الإرهاب في اليمن بين المصالح والدوافع والحضور الدولي (دراسة خاصة)
- عامر الدميني الثلاثاء, 07 فبراير, 2017 - 04:00 مساءً
الإرهاب في اليمن بين المصالح والدوافع والحضور الدولي (دراسة خاصة)

[ في إطار الحرب على الارهاب قتل انور العولقي ونجله وإبنته ]

فجر التاسع والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، كانت الطفلة (نورا العولقي 8 أعوام)، على موعد مع الموت في غارة عسكرية، شنها الجيش الأمريكي في المكان الذي تسكن فيه مع عائلتها بمنطقة رداع، الواقعة إلى الجنوب الشرقي للعاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحوالي (268 كيلو).
 
تنتمي (نورا) لأسرة تحمل الجنسية الأمريكية، وتعد الثالثة من أسرتها التي تقتل في سياق الحرب على الإرهاب في اليمن.
 
وبمقتلها تكون (نورا) قد لحقت بأبيها أنور العولقي المولود في أمريكا، والذي لقي مصرعه في غارة لطائرة أمريكية في الـ30 من سبتمبر/أيلول 2011م في قصف لطائرة بدون طيار، بعد أن أصبح على رأس قائمة المطلوبين لليمن والولايات المتحدة في قضايا الإرهاب، وينظر إليه مكتب التحقيقات الفيدرالي بوصفه الملهم الروحي لتنظيم القاعدة.
 
وبنفس طريقة استهداف أنور العولقي قتل النجل الثاني له (عبدالرحمن 16 عاما) بغارة أمريكية في شبوة في العام 2011، لتصبح هذه الأسرة أكثر الأسر اليمنية التي تسقط في الحرب الأمريكية على الإرهاب في اليمن.
 
لكن، ما يبدو ملفتا أن رحيل (نورا) بتلك الطريقة التي قتلت بها ضمن العملية الأمريكية الأخيرة، ولد تعاطفا كبيرا معها، وربما مع أسرتها، بخلاف رحيل شقيقها ووالدها، فقد جعل اليمنيون من صورتها بروفايل شخصي في صفحاتهم داخل مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيرا عن حزنهم لرحيلها، وغضبهم من تلك العملية التي خطفت روح طفلة لا علاقة لها بالإرهاب، ولا تعرف أن تتهجى كلمة (أمريكا) بحسب تعليقاتهم.
 
ومن الواضح أن هذه العملية ستلحقها العديد من العمليات التي ستستهدف تنظيم القاعدة في اليمن في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب، خاصة مع فشلها في تحقيق أهدافها، والتخبط والارتباك الذي بدا واضحا عقب تنفيذ العملية، خصوصا مع نشر الفيديوهات التي قيل بأنه تم العثور عليها في العملية، وتم حذفها لاحقاً.
 
فالعملية التي توصف بأنها أولى عمليات ترامب الخارجية، انتهت بالفشل كما يصفها محللون أمريكيون، وبالتالي من المرجح أن تعمد واشنطن للبحث عن انتصار معنوي بعد الإخفاق الذي أصابها بالتعاون مع حلفائها بالمنطقة، وهو ما بدت بوادره تلوح بالأفق، من خلال التصريحات التي أطلقها مسؤولون أمريكيون، بخصوص إيران وعلاقتها بالمتمردين الحوثيين واتهامهم بالإرهاب، وتتماهى تلك التصريحات مع رغبة التحالف العربي المتطلع هو الآخر لتحقيق انتصار عسكري على المليشيا الانقلابية في اليمن، وموقف حازم من واشنطن حيال ذلك.
 
وبالتالي فمن المرجح أن تتلاقى جهود الطرفين لمعركة واحدة تستهدف تنظيم القاعدة بالنسبة لواشنطن، وتستهدف المليشيا الانقلابية بالنسبة للتحالف العربي.
 
لكن هل ستنجح الحرب على القاعدة في اليمن؟
 
تأريخ القاعدة
 
عند الرجوع لتأريخ ظهور القاعدة في اليمن يتضح أنها جاءت من خارج اليمن، وليس من داخلها، لكنها لاحقا وجدت ملاذا آمنا، وساهمت عوامل عديدة في نموها وتحولها إلى تنظيم له قياداته وأفراده ومناطق تواجده.
 
