المهرة.. تحذيرات من استمرار التصعيد فيها (تقرير خاص)
- خاص الأحد, 14 يوليو, 2019 - 06:26 مساءً
المهرة.. تحذيرات من استمرار التصعيد فيها (تقرير خاص)

[ تصعيد السعودية في المهرة.. ما أثر ذلك؟ ]

يزداد التوتر بشكل ملحوظ في محافظة المهرة (شرقي اليمن) بعد التصعيد الذي قامت به المملكة العربية السعودية هناك.

 

قابل خطوة الرياض تلك تصعيد نفذه مواطنون بدعم من بعض القبائل هناك التي ترفض التواجد السعودي.

 

وسبق أن شهدت المهرة اشتباكات بين قبائل وقوات مدعومة من السعودية، رفضا لبعض تحركات الرياض هناك والتي تحظى بدعم من السلطة المحلية بقيادة محافظ المهرة راجح باكريت.

 

وهناك مخاوف كبيرة من أن تفقد المحافظة الأمن والاستقرار فيها، خاصة أنها تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لسلطنة عمان التي ترتبط معها بحدود واسعة، وتعتبرها كذلك جزءا من أمنها القومي.

 

خيارات محدودة وتحذيرات

 

في ذلك السياق يقول الباحث في الشؤون السياسية عدنان هاشم إن العمل السلمي الذي يستخدم الاحتجاج، يحتاج إلى برنامج تصعيد مع كل تطور أو زمن يمر دون الاستجابة للمطالب أو تنفيذها.

 

ورأى في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن الاستجابة لمطالب المتظاهرين هي السبيل للخروج من حالة التوتر، وأن تتعامل السعودية مع الحكومة الشرعية في موضوع مشروع ميناء نفطي في المهرة.

 

وبدون ذلك -يتوقع هاشم- أن يستمر السكان في اعتبار الوجود السعودي قوة "احتلال" يجب مواجهته حتى بالسلاح.

 

ومع التوتر في المنطقة وموقع المهرة الحدودي، سيجد السكان طريقة للنضال المسلح، وستدخل الرياض في معركة استنزاف على الأرض ومعركة دبلوماسية دولية للبقاء، على حد قوله.

 

وأمام ذلك -يذكر هاشم- أنه لن يكون أمام السعودية والسلطة المحلية خيار سوى الاستجابة أو التوصل مع قادة الاعتصام لحلول جذرية تنهي حركة الاحتجاج، مستبعدا حدوث ذلك في الوقت الحالي.

 

وأكد أن من المخاطرة للسلطة المحلية والسعودية اللجوء إلى العنف والقمع، لأن ذلك سيولد غضبا متزايدا قد يفجر الأوضاع بشكل سريع وتتحول المهرة إلى نقطة اشتباك جديدة.

 

مرحلة جديدة

 

بدأت الاحتجاجات في المهرة قبل أكثر من عام بمطالب كان أبرزها: عدم السماح لأي قوات غير رسمية بالقيام بالمهام الأمنية في المهرة، فضلا عن حماية السيادة الوطنية ودعم الشرعية.

 

تلك المطالب وغيرها لم يتم تنفيذها مما أدى إلى تصعيد الاحتجاجات واستمرارها، وتأكيدهم على ضرورة رحيل القوات السعودية وإقالة المحافظ باكريت المقرب من الرياض.

 

بالتزامن مع ذلك، شهدت المهرة في يوم واحد خمس وقفات احتجاجية، تركزت مطالبها على رحيل السعودية من المحافظة، استجابة لدعوة اللجنة المنظمة للاعتصامات.

 

سالم بلحاف رئيس اللجنة الإعلامية المنظمة لاعتصام أبناء المهرة السلمي، أكد أن المحافظة ستشهد مزيدا من التصعيد حتى الاستجابة وتحقيق مطالبهم.

 

توسع النفوذ السعودي

 

وكان الشيخ عيسى بن سالم بن ياقوت السقطري شيخ مشايخ جزيرة سقطرى، أكد في لقاء مع قناة "الجزيرة" أن السعودية لديها أكثر 20 معسكرا تتمركز طول الشريط الساحلي للمهرة.

 

وأوضح السقطري أن سيطرة القوات السعودية على المنافذ الحدودية أدت إلى تراجع إيرادات هذه المرافق من ثلاثة مليار ريال في السنة إلى مليار ريال بفعل سوء الإدارة والتعطيل المتعمد من قبل القوات السعودية التي تتحكم بهذه المنافذ.

 

وأفاد بأن التحالف انحرف عن مسار الأهداف التي تدخل من أجلها وبدل أن يعمل على دعم الشرعية أصبح يعمل على تقويض مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن محافظة المهرة لم تعد تدار من قبل السلطة المحلية بل من قبل الضابط السعودي الذي أصبح يتحكم في كل الأمور داخل المحافظة.

 

وطالب السقطري الرئيس هادي والحكومة اليمنية بالخروج عن الصمت تجاه ما يحصل في المهرة من قبل التحالف السعودي الإماراتي وعدم الرضوخ للضغوطات التي تمارس عليهم.

 

وكانت السعودية قد دخلت المهرة أواخر العام 2017، بحجة مكافحة علميات التهريب للسلاح والمخدرات، وهو ما نفاه مؤخرا وزير الدولة محمد كدة في حوار أجراه معه "الموقع بوست"، وبدأ عقبها التوتر بين تلك القوات وأبناء المحافظة.

 

وتحاول السعودية مد أنبوب نفطي من صحراء الربع الخالي إلى بحر العرب، وذلك للالتفاف حول مضيق هرمز الذي تشرف عليه سلطنة عمان وإيران، وهو الأمر الذي يواجه بانتقادات لأنه يتم في الوقت الذي يعاني فيه البلد من ضعف، ولن يستفيد من ذلك المشروع العملاق.

 

وتعتبر سلطنة عمان أي اضطراب بالمهرة، بأنه يشكل خطرا على أمنها القومي نظرا لأنها حدودية معها. وترتبط كذلك السعودية بحدود مع المحافظة لكنها أقل من مسقط.


التعليقات