تعمل فوق طاقتها ومثقلة بالأعباء.. هكذا فسر معهد واشنطن فشل الدفاعات الجوية السعودية
- غرفة الأخبار الجمعة, 27 سبتمبر, 2019 - 08:59 مساءً
تعمل فوق طاقتها ومثقلة بالأعباء.. هكذا فسر معهد واشنطن فشل الدفاعات الجوية السعودية

[ معهد واشنطن: فشل الدفاعات الجوية السعودية لافتقارها بشكل كبير إلى التنسيق ]

قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن فشل المملكة العربية السعودية في اعتراض الهجوم الأخير الذي استهدف معملي أرامكو في بقيق وخريص يعود إلى فقدان الدفاعات الجوية طاقتها.

 

وأضاف المعهد في دراسة له أعدها الباحثان "مايكل نايتس"، و "المقدم كونور هايني"  بأنه ليس هناك سرّ غامض في أسباب فشل السعودية في اعتراض الهجوم الأخير على بقيق وخريص: فقد فاقت دفاعاتها الجوية طاقتها، وافتقرت بشكل كبير إلى التنسيق، وعدم تشغيلها في ظل أجواء مهيّأة للحرب.

 

وبحسب التقرير فإن هجمات الحوثيين من اليمن، أدّت الحرب المستمرة إلى إرغام الرياض على تحويل العديد من قوات الدفاع الجوي نحو الجنوب الغربي من البلاد. ووفقاً للبيانات السعودية، أطلق المتمردون الحوثيون 1204 طائرة بدون طيار و 1207 صاروخاً باليستياً بعيدة المدى عبر الحدود بين آذار/مارس 2015 وآب/أغسطس 2019. وشملت بعض تلك الضربات صواريخ باليستية بعيدة المدى تصل إلى الرياض وينبع، بينما ركزت هجمات أخرى على صواريخ قصيرة المدى ومنخفضة الارتفاع، الأمر الذي يمثل تحدياً دفاعياً جوياً معقداً.

 

وذكر أن التوغل الإيراني المنطلق من العراق: في 14 أيار/مايو، تم استهداف محطات سعودية لضخ النفط بطائرتين بدون طيار بعيدتَي المدى، تم إطلاقهما من العراق. وبذلك سجّلت هذه الضربات تجديداً في نقاط الانطلاق وتحليقاً على ارتفاع منخفض.

 

نقاط الضعف المعروفة

 

وفقا للمعهد فإن قائمة التهديدات المذكورة أعلاه تشير إلى أن هجوم الرابع عشر من أيلول/سبتمبر الجاري جاء في وقتٍ كانت فيه الدفاعات الصاروخية السعودية تعمل فوق طاقتها ومثقلة بالأعباء.

 

وتوقع المعهد أن الضربة المزدوجة التي نُفّذت بواسطة طائرات بدون طيار وصواريخ جوالة قد دخلت المملكة من ناحية الشمال بالقرب من الحدود مع العراق والكويت، الأمر الذي شوّش الدفاعات الجوية التي تحمي المناطق المستهدفة لأن معظمها يواجه الشرق ولا يتمتع بتغطية كاملة على مدار 360 درجة. والواقع أن هذا المسار، مقروناً بإمكانيات التحليق على ارتفاع منخفض التي تتمتع بها الأسلحة المستخدمة، قد استغل الثغرات التي يعاني منها نظام الدفاع الجوي المتكامل بسبب شحّ أنظمة الرادار والعوائق المادية مثل تقوّس الأرض.

 

يقول التقرير "لقد كان أمام إيران عقود طويلة لرصد الدفاعات الجوية السعودية ومن المحتمل أنها أدركت جميع نقاط الضعف هذه. وربما كان الهدف من الهجوم الذي وقع في 14 آيار/مايو من العراق هو اختبار نفس نقاط الضعف هذه".

 

وأرجع المعهد أيضا إلى أن المشكلة الأخرى تكمن في فشل النظام السعودي في الرد [على الهجوم] عندما أشارت المعلومات التفصيلية من وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير المحلية إلى هجوم وشيك. ولا يتعين على شبكة المراقبة الجوية الاعتماد على الرادارات والتقنية ذات الصلة فقط . ومع ذلك، فشل نظام الدفاع الجوي السعودي المتكامل في دمج المعلومات المتاحة بسهولة في هذه الحالة، مما يعكس نقص التدريب في الدفاعات الجوية في شمال البلاد. وفي المقابل، أصبح مجموع العاملين الأكثر خبرة على الجبهة اليمنية بارعين في استخدام أجهزة المراقبة البصرية للمساعدة في توجيه الرادارات إلى المتجه الصحيح في وضع الشعاع الضيق، مما يمنحها الحساسية اللازمة لتحديد الأهداف الصغيرة.

