أظهرت النتائج الأولية لاستفتاء على ضم أربع مناطق أوكرانية انفصالية إلى روسيا، تأييدا واسعا وصل إلى 98% في بعض المناطق.
وأعلنت اللجنة الانتخابية الروسية أن النتائج الأولية لاستفتاءات ضم أربع مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة روسية كليًا أو جزئيًا تظهر تأييدًا واسعًا للضم بعد فرز أصوات مكاتب الاقتراع في روسيا.
وأفادت وكالات ريا نوفوستي، وتاس، وإنترفاكس للأنباء أن اللجنة الانتخابية الروسية أكّدت أن التأييد جاء بنسبة 97% إلى 98% مع بداية فرز الأصوات.
من جانبها، أعلنت سلطات الاحتلال الموالية لروسيا في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا مساء الثلاثاء فوز التصويت "بنعم" في استفتاء على ضمها لروسيا نددت به كييف ودول غربية واعتبرته غير شرعي.
وأكدت المفوضية الانتخابية لهذه المنطقة أن 93,11% من الناخبين صوتوا لصالح الارتباط بروسيا، بعد فرز 100% من الأصوات، مع التنويه بأن هذه النتيجة ما زالت في الوقت الحالي أولية.
وفي خيرسون، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في المنطقة فوز الأصوات المؤيدة للانضمام إلى روسيا في الاستفتاء.
وقالت إدارة المنطقة إن 87,05% من الناخبين صوتوا مع الانضمام إلى روسيا بعد فرز 100% من الأصوات.
وأعلنت السلطات في منطقة لوغانسك، في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا مساء الثلاثاء أن نتيجة الاستفتاء جاءت لصالح ضمها إلى روسيا.
وأكدت مفوضية الانتخابات في هذه المنطقة وفق ما نقلت عنها وكالتا ريا نوفوستي وانترفاكس الروسيتان أن 98,42% من الناخبين صوتوا لصالح الارتباط بروسيا، بعد فرز 100% من الأصوات.
كما أعلنت السلطات الموالية لموسكو في منطقة دونيتسك، مساء الثلاثاء، فوز مؤيّدي الانضمام لروسيا.
وقالت مفوضية الانتخابات المركزية في جمهورية دونيتسك الشعبية، بحسب ما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية، إنّ 99.23% ممّن أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء صوّتوا بنعم، وذلك بعد فرز 100% من الأصوات.
وفرّ مئات آلاف الأوكرانيين من القتال في أوكرانيا إلى روسيا، لذلك فتحت اللجنة الانتخابية مكاتب اقتراع لهم.
وتحدّث رئيس الإدارة الروسية في خيرسون فلاديمير سالدو، مع وسائل إعلام روسية، عن نجاح الاستفتاء الذي نُظم في حالة طوارئ استمرت خمسة أيام، رغم القصف، وبحضور القوات المسلحة الروسية.
وقال، بالحديث عن المناطق الواقعة تحت سيطرة روسية، "من الواضح بالفعل أن الغالبية الساحقة من الناس أيدت الخروج من أوكرانيا والاتحاد مع روسيا".
من جهته، أكّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الثلاثاء، أن نتائج الاستفتاءات "لن تؤثّر" على تحركات الأوكرانيين على الجبهة في مواجهة الجيش الروسي.
وقال كوليبا خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا: "لن يؤثّر ذلك على سياستنا وعلى دبلوماسيتنا وعلى تحركاتنا في المجال العسكري".
واستمرت عمليات التصويت التي تم ترتيبها على عجل لخمسة أيام في أربع مناطق وهي دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون والتي تشكل نحو 15 بالمئة من الأراضي الأوكرانية.
وقام المسؤولون المعينون من جانب روسيا بنقل صناديق الاقتراع من بيت لبيت، فيما وصفته أوكرانيا والغرب بأنه إجراء غير قانوني وقسري لخلق ذريعة قانونية لضم المناطق الأربع لروسيا.
ويمكن للرئيس فلاديمير بوتين بعد ذلك تصوير أي محاولة أوكرانية لاستعادة السيطرة على المناطق على أنها هجوم على روسيا نفسها. وقال الأسبوع الماضي إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن "وحدة أراضي" روسيا.
حلف الأطلسي يعلق
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الاستفتاءات التي نظمتها روسيا في أربع مناطق في أوكرانيا "زائفة" وتشكل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي".
وأفاد على حسابه في تويتر بأنه أكد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "الحلفاء في الناتو مستمرون في دعم سيادة أوكرانيا وحقها في الدفاع عن النفس".
وقال: "الاستفتاءات الزائفة التي نظمتها روسيا ليست شرعية وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. هذه الأراضي أوكرانية".
روسيا جاهزة للضم
من جانب آخر، أعلن مجلس الاتحاد الروسي، مساء الثلاثاء، أنه قد ينظر في ضم مقاطعات لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا إلى روسيا في اجتماعه المقبل المقرر في 4 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفينكو: "سنحترم إرادة سكان مقاطعة جمهوريتي دونيتسك الشعبية ولوجانسك الشعبية ومقاطعتي زابوروجيا وخيرسون. وإذا كانت هناك مثل هذه الإرادة من جانبهم، فسوف ندعمها بالطبع".
وأضافت: "في الوقت الحالي، لا أرى ضرورة لعقد أي اجتماعات غير مقررة. أعتقد أننا مستعدون للنظر في هذه القضية في 4 أكتوبر".
خطاب متوقع لبوتين
وفي أعقاب الآلية البرلمانية، قد يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابًا اعتبارًا من 30 أيلول/سبتمبر يعلن فيه رسميا ضمّ المناطق الأوكرانية الأربع، وفق وكالات روسية عدة.
تتحدث بعض وسائل الإعلام عن إلقاء بوتين خطابًا أمام البرلمانيين الذين سيجتمعون في الكرملين فيما تفيد أخرى عن خطاب يلقيه أمام أحد مجلسَي البرلمان.
ولفتت وكالة تاس إلى أنه طُلب من أعضاء مجلس الاتحاد إجراء ثلاثة فحوص للكشف عن كوفيد-19 تحسّبًا لـ"حدث مهمّ" الجمعة، في تدبير صحي صارم ينبغي أن يخضع له الأشخاص الذين يلتقون الرئيس في الكرملين.