وظهرت القاعدة مع عودة كثير من المقاتلين في أفغانستان، مطلع التسعينات، وتوزعهم على مختلف دول العالم، وهي الفترة التي ظهر فيها تنظيم القاعدة كتنظيم دولي من خلال الهجمات التي نفذها في أكثر من دولة حول العالم، كتفجير مركو التجارة العالمي في نيويورك في الـ26 من فبراير 1993م، وما تلاها من عمليات إرهابية شهدتها عدة عواصم حول العالم، كمدريد وتونس ونيروبي، والرياض.
 
وتظهر الحوادث الإرهابية التي وقعت في اليمن أن التنظيم سجل حضوره بشكل مبكر، فقد كان أول عمل إرهابي للقاعدة في الـ29 من ديسمبر 1992م، حين هاجمت عناصر من التنظيم فندقا في عدن مستهدفاً جنوداً من المشاة البحرية الأمريكية، ومثل ذلك أولى هجمات القاعدة على الولايات المتحدة الامريكية خارج أراضيها.
 
الحرب ضد تنظيم القاعدة تواصلت أثناء فترة حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بدعم أمريكي واسع النطاق، لكن ذلك لم يحد من قدرة التنظيم، ولم يستطع إزالة المخاطر عنه، باعتباره مهددا لأمن اليمن والمنطقة والعالم، بل إن التنظيم شهد خصوبة غير عادية أهلته للعب أدوارا كبيرة داخل اليمن، تجلت في إعلانه بكيان واحد مع تنظيم شبه الجزيرة العربية.
 
ومن أبرز الاسباب التي قادت إلى هذا السياسة التي اتبعها الرئيس السابق (صالح) مع التنظيم، والحرب على الإرهاب بشكل عام، وهي سياسة اتسمت بتحويل القاعدة والحرب عليها الى أداة ابتزاز للغرب، وتحويل عملية الحرب على الإرهاب إلى وسيلة لاكتساب المشروعية في البقاء على سدة الحكم في اليمن.
 
إرهاب خاضع للمزاج السياسي
 
وبالرجوع إلى العمليات الإرهابية التي تعرضت لها اليمن يتضح كيف أن تلك الحوادث خضعت للمزاج السياسي لدى صالح، وارتبطت ببقائه بالحكم، وبالأهداف التي تخدم صالح ونظامه فقط.
 
فمنذ حادث استهداف المدمرة الأمريكية كول بميناء عدن، وما تلاها من عمليات انتحارية نجد أنها تركزت جميعها في مدن الأطراف كحضرموت ومأرب، والقليل منها وقع في العاصمة صنعاء على النحو التالي:
 
12 أكتوبر 2000م: تفجير المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن.
 
30 ديسمبر 2002م:  مقتل ثلاثة عمال أمريكيين في مستشفى جبلة بمحافظة إب.
 
2 يوليو 2007م:  تفجير انتحاري يتسبب بمقتل ثمانية سياح إسبان وسائقين يمنيين لهم في مأرب.
 
18 يناير 2008م: مقتل سائحين بلجيكيين ويمنيين اثنين برصاص عناصر إرهابية في حضرموت.
 
17 سبتمبر 2008م: مقتل 19 شخصا جراء استهداف السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء.
 
كل تلك الحوادث باستثناء الأخير وقعت بعيدا عن المركز ممثلا بالعاصمة صنعاء، حيث مقر الحكم، وضربت مدن الأطراف، التي ظلت بعيدة عن وجود سلطة حقيقية تعمل على الحد منها، وتكافح وجود تنظيم القاعدة هناك.
 
لكن بالرجوع إلى حقبة ما بعد رحيل صالح عن السلطة في العام 2011م، إثر ثورة شعبية شملت المحافظات اليمنية وأرغمته على الخروج من الحكم، وتولى نائبه عبدربه منصور هادي الرئيس الحالي لليمن، تظهر مؤشرات جديدة في سياق الأعمال الإرهابية التي شهدتها اليمن.
 
وتظهر العمليات الإرهابية التي وقعت بعد العام 2011م انتقالها من الأطراف إلى المركز، في عملية معاكسة لما كان الوضع عليه أثناء حكم صالح لليمن.
 
