[ ميناء الحديدة ]
قال تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية إن اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمستشار القانوني الأول في وزارة الخارجية أوضح أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تنتهك القانون الأمريكي والدولي بتقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى اليمن، مع تسليط الضوء على ما يبدو أنه موقف إداري متزايد الصرامة تجاه الرياض.
وأوضح تقرير "الفورين بوليسي" الذي ترجمه "الموقع بوست" في إجابات مكتوبة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الشهر الماضي قبل أن يتأكد لها الثلاثاء، أن جنيفر نيوستيد انتقل بعيدا عن السياسة السابقة في وزارة الخارجية، وأشارت إلى قراءة أكثر صرامة من القوانين التي تحظر المساعدات الأمريكية إلى دول أجنبية عرقلت أو أعاقت تدفق المساعدات الإنسانية.
وقال نيوستيد ردا على سلسلة من الأسئلة من السناتور تود يونغ من ولاية انديانا، وهو عضو جمهوري في لجنة تصريحات من منظمات الاغاثة "رفع سؤال كبير" ما إذا كانت قوات التحالف التي تقودها السعودية قد أعاقت نقل الولايات المتحدة وغيرها للمساعدات الإنسانية للمدنيين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وتعهد نوستيد بالحصول على إجابات ثابتة للكونجرس حول القضية فى غضون 30 الى 45 يوما بعد أن اقسم اليمين.
وتشير إجابات نوستيد إلى أن الإدارة قد تكون على استعداد لاتخاذ خط أكثر صرامة على حلفائها في الخليج العربي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، على سلوكهم في الحرب الأهلية التي دامت حوالي ثلاث سنوات في اليمن.
وسعى كبار المسئولين الامريكيين الى تسليط الضوء على دور إيران في تسليح المتمردين الحوثيين بأسلحة متطورة، وجهت الإدارة ايضا نداءات رفيعة المستوى للرياض لرفع الحصار المفروض بحكم الواقع على الشحنات التجارية إلى اليمن.
وأشار التقرير إلى أن ردود نوستيد افسحت الطريق أمام تأكيدها الذى أوقفه "يونج" واثنان من اعضاء مجلس الشيوخ الاخرين حول مخاوفهم من التأثير الانساني للتدخل السعودي، وقد حصلت "فورن بولسي" على تبادل مكتوب بين نيوستيد ويونغ، ويتم نشر الوثائق أدناه، والذي وقع التبادل بين 18 اكتوبر و 14 نوفمبر.
وقد أدان يونغ، إلى جانب العديد من منظمات حقوق الإنسان، أعمال السعودية في اليمن، قائلا "إن التحالف الذي تقوده الرياض يوقف باستمرار أو يؤخر الشحنات الحيوية جوا وبحرا إلى المطارات والموانئ التي يسيطر عليها خصومهم من المتمردين الحوثيين.
وبحسب التقرير إنه مع تفسيرات نوستيد القانونية، سيحصل المشرعون على المزيد من الذخيرة لحمل الادارة على التزاماتها تجاه السعودية.
وقال التقرير "في البداية، تمسك نيوستيد بموقف وزارة الخارجية القديمة أن السعوديين سوف يحتاجون إلى منع كل المساعدات التي ترفض القانون الأمريكي، ولكن بعد ثلاث جولات من الاستجواب المفصل من قبل يونغ، اعترف نوستيد بأنه إذا كانت السعودية تعوق تسليم المساعدات الإنسانية، هذا من شأنه أن يشكل انتهاكا للقانون الأمريكي والدولي، مشيرا إلى انه لا يزال بإمكان ترامب أن يقدم استثناء ويستمر في تقديم المساعدة حتى إذا عرقل البلد المتلقي المعونة.
وقال متحدث، -حسب الفورين بوليسي- أن وزارة الخارجية توافق تفسير نيوستيد من الولايات المتحدة والقانون الدولي مشيرا إلى أن، بعد تأكيد نيوستيد لها، "ستكون في وضع يمكنها من النظر في المسائل القانونية في العمق مع الاستفادة من مجموعة كاملة من المعلومات والخبرات من حكومة الولايات المتحدة.
1000 يوم من الحرب
وكان يوم الثلاثاء اليوم الـ 1000 للحملة بقيادة السعودية ضد مليشيات الحوثيين فى اليمن -الحرب التي تدور بين مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا من الرئيس عبد ربه منصور هادي ورعاة الخليج، وألحقت خسائر مدمرة على المدنيين-.
