أثارت صورة لترحيل العشرات من أبناء المحافظات الشمالية من محافظة أرخبيل سقطرى، من قبل مليشيات ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، بعد تنفيذها انقلابا هناك، موجة غضب وسخط بين أوساط اليمنيين.

وتداول ناشطون صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عشرات المواطنين ممن ينتمون للمحافظات الشمالية رحلوا قسريا من جزيرة سقطرى، معظمهم يعملون في القطاع الخاص غالبتهم مقيمون منذ عشرات السنين.

ورحلت مليشيات الانتقالي العشرات من المواطنين عبر القوارب في ساعة مبكرة صباح يوم الأحد، بينهم عدد من أبناء سقطرى قاتلوا في صف الحكومة الشرعية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى محافظة المهرة، بينهم العقيد عبد الرحمن الزافني، قائد معسكر القوات الجوية بسقطرى، وضباط آخرون في الجيش.

وتتهم عناصر الانتقالي المواطنين ممن ينتمون للمحافظات الشمالية بأنهم خلايا نائمة، في مشهد يذكر بسيناريو ترحيل أبناء الشمال من العاصمة المؤقتة عدن أثناء سيطرتها على المدينة في أغسطس/ آب العام الماضي.

والجمعة، سيطرت مليشيات الانتقالي على مقر السلطة المحلية بسقطرى عقب انسحاب القوات الحكومية، وذلك بعد ساعات من سيطرتها على مبنى مديرية أمن المحافظة الواقع بمدينة حديبو مركز المحافظة.

واعتبرت الحكومة اليمنية سيطرة "الانتقالي" على مؤسسات الدولة وقصف المدنيين "اعتداءً غاشما وتمردا وانقلابا واضحا على السلطة الشرعية".

ويسود غضب شعبي يمني واسع من سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات على محافظة أرخبيل سقطرى، بتواطؤ من التحالف الداعم للشرعية.

واعتبر ناشطون ترحيل أبناء المحافظات الشمالية من سقطرى أنه احتلال مكتمل الأركان من قبل الإمارات الداعم والممول الرئيسي لمليشيات المجلس الانتقالي.

وفي السياق اعتبرت الناشطة والمحامية هدى الصراري ترحيل العشرات من المواطنين اليمنيين من جزيرة سقطرى إلى محافظة المهرة، تعديا على الحريات العامة ومخالفة القانون الدولي الإنساني والتشريعات الوطنية.

 وقالت الصراري "التنبيه إلى وتيرة الانتهاكات سوف تتصاعد بصورة كبيرة بعد إسقاط السلطة المحلية في سقطرى".

وأشارت المحامية اليمنية إلى أن غياب المؤسسات الرسمية يساهم برفع مؤشر الانتهاكات وترد بلاغات بترحيل مواطنين والتعدي على الحريات العامة ومخالفة القانون الدولي الإنساني والتشريعات الوطنية.

من جانبه، قال الصحفي أحمد ماهر: "هذه صور عمال من أبناء المحافظات الشمالية الذين تم ترحيلهم "بقوة السلاح " من سقطرى عبر البحر برغم أن لهم عشرات السنوات فيها".

وأضاف: "لا أعلم لماذا الانتقالي يستخدم هذا الأسلوب المناطقي والعنصري تجاه أبناء الشمال بالذات"، متابعا: "يا هؤلاء أليس فيكم رجل رشيد؟ انظروا كيف يتعامل أبناء الشمال مع الجنوبيين في المحافظات الشمالية، لا يتعرض لهم أحد بكلمة، وأيام حرب 1986 و2015 استقبل الشماليون أبناء الجنوب بكل حب ومودة".

وأردف ماهر قائلا: "لا توجد المناطقية والعنصرية إلا في أماكن تواجد الانتقالي وقواته، بالأمس في عدن واليوم في سقطرى، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".

وقال: "ندين هذه الأعمال المناطقية والعنصرية، مؤكدا "هذه الأعمال لا تمثلنا كجنوبيين والمسؤول عنها الانتقالي ومن يناصره وهم 20% من الجنوبيين لا أكثر"، حد قوله.

من جهته، المحلل السياسي ياسين التميمي حمل السعودية والإمارات جريمة ترحيل اليمنيين من محافظة سقطرى وعدن.

وقال التميمي: "هؤلاء اليمنيون الذين يتم تهجيرهم من محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية هم جزء من أولئك الذين تم تهجيرهم من عدن قبل ذلك".

وأضاف "اتركوا المنفذين الجنوبيين جانبا، فهم مجرد أوباش ومرتزقة وغوغاء، وأضيفوا هذه الجريمة إلى سلسلة جرائم الحرب التي ترتكبها السعودية والإمارات على الأرض اليمنية". وقال إنها "جريمة مرتبطة بالاحتلال".

بدوره المحمي محمد المسوري علق على الصورة قائلا: "صورة بلا تحية ولا احترام، لأبناء المحافظات الشمالية المطبلين والمناصرين والمؤيدين للانتقالي".

‫وأضاف: "الانتقالي يرحل أبناء المحافظات الشمالية من جزيرة سقطرى، والدور القادم عليكم جميعاً، واحفظوا هذه الصورة للتاريخ، عندما تشاهدون أنفسكم في نفس الموقف، لنسمع ما ستقولون حينها".

‫

حساب آخر باسم سقطرى غرد بالقول: "التهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية وعوائلهم من جزيرة سقطرى من قبل مليشيات الضالع ويافع، ليس لأبناء سقطرى أي مشاركة.. شهادة للتاريخ".

في حين الناشط عبد القوي وجه سخريته لمناصري الانتقالي والإمارات الذين يضللون أتباعهم ويوجهون اتهاماتهم لكل من يؤيد الحكومة الشرعية والمناوئين للإمارات والتحالف بأنهم "إخوان مسلمون".

وقال عبد القوي: "تم طرد الأتراك والقطريين من سقطرى بنجاح، يا للعار.. اليمني يطرد من وطنه والأجنبي هو الآمر الناهي". مضيفا: "لماذا إذن نحارب الحوثي؟".

أما الناشط السياسي محمد المقبلي فقال: "لن ننسى هذه الصورة لليمنيين المهجرين من جزيرة سقطرى، يونيو 2020، تحت إشراف الاحتلال السعودي"، مضيفا: "ذاكرة اليمنيين لم تعد مخزوقة يا حثالة العرب".

وقال: "المتتبع للرأي العام للتيار الحيوي في اليمن سيدرك من أمس إلى اليوم أن إسقاط سقطرى كانت الكاشفة للنظام السعودي ولم يقتصر السقوط على الجانب السياسي بل على المؤسسات الإعلامية التي كانت تتظاهر بالرزانة وقد شمل الانكشاف من كان يراهن ويثمن الجهود ويسرف في جمل الثناء على الشقيقة".

فيما وصف الإعلامي سفيان جبران المشهد بـ"المحزن". وقال: "مشهد محزن ترحيل مواطنين من سقطرى بحجة أنهم شماليون، يقيمون هناك منذ سنوات".

وأضاف: "شيء يقهر.. أنت في بلدك مطارد.. تخاف على نفسك في صنعاء وعدن وإب والحديدة، والآن جزر بلادك لا تقدر على دخولها".