وهذا الأمر بحد ذاته يسلط الضوء على كيفية إدارة ملف القاعدة والحرب على الإرهاب في اليمن من قبل المخلوع صالح، ومن خلال هذا السرد لأبرز العمليات التي وقعت في صنعاء أثناء تواجد الرئيس هادي فيها تصبح الصورة أكثر وضوحاً:
 
21 مايو 2012م: تفجير انتحاري يستهدف جنود الأمن المركزي في ميدان السبعين.
 
27 يوليو 2012م: تفجير انتحاري يستهدف طلاب كلية الشرطة في العاصمة صنعاء.
 
5 ديسمبر 2013م: مسلحون بلباس عسكري يقتحمون مجمع وزارة الدفاع في صنعاء.
 
9 اكتوبر 2014م: تفجير انتحاري في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء.
 
20 مارس 2015م: وقوع تفجيرين في مسجدي بدر والحشوش بأمانة العاصمة.
 
مع العلم أن كل تلك الحوادث تبناها تنظيم القاعدة لاحقاً، وهو ما يظهر وجود تواطؤ وتلاعب بملف القاعدة، ووجود قدرة لدى المخلوع صالح ومقربيه من إدارة القاعدة وتوجيهها نحو الوجهة التي يرغبون، ونذكر هنا بالتصريحات التي أدلى بها ما بات يعرف بـ"مخبر القاعدة"، وهو الفيلم الذي بثته قناة الجزيرة، وظهر فيه أحد المجندين المقربين من عمار صالح نجل شقيق الرئيس السابق، وهو يكشف الكثير من الحقائق في هذا الجانب.
 
الانتقال الى عدن
 
الأمر الآخر الملفت في هذا الجانب، ويعزز وجود صالح خلف تلك الأعمال الإرهابية، أو توجيهها الوجهة التي يريد، هو انتقال العمليات الإرهابية من العاصمة صنعاء حيث كان الرئيس عبدربه منصور هادي يمارس مهامه الرئاسية خلفا لصالح، إلى مدينة عدن، وهي المدينة التي انتقل إليها الرئيس هادي وأعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد، بعد الإقامة الجبرية التي فرضها عليه المتمردون الحوثيون بمساعدة من قوات المخلوع صالح نهاية العام 2014م.
 
ونورد هنا أبرز العمليات الإرهابية التي وقعت في عدن بعد انتقال هادي إليها، وتبناها تنظيم القاعدة لاحقا:
 
6 اكتوبر 2015م: هجوم انتحاري يستهدف مقر الحكومة.
 
6 ديسمبر 2015م:  مقتل محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد.
 
4 مارس 2016م: مجزرة مروعة في دار للمسنين.
 
23 مايو 2016: تفجيران انتحاريان في محيط معسكر بدر يؤديان إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
 
29 أغسطس 2016م: تفجير انتحاري يستهدف مجندين جدد.
 
10 ديسمبر 2016م: عشرات القتلى والجرحى بانفجار استهدف جنودا بمعسكر الصولبان.
 
18 ديسمبر 2016م: مقتل وإصابة العشرات بتفجير انتحاري استهدف جنودا قرب معسكر الصولبان.
 
وتمثل هذه أبرز الحوادث الإرهابية التي شهدتها مدينة عدن، خلافا لعشرات الحوادث من التفجيرات والاغتيالات التي باتت مظهرا من مظاهر الفوضى الأمنية التي تعيشها المدينة منذ تحريرها من المتمردين منتصف العام 2015م، وانتقال الرئيس هادي والحكومة اليمنية للعمل منها.
 
استغلال الفراغ والضعف
 
من الواضح أن تنظيم القاعدة، يستغل الفراغ السياسي، وحالة الهشاشة التي يمر بها أي نظام، وينطبق هذا الحال على الوضع في اليمن، وتبين بيانات نسردها في هذه المادة، أن فترة الضعف والهشاشة والصراع السياسي والفراغ الدستوري والحروب تمثل أبرز العوامل التي تعمل على إنعاش تنظيم القاعدة، وضخ الدماء فيه من جديد.
 
