خمس طلقات وتعذيب ونهب ما بحوزته.. كيف تلقت أسرة عبد الملك السنباني خبر مقتله؟ (تقرير)
- خاص السبت, 11 سبتمبر, 2021 - 02:39 مساءً
خمس طلقات وتعذيب ونهب ما بحوزته.. كيف تلقت أسرة عبد الملك السنباني خبر مقتله؟ (تقرير)

تترقب أسرة الشاب عبد الملك السنباني، الذي قضى بواقعة تعذيب مروعة نهاية الأسبوع الماضي، نتائج التوجيهات بإلقاء القبض على المتهمين الذين لا يزالون بعيدين عن السلطات العدلية رغم ذلك السخط المندد بهذه الوحشية التي أثارت الرأي العام المحلي.

 

وقتل الشاب الثلاثيني على يد مليشيات المجلس الانتقالي المدعومة إمارتيا في نقطة طور الباحة، أثناء مروره منها عشية الأربعاء الماضي 8 سبتمبر 2021، قادما من أمريكا، وهو من أبناء محافظة ذمار شمالي اليمن ويحمل الجنسية الأمريكية، ولديه ثلاث شقيقات وهن لأبوين منفصلين.

 

قتل وتعذيب

 

وتعرض السنباني للاحتجاز التعسفي والتعذيب ومصادرة أمواله قبل أن يتم قتله بتهمة الانتماء لجماعة الحوثي، حيث تلقى خمس طلقات نارية، اثنتان في رجله وثلاث سكنت في صدره، كما أبلغت أسرته أن عبد الملك احتجز في النقطة الأمنية بمحافظة لحج.

 

ويقول مصدر من أسرة السنباني، إن والده تلقي فجر الخميس الماضي اتصالا من الجناة يؤكد احتجاز نجله في اللواء التاسع التابع لمليشيات الانتقالي، حيث تحرك على الفور إلى المحافظة الجنوبية، وعند وصوله للنقطة، أفادوه بأنه أصيب بطلقة نارية عندما حاول الفرار من الخاطفين ونقل إلى إحدى مستشفيات مديرية البريقة لتلقي العلاج.

 

ويضيف لـ"الموقع بوست": "ذهب والده إلى مستشفى البريقة وأبلغه الأطباء المناوبون بأن ولده وصل للمركز الصحي متوفيا، بعدما ألقى طقم عسكري بجثته أمام بوابة المرفق، بينما نقل جثمانه على الفور إلى المستشفى الجمهوري وتظهر عليه خمس طلقات نارية وآثار التعذيب على جسده".

 

 

وأكد أنه كان بحوزته عشرين آلاف دولار وهي حصيلة ما جمعها طيلة فترت السنوات الثمان التي قضاها في أمريكا، مشددا أن قبيلته ستتخذ إجراءات في حال عجزت السلطات بعدن على تطبيق القانون بحق مرتكبي الجريمة.

 

وباشرت على فور سماعها بالواقعة، اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان، بالنزول الميداني لمعاينة مسرح الجريمة باعتبارها قتل خارج نطاق القانون، بالإضافة إلى الانتهاك الأساسي بمنع الحركة والتنقل، وفق الناطقة باسم اللجنة إشراق المقطري.

 

وتقول "المقطري" إن رئيس اللجنة وجه الفريق الميداني في محافظتي عدن ولحج بعملية النزول والتوثيق وجمع المعلومات لتجهيز الملفات، قبل التحقيق فيها من قبل المحققين المساعدين وأعضاء اللجنة تمهيدا لإحالة القضية إلى القضاء وبدء المحاكمات.

 

وأضافت لـ"الموقع بوست" أنها ستعمل على إسقاط المعلومات في قاعدة بيانات اللجنة وتقاريرها بشأن جبر الضرر والتعويض، مؤكدة أن هذه الواقعة مشابهة لحوادث كثيرة بمناطق متعددة ونقاط تفتيش مختلفة بوسط مدن في عدن وصنعاء وتعز ومأرب، في حين تواصلت اللجنة مع الجهات العليا المسؤولة عن أفراد هذه النقطة فضلا عن أسرة المجني عليه.

 

وتعتبر واقعة مقتل الشاب السنباني بالحادثة المؤلمة للضمير الإنساني الحي وتحدد مقدار الوحشية التي وصلت إليها المليشيات والعصابات المنفلتة التي تقوم بابتزاز المسافرين ونهب مدخراتهم وقتلهم بكل برود، يقول الناشط السياسي أحمد جعفان.

 

تهم جاهزة

 

ويشير "جعفان" ضمنيا إلى أن هذه المليشيات لديها تهم جاهزة في حال عدم رضوخ المسافرين للابتزاز كما حدث مع الشاب المقتول ظلما عبد الملك السنباني.

 

وقال لـ"الموقع بوست" إن واقعة قتل السنباني فضحت سلوك هذه العصابات ومن يقف خلفها ويوفر لها الغطاء لسلوكها المشين، وسط تفشي حالات القتل خارج القانون لهؤلاء الذي يفترض أن يحمون المواطنين في الطرقات.

 

ودعا الناشط السياسي هيئات ومراكز ومنظمات حقوق الإنسان محليا وعربيا ودوليا إلى الوقوف صفا واحدا تجاه هذه الظاهرة ومحاسبة كل المتورطين في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

 

وبحسب "جعفان" فإنه ينتظر العدالة والقانون أن ننفذ حكم القصاص من القتلة والعصابات المسلحة التي تنشر الخراب والموت حيثما حطت رحالها.

 

توجيهات ووعيد

 

وتلقت هذه الواقعة الدامية سيلا من التوجيهات والوعيد بمحاسبة الجناة وإيقاع أقصى العقوبات بحق الجناة ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأرواح الناس وممتلكاتهم، بحسب اتصال لرئيس الحكومة اليمني معين عبد الملك بمحافظ لحج.

 

ووجه "عبد الملك" بإجراء تحقيق عاجل في جريمة مقتل الشاب عبد الملك السياني في نقطة أمنية تابعة لمليشيات الانتقالي وكشف ملابساتها أمام الرأي العام وتقديم المسؤولين عنها إلى القضاء.


التعليقات