الصين تحشد قواتها على تخوم هونغ كونغ وترامب يدعو الى تسوية "انسانية"
- فرانس برس الخميس, 15 أغسطس, 2019 - 08:54 مساءً
الصين تحشد قواتها على تخوم هونغ كونغ وترامب يدعو الى تسوية

[ جنود صينون على تخوم هونغ كونغ ]

شوهد تجمع لقوات حفظ النظام الصينية من قبل أحد صحافيي وكالة فرانس برس على بعد بضعة كيلومترات من هونغ كونغ التي دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكين إلى تسوية الأزمة فيها "بإنسانية" في مواجهة التظاهرات.

 

وبعد شهرين من التظاهرات المناهضة للسلطة التنفيذية الموالية لبكين في هونغ كونغ، تجمع رجال يرتدون بزات عسكرية في ملعب رياضي في مدينة شينزن الواقعة على تخوم منطقة هونغ كونغ التي تتمتع بحكم ذاتي.

 

وذكر مراسل من فرانس برس أنه شاهد أيضا شاحنات وآليات مصفحة لنقل الجنود.

 

وشاهد الصحافي في فرانس برس رجالا يرتدون بزات عسكرية قد يبلغ عددهم آلافا، وهم يمرون في صفوف ويتدربون على الجري بينما يقوم آخرون بجولات على دراجات نارية داخل الملعب الذي يبعد سبعة كيلومترات عن حدود هونغ كونغ.

 

ولم يعرف سبب وجود هذه القوات في الملعب، لكن بكين لوحت في الأيام الأخيرة باحتمال تدخل لإعادة النظام إلى المستعمرة البريطانية السابقة بينما بثت وسائل الإعلام الحكومية تسجيلات فيديو لقوافل عسكرية تسير باتجاه شينزن.

 

وتخضع الشرطة العسكرية التي يعتقد أن القوات تابعة لها، للجنة العسكرية المركزية التي يديرها الرئيس الصيني شي جينبينغ.

 

وأكد سفير الصين في لندن ليو شياو مينغ الخميس إن الصين لن "تقف مكتوفة الأيدي" ولديها الامكانات لإعادة الهدوء "بسرعة" إذا خرجت الأزمة في هونغ كونغ "عن السيطرة".

 

وقال "إذا تدهور الوضع وتحول إلى اضطرابات لا تقدر حكومة المنطقة الإدارية الخاصة السيطرة عليها، فإن الحكومة المركزية لن تقف مكتوفة الأيدي. لدينا حلول كافية وقدرة كافية لقمع الاضطرابات بسرعة".

 

في مواجهة خطر التدخل هذا، مارس الرئيس الأميركي ضغوطا على الصين عبر ربط ملفين ساخنين أحدهما دبلوماسي ويتمثل بالأزمة في هونغ كونغ والآخر اقتصادي وهو المفاوضات التجارية بين البلدين.

 

وكتب ترامب في تغريدة محذرا "في الصين تزول ملايين الوظائف لتذهب إلى دول لا تخضع لرسوم جمركية وآلاف الشركات تغادر هذا البلد". وأضاف "بالتأكيد تريد الصين إبرام اتفاق (مع الولايات المتحدة) لكن ليتصرفوا بإنسانية مع هونغ كونغ أولا".

 

- "لقاء شخصي" -

 

بعيد ذلك كتب ترامب تغريدة أخرى لهجتها مختلفة، أكد فيها إن بإمكان الرئيس الصيني شي جينبينغ حل الأزمة الناتجة عن المواجهة بين الحكومة والمتظاهرين في هونغ كونغ بطريقة "إنسانية"، واقترح عقد لقاء مع الزعيم الصيني.

 

وقال ترامب "أعرف الرئيس الصيني شي جينبينغ جيدا. إنه زعيم كبير يحظى بكل الاحترام من شعبه. وهو جيد أيضا +في القضايا الشاقة+"، مؤكدا "ليس لدي أي شك في أن الرئيس شي يريد تسوية مشكلة هونغ كونغ بسرعة وبطريقة إنسانية، وهو قادر على القيام بذلك".

 

وأضاف عبارة "لقاء شخصي؟" في نهاية تغريدته، في ما بدا وكأنه يتوجه بشكل مباشر إلى الرئيس الصيني.

 

ويواجه الرئيس الأميركي انتقادات من كل الأطراف في الولايات المتحدة بسبب موقفه من التظاهرات المؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ وتجنبه انتقاد بكين في إطار هذه الأزمة غير المسبوقة في المدينة.

 

وحتى الآن أبدت إدارة ترامب حذراً في موقفها من الأزمة في هونغ كونغ، على الرغم من أنها تخوض منذ أشهر مواجهة مباشرة مع الصين في مجال التجارة ومنافسة دبلوماسية عسكرية معها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخلافات على مستوى حقوق الإنسان.

 

وقبيل ذلك، دعا ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بكين إلى "احترام مدى استقلال" المستعمرة البريطانية السابقة.

 

وقال في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه إن "الولايات المتحدة تحض بكين بحزم على احترام التعهدات التي قطعتها في الإعلان الصيني البريطاني المشترك من أجل السماح لهونغ كونغ بممارسة اقصى درجات الحكم الذاتي".

 

ويتضمن الإعلان الصيني البريطاني الذي صدر في 1984 قواعد عودة هونغ كونغ إلى الصين في 1997. وهو يقضي بأن تتمتع المنطقة "بدرجة عالية من الحكم الذاتي باستثناء مجالي الشؤون الخارجية والدفاع"، وبأن تمتلك أنظمتها القضائية والتشريعية والتنفيذية الخاصة بها.

 

والخميس كشف وزير المال في هونغ كونغ بول شان عن سلسلة من التدابير، بينها إعفاءات ضريبية للشركات الصغيرة، ومساعدات أكثر سخاء للطلاب وأيضاً للأسر ذات الدخل المنخفض.

 

ويبدو هدف هذه الإجراءات كسب ود جزء من سكان هونغ كونغ المرهقين نتيجة الشلل الذي أصاب المدينة.

 

وأعلن بول شان أيضاً انخفاضاً في توقعات النمو للعام الجاري لتكون بين 0 و1% بعدما كانت 2 إلى 3%، وأرجع ذلك إلى "التطورات الأخيرة".

 

وانطلقت الحركة الاحتجاجية في هونغ كونغ والتي شارك فيها نحو مليوني متظاهر في حزيران/يونيو بسبب رفض مشروع قانون يسمح بالترحيل إلى الصين. ومنذ ذلك الوقت، وسعت الحركة الاحتجاجية بشكل كبير مطالبها احتجاجاً على تراجع الحريات وتدخلات النظام الشيوعي.


التعليقات