تزايد منسوب الاختلالات في تعز.. من يقف وراء خلايا الفوضى؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 26 نوفمبر, 2018 - 07:19 مساءً
تزايد منسوب الاختلالات في تعز.. من يقف وراء خلايا الفوضى؟ (تقرير)

[ انتقادات واسعة للقيادات الأمنية في تعز بسبب الانفلات الأمني ]

تتزايد الاختلالات الأمنية بالمناطق المحررة بتعز بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب فيها، الأمر الذي يُعقد المشهد أكثر بالمدينة، ويثير الكثير من مخاوف المواطنين والتساؤلات.
 
خلال الأيام القليلة الماضية، كان ملفتا وجود كثير من الاختلالات، آخرها مقتل مواطن وإصابة أربعة آخرين اليوم الاثنين، جراء اعتداء مسلحين، على مبنى الهجرة والجوازات بمدينة تعز.
 
كما قامت نقاط عسكرية تابعة للواء 35 مدرع، يوم أمس الأحد (25 أكتوبر/تشرين الثاني)، بقطع خط النشمة التربة أمام المواطنين وأعاقت تنقلهم، فضلا عن حدوث اشتباكات في خط الضباب الذي يخضع لقوات تابعة لكتائب أبو العباس.
 
وكانت هذه النقطة قد تعرض فيها أركان محور تعز عبدالعزيز المجيدي، وقائد الشرطة العسكرية جمال الشميري، لمحاولة اغتيال قبل أيام في منطقة البيرين – النشمة التابعة لذات اللواء.
 
كما تعرضت المحكمة التجارية الابتدائية لاقتحام مسلح، وتعرض أحد قضاتها للتهديد، بعد أيام من تهديد رئيسها من قِبل مجامع مسلحة تتبع اللواء 35 مدرع، وفق ما تداولته وسائل إعلام محلية.
 
إضافة إلى ذلك، تحدث نشطاء من تعز عن إقدام شخص معروف معزز بمسلحين وأطقم قوات خاصة باقتحام منزل عبدالقوي فرحان العسكري أثناء غيابه وقيامهم بالاعتداء على زوجته وأطفاله ونهب دراجة نارية.
 
وتعليقا على ذلك حذر الصحفي عبدالعزيز المجيدي في صفحته بموقع الفيسبوك من خطورة الصمت على مثل تلك الجرائم التي تتزايد، مشيرا إلى اختباء قتلة كبار خلف قاتل صغير، ومؤكدا أن تعز ينقصها قادة ورجال دولة بمستوى الأبطال في المتارس الذين يحرسون أسوارها بأجسادهم، على حد تعبيره.
 
أسباب مختلفة
 
ويقول الصحفي سلمان المقرمي إن الاختلال الأمني الذي نتج عنه فوضى واختلالات في تعز ليس معزولا عن الآثار المترتبة على الانقلاب، الذي أدى إلى انهيار الدولة وتفكك مؤسساتها وتعدد سلطاتها.
 
واستطرد في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن ذلك غير كافٍ لتفسير أسباب الانفلات المتزايد في تعز وريفها، أبرزها أن كثيرا من العمليات الفوضوية والاشتباكات المسلحة التي نتج عنها قتل مدنيين، كانت بسبب جنود في الجيش لم يعودوا إلى جبهاتهم، وكونوا سلطات غير مشروعة لهم بدعم من قيادات كبيرة ونافذة في المؤسسة العسكرية.
 
معظم حالات الفوضى -وفق المقرمي- التي حدثت خلال الأسبوع الأخير، كان الجناة هم أعضاء في ألوية الجيش، مختلفون على جبايات وصراعات محلية وجبايات ونفوذ وولاءات، ولم يكن القائم عليها عصابات مجرمة من خارج الجيش، محذرا من استمرار ذلك كونه سُيغرق المدينة بالفوضى.
 
تقصير الأجهزة الأمنية
 
وانتقد المقرمي تقصير الأجهزة الأمنية التي قال إنها لا تملك الحد الأدنى من الشجاعة الأخلاقية لتكشف للرأي العام مسؤولية الجيش وقياداته عن الجرائم التي حدثت بسببهم، ونظرا لوجود علاقة مصالح وقرابة ونفوذ تربط قيادات الأمن والشرطة، تجعلهم يتغاضون عن الجرائم التي تحدث في مدن تعز ولا يسعون إلى علاجها.
 
وكثيرا ما يتم الحديث عن عدم وجود دعم كافٍ للمؤسسة الأمنية، لكن المقرمي يرى أن العملية الأمنية متعلقة بالدرجة الأولى بالجدية والمصداقية والالتزام بالقانون، مؤكدا أن أجهزة الأمن هي أقوى من العصابات الموجودة داخل المدينة.
 
ولفت إلى عدم وجود فلسفة أمنية تسير عليها الشرطة بتعز، تؤدي إلى ضبط الأمن، وانشغال القيادات بخصميات الجنود والبحث عن تمويل لعمليات وهمية، مضيفا أن غالبية قيادة الجيش بالمدينة تحولوا إلى موظفين يبحثون عن مصالح مالية وجبايات تقسيم المحافظة إلى مربعات، بدلا من القيام بواجباتهم الدستورية، تحت مبرر لا يوجد لدينا دعم والشرعية والتحالف يخذلونا.
 
محاولات تركيع تعز
 
بينما يذكر الإعلامي عبدالله الحرازي أنه وبالنظر إلى ما مورس ضد تعز من كيد محلي و إقليمي وداخلي فيها بغية تركيعها سواء للمشروع الإيراني أو الخليجي، فإن ما هو حاصل من تعقيد وإرباك تجلى في الانفلات الأمني المدروس، يعد قليلا ومُخيب لآمال المخططين.
 
وأوضح لـ"الموقع بوست" أنه تم منع تحرير تعز، ثم حصارها من التحالف والحوثيين في ذات الوقت، وبرغم ذلك لم تركع، فلجأ أعداؤها إلى الكيد من الداخل، ووجدوا وكلاء لهم للقيام بالمهمة، مضيفا "تعز لم يطعنها إلا أبناؤها والجميع يعرف التفاصيل بالأسماء والأحداث".
 
وأشار إلى "وجود محافظ أسبق من أتباع الرئيس السابق صالح (في إِشارة إلى حمود الصوفي)، يُقيم في أبوظبي يشرف كمستشار لملف "الفتنة" في تعز وإخضاعها من الداخل، عبر وكلاء يتسترون خلف القتلة والمليشيات والعصابات، يعملون على نظام المراحل، في كل مرحلة يتم التخلص بطرق مختلفة من بعض المقاومين، وصولا إلى إفراغهم الساحة لطرف حزبي صغير يعتقد أنه سيكون المستأثر بمركز قوى في تعز وهو طموح أكبر من حجمه (التنظيم الناصري).
 
واختتم الحرازي حديثه بالقول "تعز صدت الغزو من الخارج بأعجوبة، ولكن أيدينا كيمنيين على قلوبنا نتيجة الغزو من الداخل".
 
وكانت قد وصلت يوم أمس الأحد لجنة رئاسية عسكرية إلى مدينة تعز، للتحقيق في قضايا واختلالات عسكرية وأمنية شهدتها المدينة خلال الآونة الأخيرة، تتكون من 5 قيادات عسكرية وأمنية.


التعليقات