أشعل فوز المنتخب القطري على نظيره الإماراتي، في المواجهة التي جمعت الفريقين مساء اليوم الثلاثاء في نصف نهائي كأس أمم آسيا 2019 على استاد محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي، موجة ردود واسعة في أوساط اليمنيين.

وتغلب المنتخب القطري على نظيره الإماراتي بأربعة أهداف نظيفة، في مباراة مثيرة تخللها ردود فعل غاضبة من الجمهور الإماراتي المشجع لمنتخب بلاده بعد تلقيه خسارة ثقيلة في أرضه، كما شهدت حالة من الانفعال ووصلت حد طرد أحد اللاعبين بالبطاقة الحمراء بعد تدخله العنيف تجاه أحد لاعبي المنتخب القطري.

واكتسبت المباراة أهميتها من حالة التنافس الشديد بين الدولتين، خاصة بعد الأزمة الخليجية التي تعد الإمارات أبرز اللاعبين فيها، ووصل الأمر لنعت اللقاء الرياضي بالمباراة السياسية.

وتفاعل الجمهور اليمني مع المباراة قبل إطلاق صافرة البداية فيها، ولقيت اهتماما واسعا حول توقع نتائجها، لكن التفاعل الأوسع كان عقب انتهائها، وتأكد فوز المنتخب القطري على حساب نظيره الإماراتي.

التفاعل اليمني تراوح بين النكتة السياسية التي أطلقها البعض، وبين قراءة طبيعة المواجهة بين منتخبي الدولتين، ودلالة فوز الدوحة على أبوظبي التي تتواجد في اليمن بشكل كبير من خلال مشاركتها في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ أربع سنوات.

وفي السياق قال الإعلامي والمحلل السياسي اليمني شفيع العبد "تجاوز العنابي كل العراقيل والضغوط النفسية ليحقق انتصاراً متعدد الأبعاد والاتجاهات كما أن أهدافه قد تجاوزت الأربعة".

من جانبه قال المحلل السياسي ياسين التميمي "مبروك قطر فوزك المستحق على الإمارات رياضيا وسياسيا وأخلاقيا".

وتفاعلت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان مع المباراة، ونشرت في صفحتها بفيسبوك صورة لها وهي واقفة في باريس أمام برج إيفل، رافعة أصابع يدها الأربع في إشارة للأهداف الأربعة التي حققها منتخب قطر بفوزه على نظيره الإماراتي وتأهله لنهائي البطولة.

من جهته قال الروائي اليمني مروان الغفوري "القطريون ردوا بطريقتهم، فوز مستحق، منتخب جدير بالاحترام، منعت السلطات الإماراتية مشجعيهم من الدخول لمؤازرة الفريق، وهو سلوك غير مسبوق تاريخياً، ولكن 11 لاعباً وزعوا الفرحة والقهر للمستحقين بالعدل والقسطاس".

وأضاف: "سيلعب المنتخب القطري الماتش النهائي ضد المنتخب الياباني. دعونا نر من سيشجعهم في المدرجات الإماراتية"، متابعا: "من المخجل أن السلطات التي تبني أطول برج في العالم، وأول وزارة للسعادة تفشل في اكتشاف المعنى الأخلاقي لكرة القدم".

بدوره  قال الصحفي عامر الدميني "بدت مباراة قطر والإمارات أشبه باستفتاء سياسي وتحولت لمقياس لمشاعر الشعوب العربية تجاه الدولتين الحاضرتين في كثير من ملفات المنطقة العربية".

وأضاف: "بالأخير كرة القدم فوز وخسارة، لكنها أحيانا تأتي انعكاسا لحالة المنافسة السياسية أو تعبيرا عن المزاج الشعبي الذي يجد في الرياضة متنفسا للتعبير عن السياسة".

إلى ذلك قال الأكاديمي اليمني كمال البعداني "قطر  تفوز على الإمارات بأربعة أهداف نظيفة، يا خوفي يطلع اللواء علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية ويشكك في النتيجة"، في إشارة منه إلى نفي لخشع وجود سجون سرية في عدن والمحافظات الجنوبية تديرها القوات الإماراتية.

وأضاف البعداني "انتبه يا فندم علي لا تفضحنا الله يحفظك، هذه تختلف عن السجون السرية والإخفاء القسري، هذه مباراة كرة قدم، شاهدها الملايين، وبعدين ما لنا دخل فيها".

وكان البعداني غرد في وقت سابق اليوم قبل انطلاق المباراة وقال "إذا انهزمت الإمارات سينعكس ذلك على الأوضاع في عدن، وسوف يصعد المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- من الفوضى في الساعات القادمة، وهاني بن بريك سيهدد بتجاوز أسوار المعاشيق"، مضيافا بسخرية "الله يستر".

أما الصحفي عبدالرقيب الهدياني، فغرد ساخرا: "واضح أن المنتخب الإماراتي يلعب بدون الحزام الأمني، المهم لا يتهور المدرب وينزل شلال صاحب أكبر هدف في الشرق الأوسط".

وأضاف: "طلع الدفاع الإماراتي أكثر رخاوة من قبائل طوق صنعاء" في إشارة منه إلى القبائل التي خضعت وانصاعت لأوامر الحوثيين في إسقاطهم للدولة.

الكاتب محمد دبوان المياحي قال "هذه ليلة خالصة لوجه قطر، يبدو أن منتخب قطر دخل الملعب بروح مصيرية يكون أو لا يكون، تخطى كل محاولات الإمارات إضعاف معنويته، قاتل بمزاج وجودي لكسر الحصار؛ وتمكن في النهاية من انتزاع نصر ساحق ومستحق كهذا".

وأضاف: "يا إلهي، أشعر بسعادة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم. غريب، كيف يمكن لنتائج هذه اللعبة أن تُحدث كل هذا الانقلاب في مشاعرنا".

وتابع المياحي: "ليلة ثقيلة على أولاد زايد، يصعب تخيل مشاعر هاني بن بريك وعيدروس الزبيدي وشلال في هذه الليلة".

وكذلك قال الصحفي جمال سيلان "قطر فازت الليلة بكل جدارة، للإماراتيين (الطبع غلب التطبع)، البدو يضيقون ذرعا بمن يخالفهم في الرأي فكيف بمن يذيقهم مرارة الهزيمة رياضيا".

وأضاف: "مقاييس الروح الحضارية لا تحددها أبراج أبو ظبي، ولا ميناء دبي، بل رقي الأخلاق والثقافة".

وتابع: "قطر تألقت الليلة رياضيا، كما تألقت علميا، إذ تصدرت المرتبة الرابعة علـى مستوى العالم في التعليم، والثانية في مستوى دخل الفرد، وانتصرت سياسيا واقتصاديا على جيرانها".

وختم سيلان منشوره قائلا: "مع قطر كنت أو ضدها كن كبيرا وقل الحقيقة (قطر صغيرة بحجمها لَـگِنْ كبيرة بعقول أبنائها وعظيم إنجازاتهم)".

وتداول نشطاء مقاطع فيديو ليمنيين وهم يعبرون عن فرحتهم بفوز منتخب قطر على الإمارات بأربعة أهداف نظيفة.

فيما تداول ناشطون صورا لشعار ثورة مصر (رابعة العدوية) التي مولت الامارات الانقلاب العسكري ضد ثورة يناير المصرية والاطاحة بنظام الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.