في ظل الموقف الأمريكي.. هل تشتعل المعركة بين السعودية وإيران في اليمن؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 24 يونيو, 2019 - 10:55 مساءً
في ظل الموقف الأمريكي.. هل تشتعل المعركة بين السعودية وإيران في اليمن؟ (تقرير)

[ التصعيد والتوتر بين السعودية وإيران وتأثيراته على الحرب في اليمن ]

ازداد التوتر -مؤخرا- بشكل ملحوظ بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، على خلفية التهديدات والهجمات التي طالت السفن التجارية وناقلات النفط وإسقاط الأخيرة طائرة مسيرة للأولى.

 

توجهت الأنظار إلى الموقف الأمريكي الذي يمكن أن تقوم به واشنطن حيال الاستفزاز الذي تمارسه طهران، وبدأ الرد الأمريكي حاسما عقب التصريحات التي أدلى بها مسؤولون.

 

برغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها أن إيران ارتكبت خطأ جسيما، إلا أن الأمور اتجهت نحو التهدئة ولم ترد واشنطن بضربة عسكرية على إيران.

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وصل صباح اليوم الاثنين إلى السعودية، وأكد استعداد بلاده للتفاوض مع إيران دون أي شروط مسبقة، لتخفيف التوترات في الخليج.

 

وللاتفاق النووي الإيراني أثر كبير على سلوك طهران في المنطقة، فهي تستخدمه للتفاوض والضغط، وذات الأمر يحدث من قِبل الأمريكان الذين انسحبوا منه والأوروبيين.

 

دعم الحلفاء

 

في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة كل ذلك التوتر، واصلت جماعة الحوثي حليفة إيران باليمن التصعيد ضد السعودية وإطلاق مزيد من الصواريخ وشن هجمات عليها.

 

وبالنظر إلى مدى تأثير تراجع واشنطن على السعودية عن شن هجوم على طهران، قال الباحث في الشؤون الإيرانية عدنان هاشم إن هناك خشية فعليه من انتقال التوتر في مياه الخليج إلى اليمن.

 

وتوقع في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن تنقل الولايات المتحدة وإيران التوتر إلى حلفاء طهران بالمواجهة والدعم.

 

واستدرك "لكن ذلك يعني زيادة الفاعلين الدوليين في اليمن، ما يجعل بلادنا والمنطقة في خطر أكبر، وسيكون مؤثرا على خطط السعودية، لذا لا تريد الوصول إلى هذه النقطة الحرجة".

 

وبحسب هاشم فإن ضربات الحوثيين على السعودية، لا يمكن فصلها عن تهديدات إيران للمنطقة، فهي جزء من إستراتيجية "حافة الهاوية" الإيرانية.

 

ولا يمكن فهم الإستراتيجية السعودية في اليمن -ربما لا تملك إستراتيجية كاملة- لكن على الأرجح أنها ستقبل بتفاوض جزئي مع الحوثيين، على حد قوله.

 

حسابات الربح والخسارة

 

الكاتب الصحفي أمجد خشافة من جانبه لم يذهب بعيدا عن ما يعتقده هاشم، ورأى أن أي عمل عسكري ضد إيران سيؤثر على الخليج أكثر من خيار التراجع.

 

وعلل ذلك لـ"الموقع بوست" بالقول إن خوض أمريكا في عمل عسكري سيكلف السعودية أكثر في الجانب الاقتصادي، إذ إن ترامب لا يمكن أن يخوض حربا مع إيران إلا من خزينة الخليج والرياض تحديداً التي ستدفع كلفتها.

 

واستطرد خشافة "إضافة إلى أن أي معركة ضد إيران ستساعدها على خلق محور إقليمي ودولي ضد أمريكا وإيران وتجنيد الشيعة العرب وتكثيف هجماتهم على المملكة، وبهذا فإن خيار تراجع أمريكا عن خوض الحرب خيار أقل كلفة على السعودية".

 

لكن مع ذلك فإن خشافة يؤكد أن إيران ستواصل الإيعاز للحوثيين بشن هجمات على الأراضي السعودية كما هو حاصل الآن.

 

وتحاول واشنطن كما يبدو الاستفادة من التوتر الحاصل في المنطقة، وتعمل على بناء تحالف عالمي لمواجهة إيران، وهي تؤكد استعدادها لمواجهة أي طوارئ قد تحدث.


التعليقات