الجفاف يضرب مدينة تعز وسط اليمن.. الأسباب والحلول (تقرير)
- تعز - خاص الخميس, 24 ديسمبر, 2020 - 07:47 مساءً
الجفاف يضرب مدينة تعز وسط اليمن.. الأسباب والحلول (تقرير)

[ جفاف الآبار في تعز ]

تعاني تعز (جنوب غربي اليمن) من موجة جفاف ضربت المحافظة خلال العقود الماضية، والتي بلغت ذروتها العامين الماضيين.

 

وحذر مسؤولون في السلطة المحلية بمحافظة تعز من أزمة مياه مرتقبة عقب تعرض عدد من الآبار في منطقة الضباب للجفاف، التي كانت أحد أبرز منابع المياه في تعز.

 

وشكا مواطنون في الريف الشمالي للمحافظة أيضا دخول موجات الجفاف خلال السنوات القليلة الماضية بمجرد انتهاء موسم الأمطار مباشرة.

 

وأضافوا أن الآبار المتواجدة في قراهم كانت تصمد حتى حلول الموسم المقبل، ولم تكن تتعرض للجفاف خلال فصلي الشتاء والخريف إلا في العقدين الماضيين.

 

وتتسبب مواسم الجفاف بانحسار مياه الشرب في بعض الآبار الأمر الذي يؤدي لارتفاع أسعار "وايتات" المياه والتي تتضاعف لتصل مبالغ خيالية، فضلا عن شحة كبيرة في مياه الاستخدام الآدمي.

 

أسباب الجفاف

 

لعل أبرز أسباب الجفاف هي شحة الأمطار في المحافظة لأسباب جغرافية وتناقص المخزون من المياه الجوفية نتيجة لكثرة السحب وقلة التعويض للأحواض المائية.

 

يقول المسن "أحمد مثنى" إن الأمطار كانت كثيفة قبل عقود وإن السيول كانت تتدفق بشكل مستمر خلال الموسم، غير أنه مؤخرا "ما نشوف سيول كبيرة إلا مرة أحيانا في السنة".

 

أهالي ريف تعز الشمالي يرون أن من ضمن هذه الأسباب تضاعف أعداد السكان بشكل مخيف فيما الحصص المائية هي نفسها، والتي لم تعد تغطي كثرة الطلب، فضلا عن وجود عائلات نزحت من مناطق النزاع.

 

المواطن "محمد سعيد" يقول تعليقا على الأزمة "قبل عقدين كنا اثنين أنا وزوجتي فقط، أما اليوم فنحن سبعة أفراد"، وتابع لـ"الموقع بوست" أن عائلات جديدة انضمت خلال السنوات الأخيرة، وكل عائلة تفرعت إلى عدة أسر.

 

فضلا عن ذلك، تستهلك زراعة القات المتنامية في الريف اليمني بشكل خاص، تستهلك كميات هائلة من المياه الجوفية، وهذا يشكل أيضا سببا مهما من أسباب الجفاف الحاصل.

 

الوضع يسوء ولا معالجات

 

تسير الأمور في محافظة تعز على وجه الخصوص وفي مختلف مناطقها إلى سيناريو جفاف مخيف، بدأت نُذره بالتكشف خلال القليلة الماضية، دون أن تقوم السلطات بأي حلول.

 

 

حاليا، ومنذ ستة أعوام، تشهد البلاد حربا وغيابا شبه تام للمؤسسات الحكومية، وهذا الوضع يجعل الأمور أكثر تعقيدا، ورغم التحركات الضئيلة التي تقوم بها منظمات، غير أنها لا ترقى إلى الحلول المرجوة.

 

منظمة "يمن آيد" تقول إنها نفذت في بني بكاري ‫بتعز⁩ "مشروع مستدام يدعم 17 قرى (350 منزل) باستخدام الطاقة الشمسية لدعم القرى للحصول على المياه"، غير أن المشكلة الكبرى تكمن في عدم توفر المياه أصلا.

 

 

ويعلق مدير مؤسسة المياه بتعز بالقول إن "دعم المنظمات يقتصر على توفير المعدات التي تحتاجها المؤسسة، والمعدات الكهربائية أو الوقود"، وفقا لما أدلى به لمواقع محلية.

 

مواطنون في ريف تعز الشمالي صرحوا لـ"الموقع بوست" بالقول إن صندوق الأشغال في المحافظة نفذ بدعم منظمات خلال العامين الماضيين مشاريع دعم لبناء خزانات شخصية للمواطنين، والتي لاقت نجاحا واسعا وجعلت العائلات تستفيد من مياه الأمطار حتى الموسم المقبل.

 

حلول ممكنة

 

ويضيف "المجاهد" مدير مؤسسة المياه بتعز أن هناك حلولا يجري العمل عليها، لكنه ليس بالوسع القول إنها تمثل حلا جذريا للمشكلة "تم حفر 10 آبار في حوض الضباب مؤخرا".

 

وتابع القول لمواقع محلية إن المؤسسة ترتب للشروع في حفر 6 آبار جديدة في مدينة تعز، لم يسم المنطقة، على نفقة الجمعية الإغاثية الكويتية، وفقا للمجاهد.

 

ونظرا لشحة الأمطار وتضاؤل مخزون المياه الجوفية في المحافظة بشكل مقلق، تظل أبرز الحلول المطروحة هي عمل السدود والموانع لمياه الأمطار الموسمية لتغذية الجوف المائي.

 

كما يعد الدعم الشخصي لبناء خزانات منازل من أنجع الحلول لتخفيف الأزمة على المواطنين، "لكن الصندوق توقف ومئات القرى لم تستفد منه"، وفقا للمواطنين.

 

وبدلا عن ذلك، من المفترض أن تشعر المؤسسات المعنية للسلطات الحاكمة بالقليل من المسؤولية، وتوفير الدعم للمواطنين لتنفيذ الخزانات المطلوبة لمقارعة الأزمة.

 

يذكر أن اليمن وقعت ضمن قائمة الأربع الدول الأشد فقراً في الموارد المائية في العالم، وفقا لدراسة محلية، نظرا لكون نصيب الفرد اليمني من المياه 120 ‏مترا مكعبا سنوياً، وهو الرقم الأقل عالميا.


التعليقات