أردني من أصل فلسطيني يتربّع على عرش نوبل للكيمياء.. من هو عمر ياغي؟
- وكالات الاربعاء, 08 أكتوبر, 2025 - 08:15 مساءً
أردني من أصل فلسطيني يتربّع على عرش نوبل للكيمياء.. من هو عمر ياغي؟

حصل ثلاثة علماء وهم سوسومو كيتاجاوا وريتشارد روبسون وعمر ياغي، وهو أردني من أصل فلسطيني، على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 لتطويرهم أطرا معدنية-عضوية تنتج مواد قد تساعد في معالجة تحديات من بينها تغير المناخ ونقص المياه العذبة.

 

لا تتوفر معلومات كثيرة، حول نشأة الأردني من أصول فلسطينية الحائز على جائزة نوبل للكيمياء عمر ياغي للعام 2025. فرغم ولادته في عمّان التي أكمل فيها دراسته الثانية، غادر مبكراً للدراسة في الولايات المتحدة، مبتعداً منذ ذلك الوقت عن الاشتباك العلمي والأكاديمي مع موطنه الأصلي.

 

وبحسب ما أعلنته الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، فقد ذكرت لجنة نوبل على صفحتها في منصة «إكس» أن الجائزة منحت لكل من عمر ياغي، وسوسومو كيتاغاوا، وريتشارد روبسون، تقديراً لـ«تطويرهم أطراً معدنية عضوية».

 

ولد عمر ياغي في عمّان عام 1965، حيث أنهى دراسته الثانوية. ومن موطنه انتقل إلى كلية مجتمع هدسون فالي في الولايات المتحدة، ليكمل دراسته في جامعة ألباني، قبل أن يحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء في سنٍ مبكرة عام 1990 من جامعة إلينوي.

 

وياغي أردني يعمل أستاذا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي بالولايات المتحدة، وهو ابن لأبوين فلسطينيين لاجئين في الأردن.

 

وبالتزامن عمل زميلاً في جامعة هارفارد بين عامي 1990 و1992، ثم درّس في جامعة أريزونا (1992–1998)، وجامعة ميشيغان (1999–2006)، وجامعة كاليفورنيا لوس أنجليس (2007–2012)، قبل أن ينتقل إلى جامعة كاليفورنيا بيركلي عام 2012.

 

وقال في مقابلة نُشرت على موقع جائزة نوبل "إنها رحلة مثيرة، والعلم هو الذي يُمكّنك من القيام بها".

 

وأضاف ياغي: "ولدت في أسرة لاجئة بسيطة، في بيت صغير كنا نسكنه 12 شخصًا، ننام جميعًا في غرفة واحدة نشاركها مع المواشي التي نربيها. ولم يكن والداي متعلمين؛ أبي أنهى الصف السادس وأمي لم تكن تقرأ أو تكتب، لكنهما غرسَا فيّ الإصرار على التعلم".

 

وتابع: "كبرتُ وأنا أؤمن أن العلم هو القوة التي تساوي بين البشر، لا يهم من أين تبدأ، المهم أن تُمنح الفرصة لتُظهر ما في داخلك. ومن ذلك البيت المتواضع، بدأت رحلتي التي أخذتني من بساطة المخيمات إلى منصات العالم العلمي".

 

وأردف: "لطالما قلت: الموهبة موجودة في كل مكان، لكنها تحتاج فقط إلى من يفتح لها الباب. وأنا الدليل على أن البداية المتواضعة لا تمنع الوصول إلى القمة، بل قد تكون الشرارة الأولى لحلمٍ كبير".

 

وكان ياغي، الذي أعرب عن دهشته وسعادته بفوزه بالجائزة، في العاشرة من عمره عندما عثر على كتاب عن الجزيئات في مكتبة، وكانت تلك بداية شغف طويل الأمد بالكيمياء.

 

وقال لموقع جائزة نوبل "كلما تعمقتَ في البحث، كلما اكتشفت أن الأشياء مركبة بشكل أروع".

 

وهنأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ياغي على فوزه بالجائزة.

 

وقال إنّ الإنجاز "فخر جديد يضاف إلى سجل الأردنيين المشرف في مختلف الميادين حول العالم".

