تناولت صحيفة التليغراف البريطانية في تحليل أعده الضابط السابق بالجيش البريطاني ريتشارد كيمب بعنوان "بوتين يجد سلاحا جديدا للدمار الشامل".
والعقيد ريتشارد جوستين كيمب هو ضابط متقاعد بالجيش البريطاني خدم من عام 1977 إلى عام 2006، وخدم كيمب ضابطًا كتيبة مشاة، ومن بين مهامه قيادة عملية "فينغال" في أفغانستان من تموز/يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2003.
وأشار الكاتب إلى أنه من غير المرجح أن يتراجع الجنرال سيرغي سوروفيكين شويغو، وهو القائد الأعلى الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، عن "قتل آلاف الأشخاص والتسبب في أضرار بيئية لا توصف عن طريق تفجير سد لتوليد الطاقة الكهرومائية، إذا كان يعتقد أن ذلك سيؤمن لجيشه تقدما عسكريا".
وذكّر كيمب بتحذير الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن هذا هو بالضبط ما يفكر فيه سوروفيكين لمواجهة اختراق أوكراني محتمل يهدد بهزيمة روسيا حول منطقة خيرسون، التي تحمل مفتاح الدفاع عن القرم.
ولفت إلى أنه ومنذ أسابيع، يشن الجيش الأوكراني هجمات ضد القوات الروسية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يمر بالمنطقة، والتي تم صد بعضها.
وأضاف الكاتب أن سوروفيكين شويغو يواجه أيضاً صعوبات كبيرة في الاحتفاظ بقوة لديها ما يكفي من الذخيرة والوقود والمعدات القتالية، ويعود ذلك جزئياً إلى الأضرار التي لحقت في وقت سابق من هذا الشهر بجسر كيرتش الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وهو شريان إمداد رئيسي.
وأشار إلى أنه وإذا حققت القوات الأوكرانية خرقاً هناك، فسيكون أحد الخيارات لدى الروس هو تفجير سد محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية، وإغراق مناطق شاسعة على طول نهر دنيبرو لإبطاء التقدم.
ونقل كيمب عن زيلينسكي قوله إن القوات الروسية أعدت خطة هدم السد من خلال زرع عبوات ناسفة قوية.
ويحتوي سد كاخوفكا على أكثر من 18 مليون متر مكعب من المياه.
وإذا تم تدمير كاخوفكا، فسوف تندفع كمية من المياه ستبتلع بالكامل 80 بلدة وقرية على طول نهر دنيبرو، بما في ذلك مدينة خيرسون التي كان عدد سكانها قبل الحرب 284 ألف نسمة، ما يؤدي إلى إغراق الآلاف وخلق طوفان من اللاجئين، وحرمان جنوب أوكرانيا بالكامل من أراضيها، بحسب الكاتب.
واعتبر كيمب أن ذلك سيمنع أيضاً إمدادات المياه وسيوقف مياه التبريد بشكل خطير عن محطة زاباروجيا النووية ويتسبب في انقطاع شديد في التيار الكهربائي لمئات الآلاف من الناس.
ويعتقد الكاتب أن احتمالات أن يأمر سوروفيكين شويغو بمثل هذه الكارثة كبيرة، على الرغم من أنها ستدمر الأراضي الروسية التي تم ضمها حديثاً.
ولفت الضابط البريطاني إلى أن العديد من المتشددين الروس يرونه "الأمل الأخير لحربهم الفاشلة"، مضيفا أن سجل سوروفيكين يظهر أنه رجل "لن يتوقف عند أي شيء لتحقيق مهمته، مهما كانت مكلفة على صعيد الخسائر في الأرواح".
وتابع بالقول إن التاريخ "يعطي أيضاً نظرة ثاقبة للعقلية العسكرية الروسية، حتى بعد عقود".
ومضى في تحليله مشيرا إلى أنه في عام 1941، دمر القادة السوفييت سد زاباروجيا لتوليد الطاقة الكهرومائية، أيضاً على نهر دنيبرو، لإبطاء تقدم النازيين وأغرقوا في هذه العملية ما يصل إلى 100 ألف شخص.
وختم الضابط البريطاني السابق تحليله بالتحذير من أنه إذا تم تدمير سد كاخوفكا، فلن تكون نتائج ذلك أقل من استخدام سلاح دمار شامل وقد تكون آثاره أكثر كارثية من قنبلة نووية تكتيكية أو ضربة كيميائية أو تداعيات إشعاعية من محطة نووية.