المخا.. مدينة تأريخية دمرتها المليشيا وحولتها الى وكر للسلاح (استطلاع خاص)
- تعز - خاص - وئام الصوفي الإثنين, 04 يوليو, 2016 - 11:02 مساءً
المخا.. مدينة تأريخية دمرتها المليشيا وحولتها الى وكر للسلاح (استطلاع خاص)

[ مبنى جوازات المخا - ارشيف ]

لا شك أن مدينة المخا الساحلية بمحافظة تعز تتميز بطابع حضاري وتاريخي وسياحي مميز  ويأتي شهر رمضان من كل عام لترتدى المخاء رداءها المميز الذى يضفى عليها رونقًا خاصًّا من الروحانيات والتعاملات ولعل أهمها هو خروج الأسر المخائية فى تجمعات للإفطار خارج المنزل على شاطئ المخا، ثم التوجه إلى ساحات المساجد الاكثر شهرة لصلاة التراويح والتهجد .
 
فقد مسجد زينب التاريخي هذا العام وللعام الثانى على التوالي مكانته في قلوب المصلين المتعلقين به، بعد منع صلاة التراويح به، وإقامة صلاة التهجد فى العشر الأواخر من رمضان، من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية.
 
واعتبر الكثيرون منع صلاة التراويح والتهجد من قبل مليشيا الحوثي  بمسجد زينب من أسوأ ما أبرزه التاريخ المعاصر  .
 
يذكر أنه قبل 200 عام اقيم هذا المسجد وينسب مسجد زينب التاريخي الى زينب بنت علي بن ابي طالب ويتميز مسجد  زينب بوجود زخارف من عصور مختلفة ونقوس اثرية .
 
الشاذلي هو الآخر
 
جامع الشاذلي هو الآخر فقد قلت أعداد المصلين فيه ومنعت فيه صلاة التراويح منذ بداية شهر رمضان المبارك كما منعت في اواخر الشهر الفضيل صلاة التهجد من قبل مليشيا الحوثي.
 
ويعد جامع الشاذلي  التاريخي من ابرز المساجد الاثرية في المخا ، ويعتبر معلمًا بارع الجمال؛ بفضل واجهته ذات اللون الابيض  وعدد من القبب العظيمة والنقوش الاثرية  .
 
 ويعود جامع الشاذلي التاريخي الى ماقبل سبعة قرون ورغم اهمية الجامع الا انه لم يحضى باي اهتمام من قبل دولة الرئيس المخلوع صالح الذي تمسك بالسلطة 33 عام وعاش الجامع بدون ترميم حتى اتت الحرب  وتضرر من الجامع اجزاء منه .
 
جامع الشاذلي على مقربه من ضريح حاتم العلو الذي كان عبارة عن مبنى اتخذ على شكل جامع لتادية الصلاة هو الاخر تعرض للتدمير .
 
مساجد دمر بعضها ولحقت أضرار ببعضها
 
لم يقتصر على ذلك منع المصلين من صلاة التراويح والتهجد في المساجد فحسب فقد طالت الحرب المستمرة التي تقودها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح منذ عام ونصف في المخاء المساجد التاريخية والمواقع الاثرية دمر بعضها ولحقت أضرار ببعضها ..
 
ومن ابرز المساجد التي لحقت اضرار بها جراء الحرب جامعي الشاذلي وزينب التاريخيان الأثريان بالإضافة الى جامع النور والرحمة وابو اسماعيل التي تضررت اجزاء منهم بسبب الانهيارات وعدم الترميم منذ بناهما والسبب الاخر هو حرب ميليشيات الحوثي وصالح .
 
وتبعد مدينة المخا عن باب المندب بمسافة 75كيلو متر شمالاً وعن مدينة تعز بمسافة 100 كيلو متر غرباً  وعلى بعد حوالي94 كيلو متراً على ساحل البحر الاحمر وتعتبر احد المواني القديمة التي ذكرتها النقوش الحميرية باسم « مخن » لقيامها باادور تاريخية هامة قبل وبعد الاسلام .
 
مدينة المخا في عهد المخلوع صالح
 
كان قد حولت  مدينة المخا في عهد المخلوع علي عبدالله صالح إلى مركز لتهريب الأسلحة وبعد ازاحته عن الحكم كانت المدينة قد بدأت تستعيد عافيتها وحياتها، كمركز تجاري الا إن الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي على مدينة تعز وفرض حصارها الخانق توقف عمل ميناء المخا عن الحركة التجارية واصبحت الحياة شبه خالية في مدينة المخا التابعة ادارياً لمدينة تعز .
 
حيث كانت مدينة المخا مكان لتصدير اهم السلع اليمنية للخارج عبر مينائها وكان البن من اهم السلع اليمنية التي كانت تصدر في العصر الحديث اضافة الى الصبر والبخور واعواد الارك في العصور القديمة كما تصدر كميات كبيرة من الزبيب .
 
توقف كل شيء في ميناء المخا من تصدير واستيراد وتوقفت العملية التجارية بشكل عام جراء الحرب التي تشهدها محافظة تعز وجراء المواجهات الدائرة بين قوات الشرعية ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة المخا.
 
مواقع أثرية بطابع معماري
 
تميزت مدينة المخا بالعديد من المواقع الاثرية التي تميزت بطابع معماري متميز لتراث الحميري وبعض البيوت داخل سور المدينة المبنية من الحجارة والطوب، اما اكثر المنازل سواء داخل سور مدينة المخا وخارجه فانها عبارة عن اكواخ مخروطية من العشش المبنية بالقش .
 
تضرر في الحرب ذلك التراث المعماري وتلك الاكواخ المخروطية ومعالمها ومساجدها ومتنزهات وما تبقى من آثار وشواهد لهذه المدينة، التي كانت عبارة عن قصور تتكون من عدة ادوار، دمرت الحرب معظمها، وما بقى اصبحت على حافة السقوط .
 
ويبقى السوال المطروح: متى سيتوقف عبث الميليشيات المتمردة وتعسفاتها الهمجية وستضع الحرب أوزارها ؟ وتعود الحياة لمدينة المخا وأهلها .
 
 


التعليقات