانقلاب، فهو برنامج هادف يلامس واقع الناس ويشكل الوعي في أوساط الفئات المغيبة معلوماتيا".
 
الاهتمام الرسمي غائب
 
وتعليقا على الأسلوب والشكل الدرامي بشكل عام في اليمن، يقول العقلاني "نستطيع القول إن الفضائيات اليمنية تفتقد الأساليب الدرامية المتقدمة التي تعتمد على صناعة أعمال درامية إبداعية تحاول من خلالها تصوير أحداث واقعية وقصص تاريخية تتضمن معالجات السلبيات في المجتمع والرفع من أهمية الأحداث التي تعد محل فخر لليمن وإخراجها بأسلوب درامي والمزج بين التسلية وتشكيل الوعي، حقيقة أن بعض الأعمال الدرامية لهذا الموسم ولا أريد تسميتها أنها مثيرة للاشمئزاز".
 

مثّل مسلسل غاغة قيمة جديدة للدراما الساخرة في اليمن ويبث من قناة سهيل

الصحفي علي الفقيه يقول -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "الحرب ألقت بظلالها على كل ما يبث على شاشات الفضائيات المحلية، وطغى هذا التأثير على البرامج الكوميدية التي تجاوزت هدفها في إضحاك الجمهور إلى توجيه رسائل بغرض صناعة وعي تجاه ما أحدثته الحرب والانقلاب في اليمن، ومن خلال متابعتي لأداء الفنانين محمد الربع ومحمد الأضرعي ألمس أنهما قد تمكنا إلى حد كبير من إيصال رسائل مهمة بقالب كوميدي يجذب الجماهير ويصل إلى فئات شعبية واسعة لا يستطيع السياسيون والإعلاميون الوصول إليها".
 
لكن مع ذلك، يقول الفقيه "لا يزال القصور واضحا فيما يتعلق بالنصوص المكتوبة وعمق الفكرة وأيضاً الجوانب الفنية، كما أن الحرب التي يتعرض لها اليمنيون من جماعة الحوثيين وصالح تدفع بالكثير من الأعمال الفنية نحو تقديم رسائل تسهم في المواجهة تماشياً مع ما يدور في الميدان من صراع عسكري وسياسي، بعد أن كانت الدراما والكوميديا اليمنية خلال السنوات الماضية أقرب إلى الأهداف التنموية وكانت اقتربت إلى حد كبير من معالجة قضايا اجتماعية".
 
 


التعليقات