تسبب حادث بطائرة مسيرة في مقتل وإصابة عدة قيادات عسكرية في قاعدة العند العسكرية جنوب اليمن أثناء فعالية عسكرية أقيمت صباح اليوم، وحضرتها قيادات رفيعة في الجيش التابع للحكومة الشرعية.

وقالت مصادر حكومية إن طائرة مسيرة استهدفت منصة قاعدة العند العسكرية في لحج، نتج عنه مقتل عدة قيادات عسكرية وإصابة رئيس هيئة الأركان الفريق عبدالله النخعي ونائبه الزنداني ورئيس جهاز الاستخبارات محمد صالح طماح، بالإضافة إلى مقتل وجرح عدد من القيادات العسكرية.

وأدى الحادث إلى عدة تكهنات حول الجهة التي تقف خلف العملية، وقال ناشطون في عدن إن الإمارات كانت قد أكدت أنها ستغطي الحفل، مشيرين إلى عدم تواجد منظومات "باتريوت" لحماية قاعدة العند بينما يحضر ضباط إماراتيون في احتفالات القاعدة كل مرة وتغيبوا اليوم.

كشف بأسماء القتلى والجرحى جراء الاستهداف

وسارعت جماعة الحوثي إلى تبني العملية، وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة التابعة للحوثيين العميد يحيى سريع إن سلاح الجو المسير نفذ هجوما على تجمعات عسكرية لقيادات الجيش الوطني، أسفر عن عدد من القتلى والجرحى.

واثارت عملية استهداف قاعدة العند حفيظة اليمنيين منددين بالجريمة، ومشيرين إلى أن دولا اقليمية ودولية داعمة للحوثيين من أجل التصعيد، والبعض الآخر وجه أصابع الاتهام إلى الامارات المشاركة ضمن التحالف العربي والتي تشرف عسكرياً وأمنياً على غالبية المحافظات المحررة جنوب البلاد.

وفي السياق اتهم الناشط وسيم العامري الإمارات العربية المتحدة أنها وراء استهداف الحوثيين للقيادات العسكرية في قاعدة العند العسكرية.

وقال العامري "خلاص الموضوع كله واضح وضوح الشمس، عرض عسكري في العند الامارات تكفلت بالتصوير وطلبت من الشرعية اقامة حفل في قاعدة العند".

واضاف: "الامارات اوعزت للحوثي بإرسال طائرة من حق الأطفال ولا أحد اعترضها" مشيرا إلى أن الامارات لا تريد أحدا من الضباط غير من عينة ابو اليمامة التابع لها،. متابعا "حتى ولو كانت الطائرة نفضت المنصة كلها وقتلت جميع الضباط، فهادي لن يحرك ساكن، هادي ضعيف وقد اهانوه الاماراتيين بأكثر من ذلك ".

من جانبه قال الباحث والاكاديمي اليمني معن دماج، إن "الطائرة المسيرة التي انفجرت في قاعدة العند تدل على القدرات الفنية العالية لدى الحوثيين، كما تعيد تأكيد المؤكد من انه لا يمكن الدفاع عن عدن وضمان أمنها بدون تحرير مناطق جنوب تعز خصوصا القبيطة وحيفان والراهدة - طالما واستكمال تحرير المدينة والمحافظة دونه حسابات سياسية معقدة لم تعد لطرف واحد الان.

واضاف دماج "حجم العملية واثرها يقتضي أن يكون الرد بعملية عسكرية لتحرير القبيطة وحيفان والراهدة ودمت على أقل الاحوال ".

واستغل نائب رئيس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" هاني بن بريك - المدعوم إماراتيا-  الحادثة ليبث سمومه بالتحريض على حزب الإصلاح، والذي وصف استهداف القيادات الرفيعة بالجيش بـ ( رب ضارة نافعة ).

وقال بن بريك "نحمد الله على سلامة القيادات العسكرية الجنوبية التي تم استهدافها اليوم في العند ( رب ضارة نافعة ) فقد يستفيق بعض هذه القيادات التي لازالت تربط نفسها بحلفاء الحوثي الإخوان".

بدروه قال الصحفي عدنان هاشم، ما يحدث أن القيادات العسكرية والتحالف والجنود لم يتوقعوا أن تقصفهم طائرة بدون طيار وسط حفل، لم يتوقعوا أن الحوثيين يمتلكون هذا النوع من الطائرات ويستخدموها خارج حدود السعودية ".

