[ محمد علي الحوثي ]
أكدت مصادر موثوقة في صنعاء أن ميليشيات الحوثي الانقلابية أطلقت مؤخرا برنامجا فكريا توعويا يستهدف استقطاب الموظفين الحكوميين خصوصا شاغلي الوظائف العليا، وتجنيدهم للعمل لصالح ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وكشفت المصادر لـ"العربية نت" أن البرنامج الذي يعد بمثابة "غسيل أدمغة" يقوم على دورات تثقيفية وتوعوية تنفذ بطريقة سرية وتتراوح فتراتها الزمنية بين أسبوع وأسبوعين وشهر كامل، ويكون خلالها الشخص المنخرط في الدورة معزولا تماما عن محيطه بما في ذلك أسرته، كما يتم تجريده من هاتفه الشخصي ولا يسلم له إلا بعد انتهاء الدورة.
ولفتت المصادر إلى أن الدورات التي تمتد لأسبوعين أو أكثر يتم عقدها في أماكن مجهولة بمحافظة صعدة التي تعد المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، فيما الدورات التي تستمر فقط لمدة أسبوع يجري تنظيمها في مقرات سرية بداخل العاصمة صنعاء أو مناطق قريبة منها.
إغراءات وتهديدات
وقال مدير عام بوزارة سيادية لـ"العربية نت" إنه ومنذ عدة أسابيع يواجه ضغوطا من جانب الحوثيين لإلحاقه بإحدى تلك الدورات، مشيرا إلى أنه ما زال يقاوم تلك الضغوط رغم تلويحاتهم له بالإغراءات تارة وبالتهديدات المبطنة تارة أخرى.
هذا المدير العام الذي يصنف باعتباره كادرا حكوميا مهنيا رغم انتمائه نظريا لحزب المؤتمر الشعبي العام، فضل الإشارة إلى اسمه بـ"ش.ع" وتحدث قائلا "الوزارة التي أعمل بها جاءت من حصة الحوثيين في الحكومة التي شكلها الانقلابيون أواخر نوفمبر الماضي، وقبل نحو أسبوعين جاءني نائب الوزير الذي هو أيضا حوثي، وقال لي إن الوزير يشيد بكفاءتي وبكوني أحظى بتقدير كل الأطراف، ثم عرض عليّ الالتحاق بإحدى الدورات التوعوية التثقيفية التي تقيمها جماعته، ولكنني حاولت الاعتذار باختلاق أعذار وظروف خاصة، غير أنه استمر في طرح الموضوع إلى أن قال لي قبل أيام وبالحرف الواحد "التحاقك بالدورة سيكون عاملا حاسما عند اتخاذ قرار بترقيتك وظيفيا"، مضيفا أنه "طرح عليّ الأمر بناء على توجيهات عليا".
كوادر "متحوثة"
ونوه بأن بعض الكوادر "الانتهازية" داخل الوزارة التحقت بتلك الدورات وأصبحت "متحوثة" ليس عن قناعة وإنما لترتيب أوضاعها والحصول على ترقيات وامتيازات.
ومنذ انقلابها على الشرعية مطلع 2015 عمدت ميليشيات الحوثي إلى إقصاء وإزاحة شاغلي الوظائف العليا بالوزارات والدوائر الحكومية عبر تعقب وملاحقة الكوادر المنتمية لأحزاب مؤيدة للشرعية وإجبارهم على مغادرة صنعاء أو حتى النزوح إلى خارج البلد، وكذلك إصدار قرارات تعيينات لموالين لها في مناصب بعضها كان يشغلها موالون لحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه المخلوع صالح.
ولأن الفترة الماضية قد كشفت أن ميليشيات الحوثي لا تمتلك كوادر حكومية مهنية وذات كفاءة وأن من تم تعيينهم ليس لهم من مؤهلات سوى كونهم ينتمون إلى عائلات هاشمية ومن يطلق عليهم "السادة" أو أنهم مسلحون قاتلوا في صفوف المتمردين، فقد اهتدت الجماعة إلى وسيلة جديدة تضمن لهما استقطاب وتجنيد الكوادر الحكومية المؤهلة التي قد يسهل "تحويثها"، خصوصا أولئك الذين يصنفون كمستقلين، أو من المتحزبين العاديين غير العقائديين أو الفاعلين تنظيمياً.