ونسرد هنا بيانات الأعمال الإرهابية التي وقعت في اليمن وفقاً لقاعدة بيانات الإرهاب العالمي (GTD) على موقعها في الإنترنت، وهي قاعدة بيانات مفتوحة المصدر بما في ذلك المعلومات عن الأحداث الإرهابية في جميع أنحاء العالم، من عام 1970م حتى عام 2015م، والتي تعرف الإرهاب بأنه استخدام للتهديد أو الفعلي للسلاح غير الشرعي، والعنف من قبل جهة غير حكومية، لتحقيق هدف سياسي، واقتصادي، وديني، أو اجتماعي من خلال الخوف والإكراه، أو الترهيب.
 


تظهر البيانات أن أعمال الإرهاب ظلت متذبذبة طوال السنوات الأولى، لكن وتيرتها ارتفعت في السنوات الأخيرة لحكم الرئيس السابق (صالح) مسجلة أعلى رقم لها في العام 2010م بـ(112) حالة، وهي السنة الأخيرة لحكمه، قبل الإطاحة به، أما العام اللاحق (2011م) وهو العام الذي اندلعت فيه الثورة الشعبية، فقد شهد زيادة طفيفة وصلت إلى (118) حالة.
 
لكن خلال الأعوام الأربعة التالية ارتفعت وتيرة الأعمال الإرهابية داخل اليمن، لتصل أعلى ذروتها في العام 2014م، وهو العام الذي وقع فيه انقلاب المتمردين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق (صالح) على الحكم في اليمن.
 
والجدير بالإشارة هنا أن الأعوام الأربعة (2012-2015) هي الفترة التي كان فيها الرئيس عبدربه منصور هادي، يدير شؤون الحكم في اليمن صوريا، بينما ظلت أجهزة الأمن والقوات المسلحة تابعة بشكل فعلي للرئيس السابق (صالح)، وهو ما ظهر واضحا خلال اجتياح المتمردين الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر من العام 2014م، حين اقتحموها دون أي مقاومة من قبل القوات المسلحة اليمنية، وأظهرت لاحقا تسجيلات لمكالمات هاتفية بثتها قناة الجزيرة خلال العام 2016م وجود علاقة وتنسيق بين المتمردين الحوثيين والرئيس السابق (صالح)، يأتي على رأسها مساندة الجيش الخاضع له للحوثيين، وعدم اعتراضه على دخولهم العاصمة صنعاء.
 
واشنطن مستفيدة
 
ورغم أن واشنطن واصلت عملياتها العسكرية ضد تنظيم القاعدة في اليمن إبان فترة حكم الرئيس السابق (صالح)، إلا أنها لم تحقق أهدافا كبيرة مثلما حققتها بعد رحيله.
 
إذ استغلت واشنطن فترة الصراع السياسي داخل اليمن منذ 2011م حتى اليوم، وعدم وجود نظام سياسي مستقر في إلحاق أكبر هزيمة بتنظيم القاعدة، فشنت أكبر عدد من الغارات الجوية على شخصيات ومواقع للتنظيم في أكثر من محافظة يمنية، أبرزها مأرب وشبوة وحضرموت والبيضاء، ولم يُعرف بعد الطرف الذي قدم لها عملية الدعم اللوجستي من الداخل في هذه المعركة.
 
وتمكنت واشنطن خلال هذه الفترة من قتل قيادات رفيعة في تنظيم القاعدة كناصر الوحيشي الذي قتل في الـ12 من يونيو/حزيران 2015م بغارة لطائرة بدون طيار في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن.
 
وقبل ذلك مقتل أنور العولقي في غارة لطائرة أمريكية في الـ30 من سبتمبر/أيلول 2011م في قصف لطائرة بدون طيار.
 
وتسعى واشنطن حاليا وراء قاسم الريمي الذي عينه التنظيم خلفا لناصر الوحيشي، وتشير مصادر مطلعة لـ(الموقع بوست) أن الغارة الأخيرة التي نفذتها القوات الأمريكية بالبيضاء كانت تستهدف بدرجة رئيسية قاسم الريمي، بعد أنباء تؤكد انتقاله إلى هناك عقب الحرب التي تعرض لها التنظيم في مدينة حضرموت، وتذكر المصادر أن قاسم الريمي يقطن في مسافة قريبة من المنازل التي تعرضت للهجوم، لكنه تمكن من الفرار والإفلات.
 