 

وكتب الملك عبد الله عبر منصة (إكس) "نفخر ونعتز بالعالم الأردني البروفيسور عمر ياغي، ونبارك له وللأردن بفوزه بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025".

 

وعائلة ياغي المنتشرة في المملكة هي عائلة من أصل فلسطيني يُرجح أنها انتقلت إلى عمان بعد حرب عام 1948، ومنهم من يقيم في منطقة عين الباشا التابعة لمحافظة البلقاء غرب العاصمة بنحو (20كم)، وقد انتُخب عن المحافظة النائب المحامي مصطفى ياغي لدورتين متتاليتين، قبل أن يتم اختياره عضواً في مجلس الأعيان (الغرفة التشريعية الثانية من مجلس الأمة) في المجلس السابق.

 

وبينما تُمنح الجائزة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن، من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، فقد نال الأردني من أصل فلسطيني عمر ياغي الجائزة، في الوقت الذي يشغل فيه كرسي جيمس ونيلتجي تريتر للكيمياء في جامعة كاليفورنيا بيركلي، وهو عالم منتسب في مختبر لورانس بيركلي الوطني، والمدير المؤسس لـ«معهد بيركلي العالمي للعلوم».

 

ويحمل ياغي أربع جنسيات؛ الفلسطينية والأردنية والأميركية، بينما حصل على الجنسية السعودية عام 2021، كما حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الكيمياء (2015)، وجائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز الدولية في مجال المياه. كما نال جائزة نوابغ العرب عام 2024.

 

وحصل ياغي عام 2017 على ميدالية امتياز من الدرجة الأولى من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في وقت رُشح فيه البروفسور ياغي لجائزة نوبل في الكيمياء عام 2015. بعد تصنيفه ثاني أفضل عالم كيميائي في العالم عام 2011.

 

ياغي الحاصل على جوائز عدة، حصل على جائزة ألبرت أينشتاين الدولية للعلوم، وهو المؤسس لمعهد بيركلي العالمي للعلوم، كما أنه عضو منتخب في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، والأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم. وقد انتخب بوصفه الرئيس السابع للمجلس الثقافي الدولي، وهو منظمة لنشر النوايا الحسنة، والقيم الحضارية.

 

ويحمل ياغي لقب بروفسور في الكيمياء، وهي أعلى مرتبة أكاديمية يحصل عليها أستاذ جامعي في مجاله. في حين ذكرت سيرته الذاتية أنه تم اختياره عضواً في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، والأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم ليوبولدينا، وحلّ في المرتبة الثانية ضمن قائمة أشهر وأفضل العلماء والمهندسين في العالم للفترة ما بين 1998 و2008.

 

وعمل الفائزون الثلاثة على ابتكار تراكيب جزيئية ذات فراغات واسعة تسمح بتدفق الغازات ومواد كيميائية أخرى عبرها، ويمكن توظيفها لاستخلاص الماء من هواء الصحراء واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزين الغازات السامة.

 

وقال أولوف رامستروم، عضو لجنة نوبل للكيمياء "يمكن لكمية صغيرة من هذه المواد... تخزين كميات هائلة من الغاز في حجم صغير".

 

وتُمنح هذه الجائزة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن، من قبل الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، ويتقاسم الفائزون بها 11 مليون كرونة سويدية (1.2 مليون دولار أمريكي)، بالإضافة إلى اكتساب شهرة واسعة بفوزهم بأعرق جائزة علمية في العالم.

 

وخلال المؤتمر الصحفي لجائزة نوبل، عبر كيتاجاوا عن شعوره بالفخر بحصوله على الجائزة.

 

وقال "حلمي التقاط الهواء وفصله، على سبيل المثال، إلى ثاني أكسيد الكربون أو الأكسجين أو الماء، وتحويل هذا إلى مواد مفيدة باستخدام الطاقة المتجددة".

 

ومن بين المجالات المبشرة انتزاع الكربون في صناعة الأسمنت، والتي تعد من أكثر العمليات الصناعية تلويثا للبيئة، إذ تمثل سبعة بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.


التعليقات