كشفت مصادر يمنية في الرياض عن ملامح الحكومة الجديدة المزمع إعلانها خلال الأيام المقبلة، عقب تسمية الأطراف المختلفة عن ممثلي حصصها.

وتناقلت صحف ومواقع إخبارية يمنية أنباء عن خلو الحكومة المكونة من 24 وزيرا، خلوها من العنصر النسائي والشبابي، وفقا للأسماء التي طرحتها الأحزاب السياسية والمكونات الأخرى.

وأثارت هذه الأنباء جدلا واسعا على مواقع التواصل، والتي دفعت بمكونات ومنظمات نسائية إلى إصدار بيان يطالب الحكومة والتحالف والمبعوث الأممي بأن تتضمن الحكومة كوتا نسائية بنسبة 30% من إجمالي الوزارات.

مكتب المبعوث الأممي "غريفيث" يعقد لقاءات دورية مع ناشطات يمنيات في ما يقال إنه لدفع عجلات السلام في البلاد، والحث على أن يكون للمرأة اليمنية دورا كبيرا في الحكومات المقبلة.

ووجه ناشطون انتقادات للأحزاب السياسية التي قالوا إنها دفعت بشخصيات عتيقة معروف ماضيها بالفشل والفساد، بدلا من الدفع بدماء جديدة وإشراك العنصر النسائي، في محاولة للدفع نحو تحسن الأوضاع في البلاد ودعم العملة الوطنية وتحسين معيشة المواطن اليمني.

غياب عنصر المرأة

وعلق صحفيون وناشطون على هذه الأنباء بسخط، حيث قال الصحفي "مأرب الورد" إنه "من معالم الحكومة المرتقبة، اتفاق جميع أطرافها على استبعاد النساء من المشاركة فيها".

وأضاف "الورد" على صفحته في تويتر "من حق النساء المشاركة فيها بعيدا عن النسبة، ويُفترض على الأحزاب التنافس على تقديم الكفاءات من الجنسين".

"ليس وقته ونحن بحرب"، وأضافت الناشطة سارة العريقي "لو نقرأ التاريخ سنجد أن المرأة اليمنية بحنكتها هي من كانت تخرج اليمن من أزمة الحروب".

وتابعت "العريقي" على تويتر بالقول "يفترض أن تكون أغلب الحكومة من النساء، ونقول ليس وقت تعيين الرجال فقد جربناهم طيلة ست سنوات الحرب ولم نلمس أي فرق".

يأتي الحديث عن تشكيل الحكومة عقب يوم من إعلان التحالف بدء تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض ونشر قوات سعودية في أبين لفض القوات المتصارعة، تزامنا مع اشتباكات متقطعة تشهدها المنطقة.

حكومة ظل نسوية شبابية

وزيرة حقوق الإنسان السابقة كشفت عن بيان استنكار رفع للمعنيين "تحت شعار لا حكومة بدون نساء، ترفع المنظمات النسوية بيانها للحكومة والتحالف ومجلس الأمن ومكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وللأحزاب السياسية بعدم الاعتراف بحكومة لا يتم تمثيل النساء فيها بحد أدنى 30%".

وأضافت "حورية مشهور" على تويتر أنها قدمت نصائح للقمة النسوية الثالثة التي اختتمت أعمالها الخميس ‫بعدن⁩ أن "يشكلن حكومة ظل نسوية/ شبابية من أفضل الكفاءات والخبرات في الاقتصاد والسياسة والقانون لمراقبة أداء الحكومة التي خلت منهن".

لكن الصحفي "محمد الشرعبي" أيد توصيات "مشهور" كاشفا عن الحل بسخرية "عليكن تشكيل حكومة نسوية مثل حكومات الأطفال والشباب، وما فيش حد أحسن من الآخر"، عقب جدل واسع أثارته حكومة الأطفال اليمنية على مواقع التواصل.

وأكد الموقع الأمريكي المونيتور في تقرير له أن الصراع في اليمن لا يمكن السيطرة عليه حاليا، عقب ست سنوات من الحرب، وأن أي حكومة قادمة ستحتاج إلى العمل كرجل إطفاء، لوقف الاقتتال الداخلي في الجنوب ومعالجة القضايا المتعلقة بالخدمات الأساسية، وفقا لما نقله موقع "عدن الغد".

ورغم التفاؤل الذي ظهر به السفير السعودي "آل جابر" اليوم الجمعة بنشر صور لقوات بلاده في أبين، إلا أن اليمنيين يستبعدون حدوث انفراجة خلال أسبوع، وفقا لرؤية التحالف، بعد فشل ومراوغة دامت عاما، وذهب البعض منهم للقول إنها محاولة جديدة لتثبيت ما سموهم بالانفصاليين في جنوب البلاد وبقاء الفشل السياسي والاقتصادي القائم كما هو عليه، ضمن أجندات سعودية إماراتية قديمة في اليمن.