[ طفل يقف أمام منزل دمرته غارة للتحالف العربي ]
في مخيم للنازحين المشردين بسبب حرب اليمن، حصلت امرأة يمنية شابة اسمها ليمي، التي تعول طفلها وثمانية آخرين، على المساعدات من المملكة العربية السعودية.
حتى بعد أن قالت إن الغارة الجوية التي تقودها السعودية دمرت منزلها بالقرب من صرواح، على بعد نحو 30 كيلومترا من الخيمة التي تدعوها الآن منزلها في محافظة مأرب.
تعكس قصة ليمي وجهي المملكة في الحرب التي دامت حوالي 3 سنوات في اليمن، وتقول السعودية إنها أنفقت ما يقرب من مليار دولار كمساعدات لليمن وتعتزم مع شركائها انفاق 1.5 مليار دولار أخرى.
وفي الوقت نفسه، فإن حملة التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الشيعة في اليمن، والمعروفين باسم الحوثيين، كانت سبباً رئيسياً للكارثة الإنسانية في البلاد، وقد ضربت الحملة الجوية المدمرة للمملكة مراراً وتكراراً الأسواق والمرافق الطبية والأهداف المدنية، مما وجه النقد الدولي، وقالت وكالات الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان إن حصار التحالف على الموانئ الخاضعة للسيطرة الحوثية كان عاملاً رئيسياً يدفع البلاد إلى المجاعة القريبة.
غير أن مسؤولي الإغاثة السعوديين أكدوا أن دورهم لا علاقة له بالمعارك العسكرية الجارية، ويقولون إنهم يحاولون أيضا أن يوصلوا معوناتهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون أيضا.
وقال عبد الله الوادي مساعد مدير المساعدة الطبية والبيئية في مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية "إنهم جيراننا. "هم بشر أولاً".
وسافر صحافيو أسوشيتد برس مؤخرا إلى اليمن فى إطار جولة للصحفيين الأجانب نظمها التحالف بقيادة السعودية لتسليط الضوء على جهود الإغاثة.
وحتى قبل الحرب، كانت اليمن أفقر بلد في العالم العربي وأحد أكثر الأماكن ندرة في المياه حول العالم، ومنذ بداية الحرب، دفع 28 مليون شخص في اليمن إلى حافة المجاعة، وأدت حالة المياه السيئة إلى انتشار وباء الكوليرا، كان هناك تفشٍّ للدفتيريا، وهو مرض قاتل يصيب في المقام الأول الحلق والممرات الهوائية.
دمرت غارة جوية بقيادة السعودية في عام 2015 رافعات في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون على البحر الأحمر، وهو المدخل الرئيسي لدولة تستورد 90 في المئة من غذائها، ويقوم التحالف بحصار على الحديدة وغيرها من الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، فيما يعتبره جهود تهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى المتمردين.
وتقول جماعات حقوقية مثل المجلس النرويجي للاجئين إن المملكة العربية السعودية يجب أن تسمح للواردات التجارية "دون عوائق" باليمن لتخفيف الأزمة، ويقول التحالف الذي تقوده السعودية إنه يريد زيادة القدرة على الاستيراد في الموانئ، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان الحوثيون سيتعاونون، ويتهم المسؤولون السعوديون أيضا الحوثيين بسرقة المساعدات.
وكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقريره الأخير الصادر في يناير/كانون الثاني: "يمزق اليمن ببطء ويتعرض الملايين من اليمنيين لخطر الموت بسبب الجوع والكوليرا أو أي نتيجة أخرى للنزاع في بلد فقير جداً على وشك الانهيار بسبب الأزمة الحالية".
ولتسريع عملية الإغاثة، قام السعوديون بحوالي 20 رحلة مساعدات في طائرات أميركية من طراز C-130 ناقلة للجنود إلى مأرب (115 كلم شرق صنعاء)، وقال فهد العصيمي مدير المساعدات العاجلة في مركز الملك سلمان للإغاثة إن المساعدات شملت الأرز والدقيق والسكر والملح والزيت والفاصوليا وغيرها من المواد الغذائية والبطانيات والخيام والسجاد وغيرها من المواد للمحتاجين.
وقال العصيمي: "هناك أشخاص مختلفون هنا لأن هناك المزيد من الأمان في مأرب، لديك أشخاص قادمون من صنعاء، ذمار، وهم بحاجة إلى أكثر من أي شخص" لأنهم أجبروا على ترك منازلهم.
كما يقدم السعوديون الغذاء للأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في صناديق غير مميزة يتم توزيعها من قبل الشركاء المحليين. ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، والشمال، والكثير من المناطق الوسطى والساحل الغربي للبحر الأحمر.
من أيار / مايو 2015 حتى كانون الثاني / يناير، يقول مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية إنه أنفق 854 مليون دولار على المساعدات لليمن، ومعظمها على الرعاية الصحية والغذاء. وفي كانون الثاني / يناير، أعلنت المملكة عن قيام التحالف بتقديم 1.5 مليار دولار أخرى لتمويل المساعدات الإنسانية الجديدة للتوزيع عبر وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى.
وقال مسؤولون سعوديون إن الرعاية الطبية للجنود الجرحى الذين يدعمون الحكومة المعترف بها دولياً والمدنيين ما زالت تمثل الأولوية.
وفي مستشفى في مأرب الذي يموله السعوديون، يقوم العاملون بعمل الأطراف الاصطناعية لأولئك الذين فقدوا أطرافهم في النزاع، ومرضاهم انقسموا بالتساوي بين الجنود والمدنيين، وقد اتهمت الأمم المتحدة الحوثيين بزرع الألغام الأرضية والتحالف الذى تقوده السعودية باستخدام قنابل عنقودية، وكلاهما يمكن أن يكون خاملا لفترات طويلة قبل أن يقتل ويشوه المدنيين.
وقالت هيدا علي الناصري (26 عاما) التي تعمل في قسم الأطراف الإصطناعية في المستشفى إن "الجرحى هم من النساء والأطفال والشيوخ والعسكريون، الجميع يقدم إلى هنا".
في مكان قريب، جندي يبلغ من العمر 24 عاما للحكومة اليمنية ينتظر طرفاً اصطناعياً لقدمه اليسرى. وقال إنه خسرها بلغم حوثي أرضي بالقرب من صنعاء.
وردا على سؤال حول النزاع، قال إنه يعتقد لحظة "نحن لسنا بحاجة إلى هذه الحرب، لكنهم طردونا من منزلنا".
وقد نشأت مخيمات مؤقتة في جميع أنحاء مأرب، التي تعتبر موطنا لمليوني نازح في اليمن بسبب الحرب، وذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن حوالي 112 مخيما يقع في محافظة مأرب وحدها.
وفي أحد المخيمات التي تعيش فيها ليمي، استقبل الرجال اليمنيون الذين يحملون بنادق كلاشنكوف، وهم لابسون خناجرهم التقليدية في خصرهم، عمال الإغاثة السعوديين. وقد اصطف سكان المخيم للحصول على المساعدات.
وسرعان ما غربت الشمس خلف الجبال الغربية التي تشكل خط الجبهة في الحرب، وقال الجنود "إن المكان ليس آمن هنا"، وقاموا بتوجيه الصحفيين بعيدا.
*يمكن الرجوع للمادة الأصل على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.