أظهرت نتائج أولية، الاثنين، فوز رئيس كازاخستان المنتهية ولايته قاسم غومارت توكاييف في الانتخابات المبكرة التي أجريت الأحد، ويفترض أن تدشن حقبة جديدة للبلد الغنية بالنفط والواقعة على مفترق طرق تجارية مهمة.
وقالت اللجنة المركزية للانتخابات في كازاخستان، الاثنين، نقلا عن بيانات أولية إن الرئيس توكاييف فاز بفترة ولاية ثانية وحصل على 81.31 في المئة من الأصوات، ولم يحصل المرشحون الخمسة الآخرين إلا على نسب من الأصوات لم تتخط العشرة بالمئة، وفقا لرويترز.
وقال توكاييف (69 عاما): "لقد عبر الشعب بوضوح عن ثقته بي". وكان نور سلطان نزارباييف الذي قاد كازاخستان ثلاثة عقود، أول من هنأ توكاييف على إعادة انتخابه، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وهنأ الكثير من زعماء دول آسيا الوسطى صباح اليوم الاثنين، توكاييف بالفوز حتى قبل إعلان النتائج الأولية إذ أظهرت استطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع والتي نشرت في وقت سابق نتيجة مقاربة.
وأفادت التقديرات الأولى للجنة المركزية للانتخابية بأن نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة في الجمهورية السوفياتية السابقة بلغت 69.3 في المئة.
وجاءت الانتخابات المبكرة بعد استفتاء دستوري في حزيران/ يونيو الماضي، عقب احتجاجات شعبية، اندلعت في كانون الثاني/ يناير، ضد غلاء المعيشة ثم تحولت إلى أعمال شغب، قبل قمعها بوحشية، ما تسبب في مقتل 238 شخصا.
وأجريت الانتخابات الرئاسية وفق الدستور الجديد، بعد موافقة نحو 77 بالمئة من المواطنين على تعديل حوالي ثلث مواد الدستور القديم، وأهمها تقليص صلاحيات الرئيس وفترة حكمه إضافة إلى تعزيز دور البرلمان.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناخبين، قولهم إن نتائج الانتخابات الرئاسية كانت معروفة سلفا في ظل مشهد سياسي مقفر بمعارضة شكلية وضغوط من السلطات، وهو ما جعل الكثير منهم محبطين واعتبروها "مضيعة للوقت".
والخميس، أعلنت السلطات في كازاخستان عن إحباط محاولة انقلابية كانت مقررة يوم الانتخابات، وقالت إنها اعتقلت سبعة من أنصار أحد المعارضين في المنفى بتهمة التحريض على "انقلاب".
وهدفت الانتخابات المبكرة، إلى تكريس عهد توكاييف الذي كان يحاول منذ أشهر الحد من نفوذ مجموعة سلفه القوي وراعيه نور سلطان نزارباييف الذي حكم كازاخستان ثلاثة عقود.
وشهد هذا العام أيضا تحول توكاييف الدبلوماسي المحترف إلى رئيس عنيد أطلق النار على مثيري الشغب في كانون الثاني/ يناير واعتقل أقارب نزارباييف، ووقف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معارضا غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير.
ونظم توكاييف حملة تتعلق بمشروعه لإنشاء "كازاخستان جديدة" أكثر ديمقراطية ومساواة. لكن الصعوبات الاقتصادية مستمرة وكذلك ردود الفعل الاستبدادية.
ووصل توكاييف إلى السلطة في 2019 بعد الاستقالة المفاجئة لنزارباييف وتعهد رسميا بالعمل لتسوية أزمة كانون الثاني/ يناير بعدما كان كان يعتبر لفترة طويلة الذراع اليمنى لسلفه.