ما وراء التحركات المكثفة للدبلوماسية الصينية في اليمن؟
- خاص الخميس, 27 ديسمبر, 2018 - 08:49 مساءً
ما وراء التحركات المكثفة للدبلوماسية الصينية في اليمن؟

[ نائب الرئيس خلال لقائه السفير الصيني لدى اليمن ]

كثف السفير الصيني لدى اليمن كانغ يونغ لقاءاته مع الأحزاب والقوى اليمنية، خلال الأونة الأخيرة، لبحث اتفاق الحديدة بين الشرعية والحوثيين.

 

وتعد الصين إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والراعية للمبادرة الخليجية في اليمن.

 

وتسعى الصين من خلال هذه المساعي، لضمان تنفيذ اتفاق الحديدة وسلامة الموانئ والممرات البحرية.

 

كما لا تخفي هذه التحركات اللافتة للسفير الصيني في اليمن، عن رغبة صينية في الاحتفاظ بموطئ قدم يمكنها من ترسيخ نفوذها الاقتصادي والتجاري في اليمن، عن طريق نسج علاقات جيدة مع مختلف الأطراف الفاعلة في اليمن.

 

والتقى نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن صالح، الأربعاء، السفير الصيني لدى اليمن، لمناقشة المستجدات على الساحة الوطنية، مطلعاً على المستجدات الميدانية والسياسية وسير تنفيذ وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة على الرغم من الخروقات المستمرة للانقلابيين الحوثيين، وفق ما أوردته وكالة سبأ الحكومية.

 

في ذات السياق التقى السفير الصيني، قيادات في حزب المؤتمر لمناقشة عدد من القضايا على الساحة الوطنية باليمن وعلى رأسها اتفاق استوكهولم.

 

وبحسب مصادر صحفية، فإن السفير الصيني عقد لقاء مع قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام بما فيها الأمين العام المساعد للحزب للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية الشيخ سلطان البركاني.

 

وأشار السفير الصيني إلى أن موقف بلاده مرتبط بمبادئ تحكم العلاقات اليمنية الصينية وأن الشعب اليمني قد عانى كثيرا، وأن تنفيذ اتفاق الحديدة سيؤكد جدية الحوثيين من عدمه ومدى التزامهم بالسلام.

 

 

ولفت إلى أن العالم كله يراقب هذه الخطوة وسيتحمل المعيق المسؤولية الكاملة وأن جمهورية الصين الشعبية تريد يمناً آمناً ومستقرًا تحكمهُ المؤسسات والهيئات ولا مكان فيه للعنف.

 

وأعرب عن تطلع بلاده، إلى أن تحمل الأيام القادمة أخبارا سارة عن تنفيذ الاتفاق حتى يدخل الجميع إلى المشاورات الجديدة بكل أمل.

 

كما بحث السفير الصيني، اليوم الخميس، مع أمين عام التجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الانسي مستجدات الأوضاع باليمن.

 

وتطرق اللقاء إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها اليمن، جراء الانقلاب الحوثي على الشرعية، وعلى ما اتفق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكذا الاتفاق الأخير الموقع بين الشرعية والانقلاب في العاصمة السويدية ستوكهولم، بحسب موقع "الصحوة نت".

 

وأشاد السفير الصيني بالمشاركة الفاعلة للإصلاح في مؤتمر الحوار العربي والحزب الشيوعي الصيني الذي انعقد في الـ 23 نوفمبر / 2018م الماضي في مدينة هاتغتشو الصينية، لافتاً إلى تلك اللقاءات ستعزز العلاقة بين الحزب الشيوعي الصيني والتجمع اليمني للإصلاح.

 

 

وكانت عدد من الأحزاب اليمنية ومن ضمنها حزب الإصلاح، قد شاركت خلال نوفمبر الماضي في مؤتمر الحوار العربي والحزب الشيوعي الصيني، في الصين، بناءً على دعوة رسمية من الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.

 

ويرى متابعون أن الصين تسعى من خلال تحركاتها الأخيرة إلى لعب دور مستقبلي في اليمن، من خلال الضغط على جميع الأطراف اليمنية، للاستجابة إلى دعوات السلام والتوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب.

 

كما وجه السفير الصيني رسالة إلى الشعب اليمني، نشرتها وكالة سبأ الرسمية، قال فيها إن العام الجديد (2019) سيكون عامًا مهمًا لتحقيق السلام الدائم والشامل في اليمن.

 

وذكر في رسالة تهنئة للشعب اليمني بمناسبة السنة الجديدة أنه أمل الجانب الصيني من صميم القلب في تنفيذ اتفاق السويد بنجاح التمهيد للحل الشامل.

 

وعن الدور الإيجابي الذي لعبته الصين في مشاورات السلام اليمنية التي عقدت في السويد، قال السفير كانغ يونغ "شاركت في المشاورات كلها نيابة عن الجانب الصيني".

 

وتابع "أريد أن أعبّر عن شكري لكل الأشخاص الذين بذلوا جهودا من أجل نجاح المفاوضات، فهم يدفعون العملية السياسية اليمنية إلى الأمام، ويجلبون أمل السلام إلى الشعب اليمني، ويحافظون على مصالح الوطن".

 

وعبر السفير الصيني عن ثقته بأن الشعب اليمني سيبذل جهودا مستمرة ويتغلب على الصعوبات وأن تحل كل العقبات حتى تحقيق السلام، مبدياً استعداده كسفير للصين لدى اليمن لبذل جهود مشتركة مع كل من يحب السلام


التعليقات