ويطلق عليها مسؤولو المساعدات الدولية أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأدى نقص الوقود إلى إغلاق العشرات من محطات معالجة المياه ومحطات الضخ، مما أدى إلى تفاقم انتشار الكوليرا، وحذر تقرير للأمم المتحدة هذا الشهر من ان 8.4 مليون شخص معرضون حاليا لخطر المجاعة.
وتساعد الولايات المتحدة على تزويد الطائرات بالوقود، وتقدم ذخائر دقيقة التوجيه، وتتبادل المعلومات مع التحالف الذي تقوده السعودية. لكن السعوديين وشركائهم الخليجيين ليسوا أقرب إلى النصر بعد تدخلهم في مارس 2015.
وذكر التقرير أنه وسط تعميق الإحباط في الكونغرس ومع ترشيح نوستيد توقفت الإدارة في الأسابيع الأخيرة وحثت السعودية على تخفيف القيود المفروضة على المساعدات، واتخذ البيت الأبيض خطوة غير عادية من إصدار بيان علني يكرر الطلب.
وأشار إلى أن نائب وزير الخارجية جون سوليفان استدعى السفير السعودي للنقاش حول تخفيف القيود المفروضة على المساعدات الانسانية إلى اليمن، كما لفت التقرير إلى أن كبار مسؤولي البيت الابيض نقلوا عدم رضاهم عن الوضع الإنساني باليمن.
ورداً على الضغوط الأمريكية، قال التقرير "إن السعوديين رفعوا جزئيا المساعدات إلى الموانئ، لكنهم واصلوا تقييد الوقود وبعض عمليات التسليم التجارية الأخرى".
وقال بيني مورداونت، سكرتير التنمية الدولية في المملكة المتحدة، خلال زيارته لجيبوتي هذا الأسبوع: "من الواضح جداً أنه إذا كنت تستخدم التجويع كسلاح فإنك تنتهك القانون الإنساني الدولي". وأضاف "ما رأيته في زيارتي هو أن ما يجري إيقافه هي مساعدات".
وفى اتصال هاتفي مع ترامب قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن الزعيمين إتفقا على "الأهمية الحيوية لإعادة فتح المساعدات الانسانية والتجارية لمنع المجاعة والتخفيف من معاناة اليمنيين الابرياء".
ولم يتسن للسفارة السعودية التعليق على الفور – حسب التقرير.
تحفيف الأزمة
وذكرت مجلة "الفورين بوليسي" في تقريرها "إن يونغ دفع مراراً البيت الأبيض - علنا وخاصة - لاستخدام نفوذه مع السعوديين لتخفيف الأزمة الإنسانية، وفي الوقت الذي اعترف فيه الجمهوريون المحافظون بقلق السعودية إزاء هجمات الحوثيين عبر الحدود، حذر الأسبوع الماضي من أن حرب الحصار التي تفرضها الرياض قد تخاطر بتأثير كارثي.
وأورد التقرير –حسبما ذكر عضو مجلس الشيوخ في رسالة بعث بها الى الرئيس- "أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة الناجمة عن الإجراءات السعودية تحول الناس غير المقاتلين في اليمن إلى أعداء مدى الحياة مع الرياض والولايات المتحدة، واعتبرت ذلك توفير فرصة لإيران لكي تستخدمها لتقويض المصالح الأمنية والاقتصادية السعودية والأمريكية، وزعزعة استقرار المنطقة، ودفع نشاطات طهران الخبيثة ".
وقال السناتور الديمقراطي كريس ميرفي، الذي كان قد عقد مع يونغ تأكيدا نيوستيد، وقال انه كان "سعيدا أن إدارة ترامب بدأت الاستماع إلى المخاوف من الكونغرس واتخاذ خطوات لمعالجة المعاناة داخل اليمن." لكنه أضاف أن بدلاً من تأجيج الحرب، يجب على واشنطن أن تضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي.
واضاف التقرير "بدون إحراز مزيد من التقدم من الرياض، يمكن ليونغ ومورفي وغيرهم من المشرعين أن يبحثوا قريباً عن قطع مبيعات الأسلحة أو المساعدات العسكرية الأخرى للسعوديين".
وقال مساعد الكونغرس "اذا لم يقم السعوديون بالقضاء على العوائق التي تعوق المساعدة الانسانية في اليمن، فان هناك طرقاً تشريعية إضافية لتطبيق الضغوط".
*نشرت هذه المادة في موقع مجلة فورين بوليسي ويمكن العودة لها على الرابط هنا
*المادة خاصة بالموقع بوست.