واضاف: "عندما فاقوا من الصدمة كانت الطائرة قد أطلقت الصاروخ وغادرت، مع أن الجميع يتحدث عن طائرة مسيرة دون طيار إيرانية قاصف-1 تمتلكها الجماعة، حتى جواس أساء لتلك الطائرة في لحظة ذهوله وكأنها لعبة أطفال".

إلى ذلك تساءل المحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني عن دور الإمارات في العند، مشيرا إلى أن حادثة اليوم استهداف لرجال الرئيس عبدربه منصور هادي في الجيش الوطني.

وقال الهدياني "المستهدف اليوم في محور العند بطيران الحوثي هم رجال الرئيس هادي في الجيش الوطني، المستهدفة هي الشرعية والدولة التي تتخلق".

واضاف: أن "تسقط العند الاستراتيجية برا وسماء وطول المنطقة المفتوحة من لحج حتى تعز تحت يد الحوثي وسيطرة طائرتين مسيرتين ( الاولى تتفجر في منصة العرض المكتظة بالقيادات والاخرى تقوم بالتصوير) هي سابقة خطيرة، بل نسف لكل الانتصارات التي تحققت في 80 % من مساحة البلاد.

وتساءل: اين التحالف اين الامارات وقواتها وطيرانها الذي يقصف الوية الحماية الرئاسية ويتنمر على المواطنين العزل في مرخه بشبوة.. اين الرادارات أين المراقبة؟

وتابع: "ها هي الحقيقة المرة تتذوقها تلك العقول الغبية التي عطلت تحرير تعز وماطلت وتآمرت على الحالمة لحسابات سياسية انتقامية غبية لمجرد ان فصيلا سياسيا من داخل الشرعية سيستفيد فتم ادخال تعز في الفوضى والاغتيالات والكتائب المدعومة من ابوظبي لتشييد المقابر لأفراد الجيش الوطني في تعز".

وأردف: "الحقيقة التي لم يستوعبها بعد بعض الحمقى انه لا امان ولا استقرار لعدن ولحج وابين والجنوب عامة وباب المندب الا بتأمين تعز وان علينا جميعا ان نكون سندا لها لا ان نكيد لها وننكل بأبنائها في مداخل عدن ونقاط التفتيش".

وقال "ابحثوا عن الامارات جيدا فبصماتها وشرها وخبثها وراء كل حدث". واضاف متسائلا: الأول: لماذا لا يوجد في القاعدة صواريخ باتريوت لحماية القاعدة؟ الثاني: كل مرة يحضر ضباط إماراتيون في احتفالات القاعدة .. لماذا غابوا هذه المرة؟

فيما الناشط الحقوقي أحمد هزاع فقال "عشرات العروض العسكرية لميلشيات الامارات في عدن ولم يتم استهدافها، وفي العرض العسكري الأول للشرعية يتم استهدافه وبكل دقة"، مضيفا "هذا ما يطلق عليه العشق الممنوع بين الباتريوت وطائرة الحوثي المُسيرة".

اما الناشطالعسكري محمد الحيدري فقال "الطائرات المسيرة صغيرة الحجم وهي طائرات تجارية تستخدم في التصوير فيستخدمها الطرفان بكثرة في الاستطلاع وتوجيه المدفعية".

واضاف "أما الطائرات المسيرة الكبيرة والتي تحمل على متنها صواريخ موجهة فيستخدمها التحالف وهي أكثر دقة وتأثير من الطيران المقاتل خصوصا ضد تجمعات الأفراد والعربات المتحركة وبطاريات المدفعية، وأثبتت كفاءة عالية في الحروب الأخيرة".

لكن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر اتهم إيران مباشرة أنها وراء العملية، مشيرا إلى أن طهران مستمرة في تزويد الحوثيين بالأسلحة.

وقال آل جابر " أكدت العملية الإرهابية التي نفذتها جماعة الحوثي اليوم في العند بأن  إيران مستمرة في نقل المعرفة التي تمتلكها الدول إلى الميليشيات الإرهابية في المنطقة والعالم". واعتبر ذلك مؤشر خطير لتنامي قدرات الجماعات الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني التي يتمدد إرهابها من المنطقة الى أوروبا.

وفي شريط فيديو  لقائد محور العند وقائد اللواء 131 مشاة، العميد ركن ثابت جواس، الذي أصيب بالحادثة  وهو يتحدث معلقا على الهجوم  والذي وصف الهجوم بـ"الفاشل"، مشيرا إلى أن الطائرة "درون" المفخخة انفجرت على بعد مسافة من المنصة، حيث يوجد القيادات العسكرية.