معرض المقتنيات التراثية بمكتبة قطر.. إبحار في ذاكرة التاريخ
- الأناضول الثلاثاء, 01 أكتوبر, 2019 - 10:46 صباحاً
معرض المقتنيات التراثية بمكتبة قطر.. إبحار في ذاكرة التاريخ

[ معرض المقتنيات التراثية بمكتبة قطر.. إبحار في ذاكرة التاريخ ]

للوهلة الأولى تظن نفسك وسط أرض مليئة بالرمال تحيطها الكثير من الكتب القديمة والوثائق والخرائط.. هنا "معرض المقتنيات التراثية" في مكتبة قطر الوطنية.

 

يأخذ المعرض التراثي زواره إلى التاريخ القديم ويبحر بهم في ذاكرة انتشار العلوم والمعرفة على امتداد العالمين العربي والإسلامي، خلال الحقب التاريخية المختلفة.

 

ويحتوي المعرض على كُتب ومخطوطات تراثية وصور وخرائط تاريخية وغيرها من المواد التي تحكي مقتطفات من تاريخ قطر وتاريخ العلوم العربية الإسلامية والأدب العربي وكتابات الرحالة الذين زاروا المنطقة.

 

ويزخر هذا القسم بمقتنيات ثمينة من المواد التي يعود تاريخها لقرون مضت، مثل الوثائق القديمة الأصلية، والرسائل، والبرقيات، والشهادات، والفواتير، والمئات من المواد الأرشيفية.

 

آلاف المخطوطات والخرائط والصور

 

ومن بين مقتنيات المعرض 4 آلاف مخطوط، و1300 خريطة، و30 ألف صورة.

 

وفي مقابلة مع مراسل الأناضول في الدوحة، أوضحت منسق المجموعات الخاصّة والمعارض بمكتبة قطر الوطنيّة أديبة روميرو، أن "المعرض ينقسم إلى اثني عشر قسماً تتناول تاريخ قطر، والعلوم، والآداب، ومكانة المرأة، والرحالة، والأديان في العالم العربي".

 

وأشارت إلى أن "الأقسام هي مكتبات الأجداد، حكاية القلم، طريق الكتاب، الرحلة المقدسة، لحظات الاكتشافات العلمية القديمة، اللغة والآداب، نساء الشرق، رسم العالم، الإبحار، السفر شرقاً، من خلال العدسة وقطر عبر الزمن."

 

وقالت: "أهم دور لهذا المعرض هو التعريف بدور العلم في الحضارة الإسلامية، ويعطيك فكرة مختلفة واقعية للحضارة الإسلامية ومكوناتها".

 

معرض دائم أول من نوعه

 

وتشير روميرو إلى أن هذه النوعية من المحتويات الموجودة بالمعرض في العادة تحفظ بالمخازن أو الأرشيف ولا يستطيع أحد أن يطلع عليها إلا بإجرءات صعبة جدا".

 

لكن "المعرض هنا متاح ويحوى على غرفة قراءة يمكن لأي زائر او باحث أو مهتم أن يطلع على أي وثيقة أو كتاب بإشراف المكتبة".

 

كما أن المعرض يزخر بكتب كانت هى الأولى المطبوعة في أوروبا.

 

تأريخ لدور المسلمين في العلوم

 

وأشارت روميرو إلى أن المعرض يحتضن أقدم الكتب والمؤلفات المطبوعة باللغة العربية ترجع إلى القرن السادس عشر الميلادي، ومؤلفات للعلماء العرب والمسلمين باللغات اللاتينية في القرن الخامس عشر الميلادي.

 

وقالت إن "هذه الكتب النادرة المترجمة لعلماء عرب ومسلمين تًوضح كيف استفاد الغرب منهم في نقل العلوم بشكل واضح وجلي".

 

ونوهت بأن من أقدم المخطوطات التي تقتنيها المكتبة مجموعة من أربعة أجزاء لصحيح البخاري خُطت في إسبانيا في القرن الثاني عشر الميلادي.

 

وخريطة بطليموس التي طبعت في روما في عام 1478 وهي من أقدم الخرائط الأوروبية المطبوعة، التي ورد اسم قطر فيها باللغة اللاتينية Catara - كتارا.