لذلك يبدو من اللافت أن واشنطن غير مستعدة لحسم المعركة الجارية في اليمن بين الحكومة والشرعية والمتمردين الحوثيين لصالح أي طرف، حتى تتمكن من تحقيق العديد من الأهداف في هذا الجانب، مستغلة غياب نظام سياسي حقيقي يبسط سيطرته على كافة الأرض اليمنية، وهو ما يشجعها أكثر على الإفلات من العقاب، ويجعل كل الأطراف على مقربة منها، ويسعون لاسترضائها.
 
معركة التحالف العربي مع القاعدة
 
في مقابل التدخل العسكري الذي أعلنته التحالف العربي في الـ26 من مايو 2015م لإعادة الشرعية في اليمن، بعد الانقلاب الذي نفذه المتمردون الحوثيون وقوات الرئيس السابق، سعى التحالف العربي بعد أشهر من عملياته العسكرية إلى فتح جبهة عسكرية مقابلة ضد عناصر القاعدة في اليمن، في إطار الحرب على الإرهاب.
 
ودشن التحالف حربه تلك على مواقع ضد تنظيم القاعدة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت الساحلية (شرق اليمن)، وطوال شهر مارس/آذار من العام 2016م كان التحالف العربي قد وجه عدة غارات جوية على مواقع التنظيم، وأجبره على الخروج منها، وبحلول السابع من مايو/أيار 2016م كانت العملية العسكرية ضد القاعدة بوادي وصحراء حضرموت قد أنتهت، وباتت حضرموت شبه آمنة، ووصلها الرئيس هادي في الـ24 من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، في أول زيارة له.
 
تلك العملية أعقبها تواجد لقوات تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة بمساعدة لوجستية من الجيش الأمريكي، ويكشف مصدر محلي لـ(الموقع بوست) عن تواجد قيادات من الجيش الأمريكي لإدارة المعركة هناك بالتنسيق مع الجانب الإماراتي، ويتخذون جميعا من مطار الريان المدني مقرا لعملياتهم، وسجنا واسعا للمشتبه بعلاقاتهم بالإرهاب، وكشفت عملية البيضاء السالفة الذكر عن اشتراك قوات إماراتية إلى جانب القوات الأمريكية في العملية، وهو ما يشير إلى مظاهر التعاون بين الجانبين.
 
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرئيس هادي كان قد وعد بإخلاء مطار الريان، وإعادة تشغيله في منتصف يناير المنصرم، لكن ذلك لم يحدث بسبب استمرار التواجد العسكري الخارجي هناك.
 
وأدت معركة المكلا ضد تنظيم القاعدة، إلى خروج أنصاره نحو مناطق أخرى داخل اليمن، وكان أبرزها عودتهم إلى محافظة أبين (جنوب اليمن) والتي تشهد في الوقت الراهن سجالا من الهجمات مع القوات الأمنية هناك، إضافة إلى مدينة البيضاء، التي ترجح معلومات أن بعض من قيادات التنظيم تسربت إليها.
 
وضع جديد
 
مع تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وإعلانه المتكرر الحرب على الإرهاب، يبدو أن فصلا جديدا من الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن سيبدأ، خاصة بعد فشل أولى العمليات للجيش الأمريكي داخل اليمن.
 
وبدت أمريكا أكثر جدية في التعامل مع هذا الملف عندما أرسلت المدمرة الأمريكية (كول) إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب مؤخراً، بالتزامن مع توجهها لفتح شراكة واسعة مع التحالف العربي في اليمن.
 
ولا يبدو حتى اللحظة بروز أيا من السيناريوهات المحتملة سيتحقق على ضوء التطورات الأخيرة، فهل ستسعى واشنطن بالفعل لشن حرب واسعة لاستئصال التنظيم، وكيف سيؤثر هذا على الحرب لإعادة الشرعية في اليمن؟ أم أن الأمر سيظل كما هو عليه حتى قيام نظام سياسي متماسك يتولى عملية التنسيق مع واشنطن والتحالف العربي في الحرب على القاعدة.
 


التعليقات