[ الحكيمي ]
سلط برنامج "مغتربون" الذي تبثه قناة الجزيرة الضوء على مسيرة الكيميائي اليمني الكندي الدكتور جميل الحكيمي، رئيس مجموعة شركات "جي أل كيمتيك" للأبحاث.
لم يتوجه الحكيمي إلى كندا مباشرة من اليمن، بل أمضى سنوات التكوين العلمي في ألمانيا، وكان قبل ذلك يحلم بإكمال دراسته في الولايات المتحدة أو أوروبا بعد إنهاء الثانوية، لكن التجنيد الإجباري تلقفه مباشرة ليقضي مدته في أحد معسكرات الأمن المركزي بالعاصمة اليمنية صنعاء.
حصل عقب ذلك على موافقة لإكمال دراسته في ألمانيا. كانت السنة الأولى صعبة مع اللغة الغريبة، لكن السنوات اللاحقة صارت سلسة.
أما جهد الدراسة والبحث فأثمر خلال دراسة الماجستير أربع براءات اختراع، ثم نيل الدكتوراه بتفوق وبشهادة تميز لا يحصل عليها سوى 5% من طلبة الدكتوراه.
إلى كندا
غادر الحكيمي بعدها إلى ليبيا للعمل على تأسيس مجموعة بحثية، وقضى أربع سنوات ومن هناك قرر التقدم بطلب هجرة إلى كندا، ووصلها مع عائلته في فبراير 2000.
وفي الطريق إلى أن يصبح الحكيمي صاحب مجموعة شركات بحثية في مجال الكيمياء ويحقق نجاحا مشهودا في كندا، كان لا بد أن يمرّ على "على جسر من التعب".
فقد بقي ثلاثة شهور يبحث عن عمل، إلى أن قيض له الوصول إلى أستاذ الكيمياء التحليلية البروفيسور أورليك كرول نائب رئيس جامعة تورنتو.
عمل الحكيمي مع كرول مدة بأجر منخفض، ثم التحق بشركة بترو كندا لأربع سنوات قبل أن يؤسس شركته.
لم ينس الحكيمي فضل البروفيسور كرول الذي أخذ بيده وقدم له الكثير من النصح، فتوطدت علاقتهما أكثر وأنجزا معا مشاريع عديدة مشتركة.
الابتكار المذهل
يقول كرول في شهادته إن جميل الحكيمي ليس كيميائيا فقط وإنما موهوب ولديه خبرة واسعة في الكيمياء التخليقية، وهو أيضا قادر على الابتكار بشكل مذهل.
ويضيف يمكن أن تطرح على الحكيمي مشكلات معقدة فيقدم لها عدة حلول وأنت تختار الأكثر قابلية للتنفيذ.
بدوره أشاد مدير مركز دراسات ريادة الأعمال بجامعة تورنتو البروفيسور ستيف فارلو بنجاح الحكيمي، قائلا إن من السهل مقابلة مئات الأذكياء لكن الحكيمي كان يصعد بموهبته ولديه حياة أسرية مشغولة للغاية ويؤسس شركة ويدرس بدوام كامل في الجامعة.
عائلة الحكيمي
العائلة المكونة من الأب والأم وولدين عقدت اجتماعها الشهري، واستمعت إلى اقتراح المغامرة الذي قدمه جميل الحكيمي، وهو أن يترك العمل في شركة النفط والراتب الممتاز إلى مشروع شركة بحوث كيميائية قد ينجح وقد لا ينجح.
العائلة جميعها (باستثناء زوجة الابن) يجمعهم العمل المشترك في الكيمياء، ثم يعودون ليجمعهم البيت ثانية.
جالت الكاميرا في أرجاء المعامل الكيميائية واستمعت إلى العلماء الكيميائيين وهو يشيدون بفرص الإبداع التي يتيحها الحكيمي، إذ لا يبخل بعلمه عليهم، كما لا يتوانى عن توفير بيئة عمل صحية.