 

وثائق والخرائط العثمانية

 

وأشارت الباحثة روميرو إلى أن "الخرائط العثمانية تُعد من المقتنيات المتنامية في المكتبة التراثية، حيث تحتوي على مجموعة كبيرة من المواد الفريدة والنادرة في مجال الخرائط العثمانية، وفي مقدمتها خريطة المخطوطة العثمانية التي يبلغ طولها حوالي 4.35 متر، ويعود تاريخها إلى منتصف القرن السابع عشر الميلادي.

 

وتظهر الخريطة مسار دجلة والفرات من منبعهما في منطقة شرق الأناضول وحتى مصبهما في منطقة شط العرب والخليج العربي.

 

وتوضح: "تظهر في هذه الخريطة عدة مدن، بينها مكة المكرمة، بالإضافة إلى مدن أخرى، وقلاع، والطرق التي تربط بينهم".

 

ومن بين أبرز الخرائط العثمانية النادرة في هذا القسم النسخة الكاملة من "أطلس سيديد العثماني" (Cedid Atlas Tercümesi)، الذي يعود تاريخه إلى بدايات القرن التاسع عشر، ونشره محمود رئيف أفندي، وهو واحد من أندر الأطالس في العالم.

 

كما يضم القسم خريطة العالم المدهشة، التي تأخذ شكل قلب ويعود تاريخها إلى عام 1559.

 

وكانت هذه الخريطة، المنسوبة إلى شخص غير معروف كثيرًا يُسمى حاجي أحمد، قد طبعت في مدينة البندقية الإيطالية.

 

وبالإضافة إلى ما سبق، يتضمن هذا القسم خرائط وأطالس عثمانية يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، بالإضافة إلى العديد من المقتنيات النادرة الأخرى.

 

المعرض يحوى خريطة نادرة توضح أطراف وحدود الدولة العثمانية البعيدة وهي خريطة لا توجد لها نسخة أخرى.

 

إضافة إلى أطلس نادر يعرف بالعاصمة الكبرى للدولة العثمانية إسطنبول وتظهر فيها صور العائلات العثمانية وصور إسطنبول القديمة.

 

وصور أصلية قديمة يرجع تاريخها إلى 1800 حول إسطنبول وتركيا، إضافة إلى أول صورة لبيت المقدس ومكة والمدينة المنورة وآيا صوفيا.

 

محتويات مختلفة

 

و تضم المكتبة التراثية أيضاً تشكيلة رائعة من المعدات والأدوات التي استخدمها الرحّالة والمستكشفون والملاحون والمسَّاحون ورسامو الخرائط.

 

ويعود تاريخ معظم هذه الأدوات إلى القرن التاسع عشر، باستثناء بعض المعدّات الملاحية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر.

 

ومن المقتنيات المميزة الأخرى في هذا القسم ساعة جيب شمسية محفورٌ على محيطها أسماء المدن المهمة، بما فيها مكّة المكرّمة، يمكن من خلالها تحديد التوقيت في هذه المدن، وبعض الأدوات لتحديد الاتجاه الصحيح للقبلة، وعدد من آلات "الرُبع" العثمانية والأسطرلابات.

 

مكتبة قطر الوطنية

 

وافتتحت مكتبة قطر الوطنية العام الماضي بعد اكتمال عدد الكتب فيها إلى مليون كتاب.

 

وكان الكتاب رقم مليون هو نسخة نادرة من صحيح البخاري تعود إلى عام 1175، أي قبل 843 عامًا.

 

ويحتوي على عدد من الابتكارات التكنولوجية مثل نظام فرز الكتب الآلي، وشاشات الوسائط التفاعلية، ومحطات الاستعارة والإعادة التلقائية، التي تمكن أعضاء المكتبة من استعارة الكتب وإرجاعها بسهولة ويسر.

 

وتتوزع الكتب على كافة الموضوعات من الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الطبيعية، بينها أكثر من 150 ألف كتاب ومجلة في مكتبة الأطفال واليافعين.


التعليقات