[ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدعو إلى إعادة ابتكار الفرنكفونية ]
باءت مساعي المملكة العربية السعودية للانضمام إلى المنظمة الدولية للفرنكفونية(OIF) بالفشل الذريع، حيث اضطرت، الخميس، إلى سحب طلبها، أمام انتقادات غالبية الدول الأعضاء البارزة لسجلها في مجال حقوق الانسان، وذلك بعد ساعات قليلة من انطلاق قمة الفرنكفونية التي تحتضنها العاصمة الأرمينية يريفان يومي 11و12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي كان من المفترض أن تبت في الطلب السعودي الذي تم رفضه قبل عامين.
فبعد أن رفضت قمة الفرنكفونية الماضية التي عقدت في مدغشقر عام 2016، طلب المملكة الانضمام إلى المنظمة الدولية للفرنكفونية (OIF) كعضو مراقب، حيث شددت مجموعة من الدول الأعضاء البارزة على أن طلب الرياض لا يتناسب مع الُمثل الديمقراطية للمنظمة، كما تحفظت فرنسا على هذا الطلب.
وبضغوط من بعض الدول الأعضاء وقتها، قررت المنظمة البتّ مرة أخرى في الطلب السعودي، خلال قمة يريفان 2018 التي انطلقت اليوم الخميس، بشرط إرسال فريق من مراقبيها العام الماضي إلى المملكة للتحقق من تحقيقها لشروط العضوية.
قضية جمال خاشقجي قضت على آمال انضمام السعودية إلى“الفرنكفونية “.
لكن تصدر السعودية لقائمة أسوأ دول العالم في مجال حقوق الإنسان، و تزايد القمع ضد كل صوت معارض أو منتقد منذ صعود ولي العهد محمد بن سلمان، بما في ذلك الناشطات النسويات، هي أمورٌ لم تخدم الملف السعودي، وفق العديد من المراقبين، الذين اعتبروا أيضا أن تزامن عَقد هذه القمة مع استمرار الغموض حول قضية اختفاء الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول منذ أكثر من أسبوع، زادَ الطين بلة على السعودية، وقضى على كافة آمالها في اقناع أعضاء المنظمة الدولية للفرنكفونية (OIF) بقبول عضويتها كمراقب.
ويرى مراقبون أن إصرار الرياض للحصول على العضوية كدولة مراقبة في المنظمة الدولية للفرنكفونية(OIF)، يأتي من منطلق اعتقادها أنها ستمنحها مدخلا الى دائرة التأثير، وللاستفادة أكثر من مصالح القوى الفرنكفونية الكبرى.
وتهدف المنظمة الدولية للفرنكفونية، ومقرها باريس، إلى تجسيم التضامن بين الدول والحكومات الـ ـ70 التي تتكون منها (58 عضوا و26 مراقبا)، وهو ما يمثل أكثر من ثلث الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. وبالإضافة إلى الدول العربية الأعضاء كاملة الحقوق (المغرب-تونس-موريتانيا- مصر- لبنان- جزر القمر- جيبوتي)، تضم المنظمة دولة قطر كعضو شريك والإمارات العربية المتحدة كدولة مراقبة.
ماكرون يدعو إلى إعادة ابتكار الفرنكفونية
وتشهد قمة الفرنكوفونية الــ 17 الجارية في عاصمة أرمينيا يريفان يومي الخميس والجمعة، منافسة شرسة بين الأمينة العامة الحالية ميكايل جان، المنتهية ولايتها، ووزيرة خارجية رواندا لويز موشيكيووابو، من أجل قيادة المنظمة خلال الأعوام الأربع القادمة.
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح القمة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إعادة ابتكار لفرنكفونية والنهوض باللغة الفرنسية في المبادلات وداخل المؤسسات الدولية على غرار الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن الفرنكفونية ليست ناديا سطحيا أو فضاء منهكا.
كما دعا الرئيس الفرنسي إلى إقامة مؤتمر للكتاب الفرنكفونيين كما تقترح الكاتبة الفرنسية-المغربية ليلى سليماني ممثلة الرئيس الفرنسي الخاصة في المنظمة.