 

يضيف التقرير " وحتى لو تم إصدار تحذير مناسب، فإن اعتراض الهجوم كان سيصبح أمراً صعباً ومحفوفاً بالمخاطر في الأنظمة الحالية التي تملكها السعودية. فمدافعها الأقدم المضادة للطائرات والموجهة بالرادار من طراز "سكايغارد" وصواريخ أرض-جو القصيرة المدى من طراز "شاهين" التي تملكها، قد صُممت لمواجهة الطائرات وقد تواجه صعوبات في اعتراض صواريخ وطائرات بدون طيار أصغر حجماً وأبطأ سرعة".

 

وأشار إلى أن استخدام أنظمة الدفاع هذه في المناطق المبنية أو المجال الجوي المدني قد يثير مخاوف بشأن الأضرار الجانبية وعدم تحديد الهوية.

 

ولفت التقرير "لتقليل هذه المخاطر إلى الحد الأدنى أثناء الانخراط في هجوم بنجاح خلال الدقيقتين إلى الثلاث دقائق بين اكتشاف الهجمات وفترة تأثيرها على الأهداف، سيحتاج الطاقم المحلي إلى اتخاذ إجراءات جريئة ودقيقة وأخذه في نظر الاعتبار وجود مساحة صغيرة لسوء التقدير".

 

المشاكل والحلول

 

وتابع معهد واشنطن أن "المشاكل الرئيسية في شبكة الدفاع الجوي السعودية، لا تكمن في أنواع صواريخ الاعتراض الموجودة لديها، وبالتالي فإن شراء المزيد من هذه الأنظمة لا يشكل حلاً".

 

وحول عرض روسيا بيع صواريخ من طراز "إس-400" للمملكة، قال المعهد إن تزويد الرياض بـ"إس-400" ليس حلا، ولكن إذا كانت صواريخ الاعتراض الروسية هي الحل، لكان الوضع في سوريا المجاورة سيبدو مختلفاً تماماً - فلم تكن القوات الإيرانية هناك قد تعرضت للضرب بشكل متكرر من قبل إسرائيل، ولم تكن الطائرات بدون طيار لتنظيم «الدولة الإسلامية» قد ضَربت بانتظام المواقع الروسية في قاعدة "حميميم" الجوية، ولم يكن المرتزقة الروس في دير الزور قد سُحقوا من قبل طائرات سلاح الجو الأمريكي في شباط/فبراير 2018.

 

وقال معهد واشنطن إن ما تحتاجه السعودية فعلاً هو المشورة الأمريكية حول كيفية إيجاد مزيجٍ من الحلول الكفيلة بردع الهجمات المستقبلية وزيادة فعالية نظام الدفاع الجوي المتكامل.

 

وذكر التقرير "من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد ساهمت في تحسين قدرة الدفاعات السعودية الموجّهة نحو اليمن على اعتراض الهجمات المنخفضة الارتفاع، لذلك يجب الارتقاء بالدفاعات الموجهة نحو الشمال ونحو الشرق لتصل إلى المستوى نفسه. ويمكن أن يؤدي تحليل نقاط الضعف التي تشوب نظام المراقبة الجوية إلى التوصل إلى حلول مصممة خصيصاً للحد من البقع المحجوبة وتكوين صورة أكثر دقة عن التهديدات الآتية. ويمكن أن يساعد النقل المتكرر وغير المتوقّع للمكونات الرئيسية لنظام الدفاع الجوي المتكامل مثل رادارات "باتريوت" وأنظمة الدفاع قصيرة المدى، على تعقيد أي تخطيط إيراني مستقبلي، وهو الأمر بالنسبة لاستخدام عمليات التمويه والإخفاء والخداع".

 

وعن الحلول الفعالة يقول المعهد إنّ الاستثمار في أنظمة دفاعية قصيرة المدى وأكثر حداثة على غرار منظومة "أفنجر/سانتينل" (Avenger/Sentinel) الأمريكية أو "بانتسير" (Pantsir) الروسية قد يمكّن السعوديين من توسيع نطاق التغطية في خطهم الدفاعي الأخير، خاصةً مع أنظمة المراقبة الجوية الحديثة الإضافية. وفي غضون ذلك، يمكن أن يؤدي تطوير سيناريوهات تدريب أكثر صرامة مع تعزيز المساءلة والتفكير الناقد إلى زيادة فعالية النظام الحالي بأقل تكلفة.

 


التعليقات