كشفت مصادر لـ"الجزيرة"، الإثنين، أن السلطات الماليزية حررت ناشطاً فلسطينياً ينحدر من غزة، اختطفه الموساد الإسرائيلي من العاصمة الماليزية كوالالمبور أواخر سبتمبر/أيلول 2022، وحقق معه عبر الفيديو من تل أبيب بشأن ارتباطه بكتائب القسام.
كذلك قال موقع "الجزيرة نت" نقلاً عن وسائل إعلام ماليزية، إن أجهزة الأمن فكَّكت شبكة تجسس تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي، ونقلت صحف ماليزية عن مسؤولين قولهم إن الموساد جند خلية من 11 ماليزياً على الأقل بهدف تعقب نشطاء فلسطينيين.
بحسب أولئك المسؤولين فإن خلية الموساد اختطفت خبيراً فلسطينياً في تكنولوجيا المعلومات ينحدر من غزة وسط العاصمة كوالالمبور في 28 سبتمبر/أيلول 2022، ونقلته إلى منزل ريفي في ضواحي العاصمة، قبل أن تتمكن المخابرات الماليزية من الوصول إلى الخاطفين خلال 24 ساعة واعتقالهم وتحرير الرهينة، الذي غادر البلاد بعد الحادث بأيام.
كشف خلية لـ"الموساد" في ماليزيا
أكدت مصادر ماليزية مطلعة لـ"الجزيرة"، أن التحقيقات كشفت ضلوع خلية الموساد في التجسس على مواقع مهمة بالبلاد منها مطارات، فضلاً عن اختراقها شركات إلكترونية حكومية، ولم تستبعد هذه المصادر وجود خلايا أخرى نشطة لـ"الموساد".
كما قالت المصادر ذاتها إن الموساد استعان لتنفيذ العملية بعملاء ماليزيين كان قد دربهم في دول أوروبية، وكانت الشرطة الماليزية قد نشرت قبل نحو أسبوع، تسجيلاً مصوراً لعملية اقتحام منزل تحصنت فيه عصابة اختطاف، ولم تشر الشرطة في تصريحاتها إلى عمليات تجسس إسرائيلية وهوية المستهدفين.
اغتيال مهندس فلسطيني في ماليزيا
ليست هذه المرة هي الأولى التي يستهدف فيها الموساد فلسطينيين في ماليزيا، لكن سبق أن قام مسلحان مجهولان باغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش -الحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الإلكترونية- لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) في ماليزيا عام 2018.
بحسب قائد شرطة المدينة داتوك سيري مازلان لازم، فإن "البطش" كان في طريقه إلى مسجد مجاور لسكنه في منطقة غومباك شمال العاصمة، عندما أطلق عليه المهاجمان النار.
كذلك أشار قائد الشرطة إلى أن المهاجمَين استهدفا "البطش" بعشر طلقات نارية أصابته أربع منها، مما أدى إلى مقتله على الفور، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة في القضية.
كذلك وفي مطلع 2022 كشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، عن إلقاء القبض على متورط في جريمة اغتيال "البطش".
التحقيق في ملابسات اغتيال "البطش"
حيث قال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم، في تصريح رسمي حينها، إنه من خلال التحقيقات الجارية لدى جهاز الأمن الداخلي "تشير اعترافات أحد الموقوفين بتورطه، وبتكليف من جهاز الموساد الإسرائيلي، بالمشاركة في اغتيال الشهيد البطش".
كان الدكتور فادي البطش (35 عاماً)، يعمل محاضراً في جامعة ماليزية خاصة، وهو في الأصل من سكان مدينة جباليا بقطاع غزة، وهو متزوج وله ثلاثة أطفال.
كذلك فإن "البطش" عالم متخصص في الهندسة الكهربائية، وحصل على عدد من الجوائز العلمية، أبرزُها جائزة منحة "خزانة" الماليزية عام 2016 كأول عربي يتوَّج بها، كما حصل على براءات اختراع عدة لتطويره أجهزة إلكترونية ومعادن لتوليد الكهرباء.
خلال رحلته الدراسية نشر "البطش" عدداً من الأبحاث العلمية المحكمة، وشارك في مؤتمرات دولية باليابان وفي بريطانيا وفنلندا وغيرها
في حين اتهمت عائلة "البطش" جهاز الموساد بالوقوف وراء حادثة اغتيال ابنها، وطالبت العائلة السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين في الاغتيال قبل تمكُّنهم من الفرار.
إجراءات وتدابير
في سياق موازٍ، كانت الشرطة في ماليزيا أعلنت، الثلاثاء 18 مايو/أيار 2021، اتخاذها كافة التدابير اللازمة لحماية قيادات وشخصيات فلسطينية على أراضيها، وذلك بعد انتشار مزاعم حول تهديدات أطلقها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، لتصفية هذه الشخصيات حول العالم.
استنفار الشرطة الماليزية يأتي بعد أن شهدت العاصمة الماليزية، كوالالمبور، في أبريل/نيسان 2018، اغتيال فادي البطش، المهندس الفلسطيني المتخصص بدراسات تطوير الطائرات بدون طيار. توجهت أصابع الاتهام عقب اغتيال "البطش" إلى إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية.
الأكاديمي الفلسطيني الشهيد فادي البطشالأكاديمي الفلسطيني الشهيد فادي البطش
استهداف قيادات فلسطينية في ماليزيا
في معرض تعليقه على الأمر، قال المسؤول بجهاز الشرطة في ماليزيا، أكريل ساني عبد الله ساني، في تصريح للصحفيين، إنهم أخذوا التهديدات التي انتشرت، الإثنين، في شبكة الإنترنت، على محمل الجد.
أضاف أنهم عززوا من التدابير الأمنية المتخذة في هذا الخصوص، واتخذوا الخطوات اللازمة.
كما أكد أن الشرطة الماليزية تتابع من كثب، كافة التطورات المتعلقة بالأمر، داعياً شعب بلاده إلى التزام الهدوء وعدم الاكتراث بالأخبار الكاذبة.
إذ كان مركز عمليات الدفاع السيبراني في ماليزيا (CDOC) قال، الإثنين 17 مايو/أيار، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يستعد لتنفيذ عمليات ضد قيادات وشخصيات فلسطينية في دول العالم، وفي مقدمتها ماليزيا.